تركزت أعمال اليوم الثاني والأخير لمؤتمر "المنطقة العربية بين صعود تنظيم الدولة والانخراط الأميركي المتجدّد"، حول انعكاسات تمدد تنظيم "الدولة" والحرب التي يشنها التحالف الدولي على دول الخليج العربي، وتبعات مشاركة هذه الدول في التحالف الذي يحاربه.
المؤتمر الذي يعقده المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة، ناقش في جلسته الرابعة "سياسات دول الخليج العربي تجاه المتغيرات السياسية في دول الهلال الخصيب"، حيث استهل الدكتور "محمد المسفر" بمداخلة أشار فيها إلى أنّ الولايات المتحدة كانت قد شهدت حشد قوى إقليمية ودولية في عدة حروب، وكان لدول الخليج العربي دور في هذه الحروب وتمويلها.
وقال إنّ هذه الدول مستهدفة من أطراف عدة، بهدف إجهاضها ماليا وتخويفها من خطورة الحركات الدينية المتطرفة، ومن ثم، فقد جاء انضمامها إلى التحالف الدولي ضد التنظيم، بسبب هذا التخويف الذي ساقه الغرب، والذي تم تصويره على أنه شرُّ داهم تجاه دول المجلس ولا بدّ من ردعه.
وأشار "المسفر" إلى أنّ ثمة عناصر تستطيع من خلالها دول المجلس تحصين نفسها ضد هذا الخطر؛ وذلك عبر تحقيق العدالة والمساواة بين المواطنين والإسراع في إجراء إصلاحات سياسية وإدارية واقتصادية، ومعالجة أسباب ظهور التطرف، وتحقيق تنمية مستدامة.
وسلّط الدكتور "عبد الله باعبود" الضوء على التحديات الأمنية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تتعرّض لها المنطقة العربية ومن ضمنها تفاعلات الثورات العربية وانعكاساتها على أمن المنطقة، وظهور التطرف الديني الطائفي وتدّخل قوى إقليمية وعالمية في الشأن العربي.
ورأى أنه في وقت يتوقع أن تعمل دول مجلس التعاون كمجموعة إقليمية للمحافظة على أمن المنطقة وتكاملها، نرى الخلافات قد دبت بينها؛ ما سيؤثر سلبيا على العمل الخليجي والعربي المشترك.
وفي ورقة بعنوان "السياسة السعودية، القاعدة وتنظيم الدولة"، لخّص الدكتور "آلان غريش" سلوك سياسة المملكة العربية السعودية بالخوف من إيران، والعجز لأسباب سياسية، والتناقض بين الفكر الديني الرسمي وسياستها داخليا وخارجيا.
وشبه "غريش" السياسة السعودية تجاه الثورات العربية بسياسة الرئيس "جورج بوش" الابن، وتبنيه مبدأ "من ليس معنا فهو ضدنا". فعندما انطلق الربيع العربي أخذت السعودية منه موقفا سلبيا وحسبت كل من لم يأخذ الموقف ذاته فهو ضدها. وهكذا نشأ الخلاف بينها، وبين قطر وتركيا، خصوصا بعد التغيير في مصر.
وتحدّث الدكتور عبد الوهاب القصاب عن العلاقة التفاعلية بين 3 مفاهيم استراتيجية فاعلة وهي: التهديد والردع والصراع، وطبقها على ما يجري حاليا بين الأمة العربية وما تنتجه هذه العلاقة التفاعلية من تحوّل على الصعيد الجيوستراتيجي.
وأورد "القصاب" أمثلة تطبيقية على الدور الإيراني الذي اخترق الأمن القومي العربي، وعلى إسرائيل كما كانت الحال في الحرب الأخيرة على غزة، ثم دور تنظيم "الدولة" في الإخلال بالأمن القومي العربي، والحشد الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
ورأى الدكتور "أندرياس كريغ" أنّ التدخل الأميركي ضد التنظيم محكوم بالإرث الذي تركته الولايات المتحدة وراءها في العراق، وأنّ جميع التحركات الأميركية الحالية تتأثر بمحاولة عدم تكرار تجربة العراق عبر استدراجها للتدخل في المنطقة.
بينما قال الدكتور "جيمس دنيسلو"، إنه بعد نحو 100 عام على ظهور الحدود السياسية الحالية بين دول المشرق العربي، حاول تنظيم لا يحمل صفة الدولة وخصائصها مثل "تنظيم الدولة" إزالة هذه الحدود بالمعنيين السياسي والمادي.
واختتم المؤتمر بجلسة نقاشية أكدت على أبرز النقاط التي أثيرت فيه، وأهمها العوامل التي أدت إلى صعود تنظيم الدولة وتمدده، وردود الفعل الإقليمية والدولية إزاء ذلك.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية