شهد ريف السلمية مساء الثلاثاء عملية اختطاف واغتيال، من شأنها فتح مرحلة جديدة من تصفية الحسابات بين رموز عصابات القتل والسطو والخطف، التي يتنافس على احتكارها عدد من الأشخاص على رأسهم "مصيب سلامة".
وقد مرر إعلام النظام عبر قنواته المختلفة الخبر بصيغة واحدة مفاده "استشهاد عضو مجلس الشعب وريس اليونس جراء اعتداء إرهابي على طريق حماة السلمية".
لكن التفاصيل التي كشفتها صفحات تواصل مؤيدة، وربما عن غير قصد، أوضحت أن "اليونس" تعرض بداية لاختطاف مساء يوم الثلاثاء، وبعد البحث عنه وجدت سيارته على مقربة من إحدى حواجز مرتزقة "الدفاع الوطني"، وداخلها آثار دماء، وجثة سائقه، والهاتف الجوّال الخاص بـ"اليونس".
وعقب الكشف على موقع الحادث اعتبرت مخابرات النظام "اليونس" في عداد المفقودين، ثم اكتشفت لاحقا أنه تمت تصفيته، لتعمم خبر مقتله على أيدي "الإرهابيين".
لكن روايات بعض الصفحات المؤيدة لملابسات الحادثة، بالتعاضد مع المؤشرات التي لدى "زمان الوصل" تنم عن أن جريمة القتل وقعت بأيدي شركاء لـ"اليونس".
وأول المؤشرات أن الحادثة وقعت في منطقة تسيطر عليها عصابات "سلامة" سيطرة شبه مطلقة، إن لم تكن مطقلة، وثانيها أن هذه الجريمة تتسق في وصفها وطريقة تنفيذها مع كثير من الجرائم التي وثقتها تقارير رسمية صادرة عن مخابرات النظام، سبق لـ"زمان الوصل" أن انفردت بنشرها، وهي تتناول بالأسماء والتواريخ ممارسات لعصابات "مصيب سلامة" وأتباعه، ومنها اختطاف وسلب قتل وحرق وتقطيع سوريين، بينهم مؤيدون ينتمون إلى نفس طائفة سلامة.
أما المؤشر الأبرز، فيتجلى في تاريخ "اليونس" نفسه، وهو التاريخ الذي قد يجهله كثير من السوريين، لكن أهالي السليمة ومن حولها يعرفون تفاصيل دقيقة فيه.
فـ"اليونس"، الذي يكنى "أبو جعفر"، والمعين عام 2012 كعضو في "مجلس الشعب" التابع للنظام عن منطقة "الصبورة" (مسقط رأس سلامة)، هو نفس الشخص الذي تزعم منذ بداية الثورة صفوف الشبيحة في منطقته لملاحقة واعتقال الثائرين والتنكيل بهم، مستغلا هذا الجو في ممارسة السطو والابتزاز المادي.
وبعد أن "شرعن" النظام عمل الشبيحة مشكلا ما سماه "الدفاع الوطني"، عزز "اليونس" من سطوته، محاولا بناء إمبرطورية خاصة له، على غرار إمبرطورية "سلامة"، وبدأ بتنفيذ ذلك قولا وفعلا.
فقد توعد "اليونس" أهالي السلمية بأنه "سيربيهم" و"سيكسر أكبر رأس" فيهم، وباشر تطيبق وعيده باعتقال واحتجاز المئات، دون تمييز بين كبير وصغير، معتمدا في ذلك على شبكة من رجال أمن النظام، وفي مقدمتهم المساعد أول "دريد خلوف" من المخابرات الجوية في حماة.
كما تعاون "اليونس" في مرحلة من المراحل مع "علي حمدان" الذراع اليمنى لـ"مصيب سلامة"، ومع العقيد المتقاعد "خضر الشيخ".
وقدم "اليونس" خدمات كثيرة لنظام بشار الأسد ومنها شراؤه ذمم عدد من الأشخاص، للوشاية بمواقع "الثوار" ومساعدة قوات النظام على قصفها.
وتعرف الصفحة الرسمية لـ"مجلس الشعب" وريس اليونس بأنه "عضو مستقل" عن الدورة التشريعية 2012، مبينة أنه يتحدر من مدينة طرطوس.
زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية