عقدت وحدت البحث والتكوين " اللسانيات وتقنيات تحليل النص" بتعاون مع المعهد العالمي للفكر الإسلامي بواشنطن والمركز المغربي للدراسات والأبحاث التربوية بتطوان، دورة تكوينية جامعية في موضوع:
"اللغة العربية وقضايا العصر" برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية، أيام 20 ـ 21 ـ 22 ماي 2008 . وقد استهدفت هذه الدورة تعميق تكوين الباحثين : " وتنويع وسائل تدريبهم على البحث من خلال الانفتاح على مؤسسات البحث التربوية والأكاديمية بمحيط الجامعة في المغرب وخارج المغرب.
افتتح منسق الدورة التكوينية الجامعية الدكتور عبد الرحمن بودرع " اللسانيات وتقنيات تحليل النص"، أعمال الدورة التكوينية والعلوم الإنسانية، يومه الثلاثاء 20 ماي 2008 م بحضور عميد كلية الآداب ، الدكتور خالد الصمدي المستشار الأكاديمي للمعهد العالمي للفكر الإسلامي، والرئيس للمركز المغربي للدراسات والأبحاث التربوية، بكلمة افتتاحية رحب فيها بداية بالضيوف الكرام وبالمؤسسات المتعاونة وبالأساتذة المشاركين في الدورة و الباحثين المستفيدين من التكوين وبالحضور عموما
افتتح الدكتور محمادي بوشعيب. محور الدورة :" اللغة العربية والانتماء الحضاري" حيث بدأ بتحديد المفاهيم المحورية لعرضه فبدأ أولا بتحديد مفهوم اللغة ومفهوم اللسان وعقد مقارنة بين المفهومين من خلال سياق ورودهما في القرآن الكريم فخلص إلى أن اللغة ارتبطت في الغالب بسياق الذم المرتبط بمعنى "اللغو" أما كلمة "اللسان" فجاءت في معرض التذكير بالنعمة "فالبيان" الذي خص الله به الإنسان هو ملكة مرتبطة "باللسان".
ثم عرض إلى تحديد مفهوم "الانتماء الحضاري" منبها إلى تميز التصور الإسلامي للحضارة باعتبار انتظام المجتمعات المسلمة بنظام من القيم يقوم على مبادئ كبرى مثل: وحدة الأصل الإنساني، ومبدأ التعارف، ومبدأ التقوى. ومبينا أن ما من حضارة نشأت إلا كان منشأها على أساس من الدين والعقيدة.
ونبه الدكتور بوشعيب إلى مكانة اللغة في بناء الحضارة لشدة ارتباطها بالعقول المفكرة والصانعة لتلك الحضارة. وإذا كان هذا حال اللغات عامة فحال اللغة العربية أخص وأعز، لارتباط الحضارة الإسلامية بالقرآن والسنة فاللغة العربية هي مفتاح لفهم أسرار القرآن واستخراج علومه وكنوزه. لذا خصص فقرة لمكانة اللغة العربية في القرآن والسنة وبين حاجة الناظر في القرآن لإتقان علوم اللغة العربية باعتبار أن ما لا ييتم الواجب إلا به فهو واجب. وقد أورد عدة أدلة على ذلك.
ثم عن أثر القرآن في اللغة العربية فبين فضل القرآن على جمع أفضل لغات العرب وحفظها من التغير والابتذال وبين أنه لولا حفظ الله للقرآن لضاعت هذه اللغة كما ساق أقوالا لبعض العلماء تعتبر تعود النطق بغير العربية مكروه لما تحدثه من شرخ لغوي بين المتحدث والقرآن.
كما بين ار قيمة العقيدة الإسلامية في حفظ اللغة العربية ودور العربية في حفظ العقيدة الإسلامية فبين أن القرآن الكريم الرسالة الخاتمة محفوظ بحفظ الله لأنه معجزة الرسول الخالدة فخلودها يقتضي حفظها وحفظها يقتضي حفظ وجه إعجازها ووجه إعجازها اللغة العربية أسلوبا وتركيبا وبلاغة وبيانا وسورا وآيات ونظما. كما خلص إلى وجوب تعلم اللغة العربية على كل مسلم لأنه معني بالنظر في القرآن والتعبد بتلاوة آياته وسوره تلاوة سليمة جيدة فنطق كلمات الله على اللسان تستحق أن يبذل في سبيلها جهد لتعلم التجويد وعلم القراءات.ثم بين أسبابا أخرى توجب تعلمها لأنها دونت لغات الأمم السابقة ولغات الحشرات والطيور والجبال والسماوات في آيات القرآن الكريم وسوره.
" أما الدكتور عبد الرحمن بودرع فقد استهل عرضه:" اللغة العربية والتنمية المعرفية. بالحديث عن مكانة المعرفة في التنمية البشرية وعن حاجة التنمية المعرفية للنهوض باللغة العربية في سياق ثقافي ينطلق من تاريخ الأمة وحاضر المجتمع. لذا نبه الدكتور بودرع إلى أن مشاريع التنمية العربية لا تضع في أولوياتها النهوض بالعربية رغم وجود ميراث ثقافي لغوي ومعجمي غني يمكن استثماره، ونبه إلى أن الدراسات والبحوث اللغوية لا تجدي ما لم تفعل في الواقع التداولي العربي خاصة في ميادين الأنشطة التنموية الأساسية.
كما اعتبر اللغة وطنا للمعرفة تستوجب حقا على مواطنيها وبين أن حقها عليهم حفظها والنهوض بها.
وتطرق الدكتور إلى علاقة اللغة العربية بالتنمية المعرفية من خلال تقرير التنمية الإنسانية العربية لسنة 2003 الصادر عن برنامج الامم المتحدة الإنمائي بتعاون مع الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي من خلال طرح أسئلة تولى الإجابة عنهامن خلال مسوغات الحديث عن التنمية المعرفية حيث بين أن من مسوغات هذا الحديث بزوغ نوع جديد من الاقتصاد المبني على المعرفة واللغة أداة حصول هذه المعرفة فاللغة يسند لها اليوم وظيفة جديدة هي الوظيفة الاقتصادية ثم موقع اللغة من المعرفة في اقتصاد المعرفة فبين أن التعريب صار أكثر ارتباطا بالاقتصاد والتكنولوجيا وثورة المعلومات.لينتقل الى الحديث عن سبل جعل اللغة العربية لغة معرفة كما كانت في عصور ازدهارها ،لبين أن اللغة العربية أثبتت قدرة فائقة على حمل أرقى المعارف الإنسانية . كما أن للغة العربية علاقة وطيدة بمجتمع المعرفة والنهضة عبر التاريخ .
ليتطرق الى الوضع الهش للغة العربية في برامج التعليم بسبب غربة اللغة العربية عن ميدان البحث العلمي بسبب السياسة اللغوية التغريبية المتبعة في الجامعات العربية، وبسبب إهمال التكوين المستمر للأستاذ ، وتراكم التجارب الفاشلة لمشاريع الإصلاح المتعاقبة.
ليفتتح د/محمد الحافظ الروسي المحور الثاني دور الأدب في النهوض بالعربية بمداخلته : أنماط الأساليب وأنواع البلاغات المدخل إلى فهم الأسلوب العربي والتمييز بين أنماطه
حيث استهل مداخلته بالحديثه عن إشكال ملح يطرح نفسه بشدة، وهو الصعوبة الذي يجدها الطلبة اليوم في الكتابة بأسلوب عربي سليم، وفي فهم الأساليب العربية القديمة، وفي القدرة على تذوقها والموازنة بينها والتمييز بين أنماطها وتحليلها، ثم حدد هدف الغرض وغايته وحصر أنواع القدرات في سبعة: وهي القدرة على الفهم والتذوق والتحليل والاحتذاء والتمييز بن الأنماط والإضافة وتصور تطور الأنماط الأسلوبية.كما اقترح برنامجا عمليا يمكن من خلاله اكتساب هذه القدرات المفقودة، ثم حدد أنماط الأساليب وحصرها في تسعة وهي: النمط القرآني والنبوي والديني والوصفي والسردي والبديعي والخطبي والتخييلي والنمط الجامع لأنماط مختلفة، وبين خصائص كل أسلوب ليختتم مداخلته بااقترح برنامج عملي يمكن اعتماده في رفع المستوى اللغوي لدى الطالب وهو برنامج مفيد ومكثف اختاره الأستاذ بعناية وخبرة.
أما د عبد الواحد بنصبيح فقدافتتح عرضه بالحديث عن اللغة العربية وأثارها التربوية، وبنى عرضه على دعامتين، الأولى علاقة اللغة بالفكر وعلاقتها بالسلوك، تحدث فيه عن موقف السلوكيين والنفسانيين الذين يعتبرون اللغة أنساقا محفوظة وعادات مكتسبة، أما الوضعيون فقد دحضوا هذه الفكرة معتبرين اللغة أداة للتفكير وأنها جزء من طبيعة القدرات لدى الإنسان.أما الدعامة الثانية فهي طبيعة العربية المتميزة عن باقي اللغات.فكون العربية لغة الإعجاز المترعرعة في أحضان الجزيرة العربية أتاح لها التميز بعدد من الخصائص أهمها
الجوانية لأنها لغة التعبير عن التأمل الداخلي ،لإيجاز ومن مظاهره إيجاز القصر والحذف وغير ذلك ،الإعراب الذي يساعد على دقة التعبير ،الفصاحة التي تتجلي في خصائص الجهاز الصوت ومرونته ، الطبيعية التي تتمثل في كتابتها من اليمين إلى اليسار .وهي خاصية تناسب الحركة الفيزيولوجية الطبيعية لدى الإنسان ،المثالية التي تتجلى في قيمة المعاني التي تحملها ألفاظها كالكرم والشجاعة إيثار الحق. و ختم الأستاذ عرضه مؤكدا على أن اللغة العربية بكل مستوياتها لها أثر فعال في تنمية شخصية المتعلم وقدراته العقلية واللغوية.
أما المداخلة الاخيرة:" اللغة العربية وتكنولوجيا المعلومات " فقد تطرق فيها الدكتور أحمد شعيب اليوسفي الى استفادة العلوم من الثورة المعلوماتية، فأشار إلى استفادة اللغة العربة من تكنولوجيا المعلومات وأشار إلى المشكلات العملية التي تواجه العربية في مجال الحوسبة وخاصة في حقل الترجمة فإذا كانت اللغات العربية قد أفادت من الترجمة الرقمية التي توفرها محركات البحث وبرامج الترجمة الخاصة فإن اللغة العربية تواجه مشاكل حقيقة في هذا الباب لدرجة القول بأن الترجمة الرقمية لازالت بكرا بالنسبة للغة العربية. كما تطرق لمشكلات صرفية وتركيبية في هذا الباب مما أسماه بالحساسية السياقية كما تطرق بحديثه عن قضية المرونة النحوية ومشكلات التقديم والتأخير..وقد عرفت الدورة العديد من الورشات من اعداد الطلبة الباحثين ، كما أفرزت العديد من التوصيات من قبيل :تشجيع السماع: باختيار مواد سمعية فصيحة جيد في مضمونها تعرض على أسماع المتعلمين لتمكينهم من مهارات فهم النص العربي الفصيح المنطوق.وقراءة النصوص الفصيحة المنتقاة وخاصة النص القرآن الذي يلزم القارئ بإتقان أدوات القراءة السليمة صوتا وضبطا مما يقعد له في علم التجويد.
ثم تعلم النحو وتعليمه والإقبال على إعراب النصوص لضبط الفهم الصحيح للنص وتعلم مبادئ التجويد
وإشغال النص بضروب من الفصاحة بممارسة الكلام الفصيح وتنمية الدافع الديني الذي يعتبر تعلم علوم اللغة العربية واجبا شرعياوتعميق الشعور لدى الباحثين بمركزية اللغة العربية في إقامة مجتمع المعرفة واقتصاد المعرفةو التدرب الفردي والجماعي على اتخاذ اللغة العربية لغة التفكر والتعبير في جميع المواقف
ثم النظر إلى العربية نظرة تقديس باعتبارها لغة القرآن والسنة.
كما أكدت الدورة على أن العربية مقوم من مقومات النهضة ووعاء لكل المعارف في كل التخصصات
وكدلك الوجود الإسلامي رهين بوجود اللغة العربية ورقيه رهين برقي اللغة العربية. ...
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية