عبارة واحدة قالها الدكتور "هيثم شاش" رئيس قسم القلبية في (مشفى الباسل) بطرطوس أمام وزير الصحة كانت كفيلة بفصله من وظيفته، ومنعه من العمل في كل المشافي السورية، وحرمانه من كافة تعويضاته المادية، لأن هذه العبارة اعتُبرت إهانة لـ"حماة الديار".
وكان وزير الصحة" نزار اليازجي" قد طالب أثناء اجتماعه مع كوادر المشفى بإلزام جميع الموظفين بما فيهم الأطباء بالدوام الكامل، وهنا انبرى الدكتور شاش مخاطباً الوزير:"يا دكتور.. طرطوس محافظة ريفية وإذا صارت تفتح العيادات بعد الظهر بس رح يشكل هالشي عبء إضافي على أهل الريف، لأن أجرة الطلب 3000 ليرة هاد ما عدا المعاينة، والناس فقيرة ما بتقدر تدفع وتتحمل أعباء إضافية".
وانتقد د. شاش قلة الراتب الذي يُعطى للطبيب والذي لا يتجاوز 25 ألف ليرة في الشهر.
وعندها قال له الوزير مزايداً: "عم نعطي الجندي أقل من 25 ألف، وما عم نعطيه إجازات، وما عم يشوف أهله، وعم يدافع عن الوطن"، فقال الدكتور بحدة: "لهيك بيضطر هالجندي ياخد بعض الأدوات المنزلية ويبيعها ليقدر يعيل أسرته لبقية الشهر"، في إشارة إلى التعفيش- ولم يرد الوزير بكلمة، ولكنه بعد أسبوع تقريباً أصدر قراراً بفصل الطبيب المذكور فصلاً تعسفياً من وظيفته، وحرمانه من كافة تعويضاته المادية، ما دفع بأصدقائه وزملائه إلى إنشاء صفحة على" فيسبوك" بعنوان "معا للوقوف مع الدكتور هيثم شاش" حوّلوها إلى ساحة لانتقاد نظام الأسد ووزير الصحة بشكل خاص، متهمين إياه بأنه "يقود حرب مكافحة الفساد ولكن بالمقلوب حيث بدأ من طرطوس ومن قسم القلبيّة في مشفى الباسل، وذلك "بفصل رئيس الشعبة القلبية الذي يعتبر من أفضل الكفاءات الطبية العلمية والأخلاقية والوطنية".
وأضاف مشرفو الصفحة: "مبارك للسيد الوزير هذه البداية المشؤومة والمخجلة، والتي تسيء إلى كل صاحب ضمير وأخلاق".
وخاطب المؤيد Ramah Jumaa وزير الصحة بنبرة حادة قائلاً:"الدكتور هيثم دكتور وطني أكتر منك يا معالي الوزير، وهو بيعرف مين قصدو بهالكلام -العفيشة- وأضاف: "ابنك وولاد زملائك الوزراء أنا أكيد أنو آخر همن هالوطن، والسهر عندون بشي كباريه بيسوى كل الوطن" أما Kinda Ghannam، فعلقت بسخرية: "نعم للقول ... لا للفعل ... حي على النفاق".
وطالب "أحمد فياض" بضرورة إظهار الحقائق بخصوص فصل الدكتور "هيثم شاش"، لأن فصل موظف بسرعة بدون محاكمة تظهر فيها الحقيقة لا يجوز"، ورأى أن "على نقابة الأطباء مسؤولية متابعة الموضوع لإحقاق الحق".
وأضاف بلهجة متذمرة: "الله يعين هالبلد من القرارات الارتجالية".
ورداً على من طالب وزير الصحة بالرجوع عن قراره عقّب مؤيد يدعى "بو حيدرة" قائلاً: "لا تطلب من الوزير الرجوع عن القرار، اطلب من الذين وزّروه أن يحاسبوه على استهتاره بنا".
وانتقد ibran Khalil وزير الصحة قائلاً: "إن ما حصل مع الدكتور "هيثم شاش" يشعرنا بالخوف والقلق على مستقبلنا وحياتنا في أيدي أشخاص كهذا الوزير المتغطرس، الذي يتنقل كالطاووس بدلاً من الاهتمام بالمشافي والمرضى، وتأمين الدواء أو محاسبة المرتشين والسارقين في وزارته، الذين فاحت روائحهم حتى وصلت إلى مجلس الشعب"، وأضاف Khalil بلهجة حادة: "هنا ملعبك يا سيادة الوزير وليست بطولتك في محاسبة طبيب أو موظف لفظ كلمة من هنا أو هناك، فإلى أين أنت ذاهب يا مولانا الوزير، لا بد أنك ضللت الطريق". وبدوره خاطب مؤيد "شاعري النزعة" وزير الصحة متغنياً بأمجاد طرطوس "الوطنية": "إلى ذاك الضبابي القادم من المجهول ليعلّم أبناء طرطوس من هم حماة الديار، ويعطينا دروساً في الوطنية وحب الوطن، إليك يا مجهول الغايات والانتماء نقول: ما زالت نجمات علمنا خضراء لأننا نرويها من دماء أبنائنا، وما زال الوطن واقفاً لأننا عكازه وسنده، ما زالت عيون الأعداء تدمع بعد أربع سنين من حرب عالمية على هذا الوطن لأننا الشوك الذي يدمي تلك العيون".
وعلّق Morfe Gh ممتدحاً الطبيب المفصول: "الدكتور هيثم طبيب عظيم وصاحب ضمير وهيك إنسان شيء طبيعي يتصرف برجولة متل ما تصرف تماماً، ونحنا معو حتى قبل ما نعرف التفاصيل "وتابع بسخرية :"متل ما بيقول مورفي" في كل مؤسسة هناك شخص وحيد صاحب ضمير وشريف هذا الشخص سيفصل)، وألقى "مورفي" باللوم على زملائه ونقابته الذين لم يبدر منهم أي موقف حتى الآن، مضيفاً: "بس شاطرين بالحكي من تحت لتحت".
ورأى زملاء الطبيب "قتيل لسانه" أنه "من المعيب والمشين أن تكون نتيجة نقاش مع الوزير الفصل والطرد التعسفي"، وأردفوا في بيان نشرعلى الصفحة المذكورة: "مهما قال الدكتور "هيثم شاش" لايبرّر هذا القرار المجحف، خاصة وأنّ وطنيّته وغيرته وإخلاصه لوطنه ليست محل نقاش أبدا لجميع من يعرفه في المحافظة".
وطالب زملاء "شاش" من نقابة الأطباء في سوريا أن تقول كلمة وأن لا تكتفي بالتفرّج والترجّي من وزير الصحة لأخذ موعد منه.
وكشف زملاء الطبيب "هيثم شاش" أن زيارة وزير الصحة كان هدفها إطاحة أحد رأسين: امّا رأس مدير المشفى ويبدو انّه يترنّح وإما رأس مدير الصحة وقد طار، وأنه لا علاقة لهذه الزيارة بتحسين واقع العمل في المشفى لا من قريب ولا من بعيد، لأن الوزير لم يتطرق ولم يسأل عن سير العمل في المشفى ولا عن النواقص والاحتياجات إطلاقاً.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية