أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

إكتشاف الجينات المسؤولة عن طول القامة

كشف علماء وراثة اميركيون حديثا النقاب عن أضخم دراسة حتى الآن تتناول موضوع تحديد طول القامة والجينات المسؤولة عنه.

وبقي فهم وراثة طول القامة حتى الان بصورة وافية لغزا رغم بديهية أنه إذا كان الوالد طويل القامة وكانت الوالدة كذلك فمن المرجح أن يكون الطفل مثلهما.

وقام وفد دولي من الباحثين بتحليل بيانات مستقاة من جينوم 253288 شخصا من اصول اوروبية ومن أوروبا نفسها ومن أميركا الشمالية وأستراليا. وظل الباحثون يتتبعون نحو مليونين من الفروق الوراثية الشائعة في هؤلاء الافراد ووضعوا أيديهم على 697 اختلافا وراثيا في 424 منطقة جينية تتعلق بطول القامة.

وأكد الباحثون إن الكثير من الجينات التي حددتها الدراسة بدقة ربما تكون من العوامل المهمة في تنظيم نمو الهيكل العظمي إلا انه لم يكن دورها معروفا من قبل.

وترتبط بعض هذه الجينات بمادة الكولاجين أحد مكونات العظام وأيضا مادة كبريتات الكوندرويتين المسؤولة عن تكون الغضروف وصفائح النمو وهي مناطق ضمن الانسجة المسؤولة عن النمو وتقع قرب نهايات العظام الطويلة في جسم الانسان.

واثبتت التقديرات أن صفة طول القامة أو قصرها تعزى إلى الوراثة بنسبة 80 في المئة منها فيما تمثل التغذية والعوامل البيئية الأخرى نسبة العشرين في المئة المتبقية.

وقال تيموثي فرايلينج عالم الوراثة بجامعة اكستر البريطانية "وجدنا الاختلافات الوراثية وهي مناطق في المادة الوراثية دي ان ايه التي تختلف من شخص لاخر والتي تمثل 20 في المئة من المكون الوراثي للاختلافات العادية في طول القامة".

وأضاف "يمكن مقارنة ذلك بوضع كان سائدا عام 2007 عندما كنا لا ندري شيئا على الاطلاق عن الجينات والمناطق الموجودة على الجينوم البشري المتعلقة بالاختلافات الطبيعية في طول القامة على الرغم من أن جميعنا يدرك ان طول القامة مسالة متعلقة بالوراثة بصورة مطلقة".

وذكر جويل هيرشورن عالم الوراثة والغدد الصماء لدى الاطفال بمستشفى الاطفال في بوسطن وعضو مجلس ادارة معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا وجامعة هارفارد "درسنا مسألة طول القامة لسببين رئيسيين".

وأضاف "على مدى أكثر من قرن كان طول القامة انموذجا رائعا لدراسة وراثة الامراض مثل السمنة وداء السكري والربو التي تتسبب فيها ايضا تأثيرات مشتركة لعدد كبير من الجينات التي تعمل سويا. لذا فإن فهمنا لكيفية عمل وراثة الطول سيجعلنا نعي كيف تعمل وراثة أمراض الانسان".

وقال هيرشورن إنه علاوة على ذلك فان قصر القامة لدى الاطفال لا يزال من بين المسائل الاكلينيكية بالغة الاهمية بالنسبة لعلماء الغدد الصماء لدى الاطفال، مضيفا أن معرفة الجينات والفروق بينهما المتعلقة بطول القامة ستساعد الاطباء في نهاية المطاف على تشخيص حالات الاطفال ممن لديهم سبب رئيسي وحيد غامض مسؤول عن قصر القامة.

وشملت دراسة سابقة أجراها الفريق البحثي عام 2010 عددا أقل من الناس وحدد 199 اختلافا وراثيا تقع على 180 منطقة على الجينوم.

وذكر هيرشورن انه "من خلال مضاعفة حجم العينة أمكن لنا مضاعفة عدد المناطق الجينية المرتبطة بطول القامة‭‭ ‬‬مما زاد كثيرا بواقع نحو سبعة امثال من عدد الجينات الفعلية التي يمكننا من خلالها ايجاد علاقة بينها وبين بيولوجيا النمو الطبيعي للهيكل العظمي".

ويعتقد العلماء إنه لايزال أمامهم الكثير الذي يتعين ادراكه حول اسرار طول القامة والقصر المفرط. وتطور وفقا لاخر الدراسات معدل متوسط طول قامة الانسان في العالم على مر الاجيال القليلة الماضية بعد تحسن نوعية الغذاء.




(248)    هل أعجبتك المقالة (274)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي