قال الجيش الأمريكي يوم الأربعاء ان القوة الجوية وحدها قد لا تنقذ مدينة عين العرب (كوباني) السورية من متشددي الدولة الاسلامية مع استعداد المسؤولين الأمريكيين فيما يبدو لسقوط المدينة.
ورغم ان الجيش الأمريكي شن ست غارات جوية لمنع استيلاء متشددي الدولة الاسلامية على كوباني الا أنه اقر بإمكانية سقوط كوباني ومدن أخرى في أيدي التنظيم الذي استولى على مساحات من أراضي العراق وسوريا هذا العام.
وتحدث وزير الخارجية الأمريكي جون كيري -وشاركه في ذلك مسؤولون آخرون- يوم الأربعاء علنا عن هذا الأمر قائلا ان خسارة كوباني لن تكون هزيمة استراتيجية في الحملة الجوية الأمريكية المستمرة منذ شهرين "للحد من قدرات التنظيم وهزيمته".
لكن هزيمة المقاتلين الأكراد الذين يحاولون صد متشددي الدولة الاسلامية على مرأى من القوات التركية على الجانب الآخر من الحدود يمكن أن يثير الشكوك في الاستراتيجية الأمريكية القائمة على الاعتماد على القوات المحلية لقتال المتشددين.
ونشرت اللقطات التلفزيونية للقتال في المدينة وهروب عشرات الآلاف من اللاجئين الى تركيا في أنحاء العالم واحتلت المدينة بؤرة الاهتمام الدولي المتابع للصراع.
وعلى الرغم من الضغط الأمريكي الا أن تركيا رفضت حتى الآن أن تلعب دورا أكثر فاعلية. وشكك القادة الأتراك مرارا في فاعلية أي استراتيجية في الشرق الأوسط لا تتضمن في جوهرها إزاحة الرئيس السوري بشار الأسد.
وطالبت تركيا أيضا ومرارا باقامة منطفة حظر طيران إضافة إلى منطقة عازلة داخل سوريا. وأرسل المسؤولون الأمريكيون رسائل متضاربة بهذا الشأن حيث قال كيري انها فكرة تستحق دراسة متعمقة بينما كانت وزارة الدفاع (البنتاجون) والبيت الأبيض أكثر فتورا.
وبدون قوات تركية أو قوات أخرى على الأرض وهو ما يبدو غير مرجح الآن تظل الأمور على عاتق المقاتلين الأكراد السوريين والضربات الجوية الأمريكية.
وقال جون كيربي المتحدث باسم البنتاجون في إفادة صحفية "الضربات الجوية وحدها لن تفعل ذلك... لن تنقذ مدينة كوباني ونحن نعرف هذا."
وتتطلب القدرة على انتزاع أراض والسيطرة عليها وجود قوات برية قادرة على الاستفادة من الغارات الجوية. وقال البنتاجون ان تدريب مقاتلي المعارضة السورية في السعودية قد لا يبدأ قبل خمسة أشهر بسبب الحاجة لتجنيدهم والتدقيق في هوياتهم
ورد كيربي على سؤال عما إذا كان يهيئ الرأي العام الأمريكي لاحتمال سقوط ليس فقط كوباني بل ومدن أخرى قبل أن يتم تدريب قوات سورية مقاتلة قائلا "أعتقد أننا جميعا يجب ان نهيئ أنفسنا لهذا الأمر في نهاية المطاف.. نعم."
* أمر مزعج
وتشن الولايات المتحدة غارات جوية ضد أهداف للدولة الاسلامية في العراق منذ الثامن من أغسطس آب وفي سوريا منذ 23 سبتمبر ايلول كان بعضها بمشاركة أعضاء في تحالف دولي سعى الرئيس باراك أوباما لتشكيله ضد التنظيم.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية في بيان إن الضربات الجوية كانت ضمن تسع غارات جوية على سوريا جرى تنفيذها خلال اليومين الماضيين بالاشتراك مع الامارات العربية المتحدة باستخدام قاذفات ومقاتلات وطائرات يجري التحكم فيها عن بعد.
وأوقفت الضربات الجوية قرب كوباني التنظيم الذي كان على وشك الاستيلاء على المدينة بعد هجوم استمر ثلاثة اسابيع.
وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره البريطاني فيليب هاموند يوم الأربعاء ان خسارة المدينة لن تكون هزيمة استراتيجية.
وأضاف كيري "من المروع متابعة ما يجري في كوباني في حينه... يتعين عليك ان تتروى وتتفهم الهدف الاستراتيجي."
وتابع "على الرغم من الازمة في كوباني فان الاهداف الاصلية لجهودنا هي مراكز القيادة والسيطرة والبنية الاساسية."
وقال مسؤول أمريكي طلب عدم نشر اسمه ان إدارة أوباما تستعد لحملة إعلامية ودعائية في حالة سقوط كوباني.
واضاف المسؤول "سيكون أمرا مزعجا... لا نستطيع قصف الدولة الاسلامية وإخضاعها في كل مكان. يبدو واضحا انها ستكون كارثة انسانية وعسكرية."
واضاف كيري انه يتوقع ان تقرر تركيا "خلال الساعات والايام القادمة" الدور الذي قد تلعبه ضد تنظيم الدولة الاسلامية.
وسيزور الجنرال المتقاعد جون آلن المبعوث الأمريكي الذي كلفه أوباما ببناء التحالف ضد الدولة الاسلامية ونائبه بريت ماكجورك تركيا غدا الخميس أو بعد غد الجمعة لاجراء محادثات وصفها كيري بأنها قد تكون حاسمة.
رويترز
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية