هدد شاب من مخيم اليرموك محتجز في مخيم للاجئين في العاصمة القبرصية يوم الاثنين بالانتحار علناً أمام أنظار العشرات من رفاقه وعناصر الأمن القبرصي والعاملين في الصليب الأحمر، الذين فوجئوا باعتلائه إحدى غرف الحراسة وربطه حبلاً في أعلى عمود إنارة مهدداً بشنق نفسه إن لم يتم نقله مع رفاقه خارج المخيم وقبرص إلى دولة أوروبية طالباً حضور وسائل الإعلام.
وكان الشاب "خالد أبو ناصر" ضمن 350 شخصاً احتجزتهم السلطات القبرصية في عرض البحر، بعد إنقاذ خفر السواحل القبرصية لسفينتهم التي كانت تقلهم من تركيا إلى اليونان هرباً من جحيم الحرب في سوريا.
"زمان الوصل" اتصلت بصديق الشاب الذي حاول الانتحار "أنس الكوسى" فروى تفاصيل ما جرى قائلاً:
"خرج عدد كبير من الشبان الفلسطينيين والسوريين ومن بينهم شقيقان لي والشاب "خالد أبو ناصر" متوجهين من تركيا إلى إيطاليا بحراً، وبتاريخ 26/ 9/ 2014 علا الموج بسبب سوء الأحوال المناخية، فاضطروا لطلب النجدة من خلال هواتف (الثريا) فأتت بارجة قبرصية لإنقاذهم، واتجهت بهم إلى قبرص، وعندما وصلوا إلى السواحل القبرصية طلب خفر السواحل منهم مغادرة البارجة فرضخ 65 شخصاً منهم، ورفض الباقون مطالبين بنقلهن إلى وجهتهم الأصلية إيطاليا".
ويردف "أنس الكوسى": "أبقى الأمن القبرصي المحتجزين في أماكنهم إلى الليل، حيث جاءت وحدات خاصة ملثمين بزي عسكري وأجبروهم على النزول بالعنف، وكان عدد من تبقى في البارجة يقترب من 345 شخصاً، فتم أخذهم إلى مخيم تابع لثكنة عسكرية بريطانية في منطقة قريبة من العاصمة نيقوسيا (قبرص)، وهناك نصبوا لهم خيماً وأجلسوهم فيها وكان التعامل معهم جيداً نوعاً ما داخل المخيم، حيث تركوهم لفترة بعد مصادرة جوازاتهم وأوراقهم الثبوتية".
بعد فترة من احتجاز اللاجئين جاء وزير الداخلية القبرصي وقال لهم:"أمامكم 21 يوماً لتبقوا في المخيم وثلاثة أشهر في قبرص، وعندما تخرجون من المخيم لسنا مسؤولين عن سكنكم حتى ولو نمتم في الشارع".
ويروي الكوسى أن الوزير المذكور تحدث مع المحتجزين بلهجة تهديد قائلاً لهم:"بعد ثلاثة أشهر كل من يتبقى في المخيم سيبصم رغماً عنه"، وفعلاً قامت السلطات القبرصية بـ "تبصيم" شابين من البالغين وكل القاصرين من ضمن اللاجئين ووعدوهم بإرجاع الأوراق الثبوتية بحيث يصبح وضعهم نظامياً ويستطيعون الدخول والخروج.
ويردف "أنس الكوسى": "يوم الاثنين أعادت السلطات القبرصية جوازات السفر للمحتجزين، وفوجئوا أن قسماً من الجوازات تم ختمها وقسم آخر لم يُختم ولم يحصلوا على أوراق يستطيعون بموجبها التحرك كما وعدت السلطات القبرصية".
وباعتبار أن أغلب الشبان الذين لم تختم جوازاتهم ليس معهم أي أموال بعد أن دفعوا كل ما يملكون للمهربين، قررالشاب خالد أبو ناصر –28 عاماً- وهو فلسطيني من مخيم اليرموك الإقدام على الانتحار لإيصال صوته وصوت رفاقه للعالم وللمساعدة على تحقيق بعض مطالبهم.
ويصف صديق الشاب الذي هدد بالانتحار ماجرى قائلاً: ظهيرة يوم الاثنين صعد خالد إلى غرفة حرس للجيش القبرصي المحيط بالمخيم، وقام بربط حبل في أعلى عمود كهرباء ملاصق للغرفة، وعقد طرفه الآخر على شكل مشنقة ووضعه على رقبته.
ويتابع الكوسى:"بعد ذلك جاءت الشرطة والصليب الأحمر وممثل للأمم المتحدة وحاولوا تهدئة الشبان الغاضبين، وذكروا لهم أن قبرص تتفاوض حالياً مع الدول الأوروبية لحل مشكلتهم ومساعدتهم، ووعدوهم بإعطائهم الأوراق النظامية التي تساعدهم على التحرك، وقام رفاق الشاب خالد بعدها بالصعود إلى أعلى الغرفة وإنزاله بعد أن فكوا الحبل عن رقبته".
ويشرح صديق الشاب خالد أن تصرف البوليس القبرصي تجاهه كان عادياً "لم يفعل تجاهه أي شيء" ورغم ذلك فالمشكلة لا زالت قائمة لأن أمامه أسبوعان على أكثر تقدير ليغادروا المخيم.
وعن مطالب المحتجزين يقول "أنس الكوسى": "يطالب المحتجزون بمساعدة مادية والحصول على أوراق نظامية وفيزا لـ3 أشهر بقبرص ليتمكنوا من التحرك فيها أو أن تقوم إحدى الدول الأوروبية بمساعدتهم أو استقبالهم أو يتم ترحيلهم إلى إيطاليا".
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية