تداول ناشطون على موقع "فيسبوك" صورة مؤثرة لسيارة إسعاف وقد عُلّق على زجاجها الأمامي لوحة مكتوب عليها "أنا الحالة رقم 80 متّ جوعاً من الحصار الظالم على مخيم اليرموك".
وتعكس هذه الصورة مرارة الوضع الإنساني الذي كان ولايزال يعيشه سكان مخيم "اليرموك" في ظل الافتقار لأبسط وسائل الحياة من طعام وماء، وتعود الصورة -كما يقول الصحفي هيثم أبو طالب- إلى ما قبل سبعة أشهر وتم استخدامها ضمن مواد فيلم "أنا أزرق" للمخرج "محمد بدر"، وهي واحدة من 170 حالة قضى أصحابها جوعاً أثناء اشتداد الحصار على المخيم، وأشار أبو طالب إلى أن السيارة التي كانت تحمل اللوحة كانت أثناء تشييع "شهداء الجوع" في مخيم اليرموك، وأن جثة صاحبها كانت موضوعة على عربة يجرها عدد من أبناء المخيم مؤكداً أن هناك في الفيلم المذكور صوراً قاتلة بكل معنى الكلمة.
وعن عبارة "مات من الجوع" التي كانت جملة استعارية في الماضي وأصبحت واقعاً في مخيم اليرموك، يوضح الإعلامي "هيثم أبو طالب" أن "فترة الحصار على المخيم التي مازالت مستمرة إلى اليوم، حملت كوارث إنسانية لم تحدث منذ قرون عديدة، مع اشتداد الحصار على المخيم".
وأردف:"إن إغلاق كافة المعابر المؤدية إلى المخيم بدأت تظهر حالة نقص المواد الغذائية بشكل علني لمن تبقى داخل المخيم حتى وصلنا إلى اليوم الذي كان مخيم اليرموك فارغاً بشكل كلي تقريباً من كافة أشكال المواد الغذائية بالترافق مع توقف الأفران عن العمل.
وأضاف أبو طالب:"في تلك الفترة بدأت تظهر نتائج فقدان الغذاء، وبعد فترة لم تتجاوز الأربعة أشهر من الحصار الكلي سقط أول شهيد نتيجة الجوع وكانت هذه الحالة بمثابة صدمة كبيرة لأهالي مخيم اليرموك الذين لم يعرفوا مثيلاً لها من قبل، لا في مخيم تل الزعتر ولا في المخيمات اللبنانية في أقسى ظروف الحرب اللبنانية".
ويردف أبو طالب: "مع استمرار سقوط الشهيد تلو الآخر بسبب نقص التغذية حتى وصل عددهم إلى أكثر من 170 شهيداً في ظرف 3 أشهر، لم تحرك "الأونروا" ساكناً إلا بعد سقوط جميع الشهداء، على الرغم التزامها المطلق باللاجئين الفلسطينيين الذي يقطنون المخيم، وبعد انتهاء حصار الجوع المميت دخل المخيم في مرحلة العطش الشديد مع انقطاع الماء عنه لقرابة شهر كامل".
وأشار موقع "أخبار شباب سوريا" إلى أن نظام الأسد "استخدم سياسة العقوبات الجماعية من خلال تجويع وحصار أكثر من 20 ألف لاجئ فلسطيني وعشرات الآلاف من المدنيين في مخيم اليرموك وأحياء دمشق الجنوبية، على يد قوات النظام السوري وحلفائها من ميلشيات القيادة العامة وحزب الله ولواء أبو الفضل العباس".
وأضاف الموقع:"نتيجة قصف المدنين بكل أنواع الأسلحة، وعدم السماح لهم حتى بالخروج سقط الكثير من الأطفال والكبار بالسن شهداء نتيجة إصاباتهم بالأمراض المختلفة والجفاف وانهيار الوظائف الحيوية الناتج عن سوء التغذية الشديد وانعدام حليب الأطفال".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية