اعتبرت وزارة الخارجية في حكومة نظام الأسد الجمعة أي تدخل تركي في سوريا "عدوانا موصوفا"، وذلك غداة إقرار البرلمان التركي مشروع قانون يجيز للجيش شن عمليات ضد مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا والعراق.
وجاء في "رسالتين متطابقتين" بعثت بهما خارجية النظام إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن ونشرت نصهما وكالة أنباء نظام الأسد (سانا) إن "النهج المعلن للحكومة التركية يشكل انتهاكا سافرا لميثاق الأمم المتحدة الذي ينص على احترام السيادة الوطنية للدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية".
وسبق أن أعلنت خارجية النظام موافقتها على الضربات الأمريكية ضد مواقع داخل الأراضي السورية، لا بل ذهبت أبعد من ذلك عندما روّجت ومازالت عبر مسؤولي النظام حينا، وعبر شخصيات ووسائل إعلام حليفة أحيانا، بأن الأمريكان ينسقون مع النظام.
ونفت واشنطن غير مرة التنسيق مع نظام الأسد في ضرب معاقل التنظيمات المستهدفة والتي تضم تنظيم "الدولة الإسلامية" وجبهة "النصرة" قبل أن تتوسع لتشمل فصائل أخرى أدرجتها واشنطن مؤخرا على قائمة "الإرهاب".
وفيما يخص قرار البرلمان التركي، رأت الخارجية أن على "المجتمع الدولي وبشكل خاص مجلس الأمن، التحرك لوضع حد لمغامرات القيادة التركية التي تشكل تهديدا للأمن والسلم الإقليمي والدولي وأن يقفا وقفة جادة ويتخذا موقفا حازما ومسؤولا لوضع حد لنهج أنقرة المدمر".
ودعت المجتمع الدولي إلى "إرغام انقرة على الامتثال لقرارات مجلس الأمن ووقف الدعم اللامحدود الذي تقدمه للتنظيمات الارهابية المسلحة ومطالبتها بوقف تدخلها في الشؤون الداخلية لسورية".
وأقر البرلمان التركي الخميس بأغلبية كبيرة مشروع قرار حكومي يجيز للجيش شن عمليات ضد مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا والعراق.
ويعطي القانون الضوء الأخضر للجيش للقيام بعملية عسكرية في الأراضي السورية والعراقية ويجيز له كذلك نشر قوات أجنبية على الأراضي التركية يمكن أن تشارك في تلك العملية.
وجاء ذلك في وقت يحاصر مقاتلو تنظيم "الدولة الإسلامية" في اتجاه مدينة عين العرب (كوباني) السورية الحدودية مع تركيا، وسط دفاع شرس من مقاتلي وحدات الشعب الكردية لمنعهم من السيطرة عليها.
وأعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو اليوم أن بلاده "ستبذل كل ما بوسعها" لمنع مقاتلي التنظيم المتطرف من السيطرة على عين العرب.
وبدأ الهجوم على البلدة ذات الغالبية الكردية في 16 ايلول/سبتمبر، وتسبب بنزوح 186 الف شخص على الاقل في اتجاه الاراضي التركية، بحسب السلطات التركية.
زمان الوصل -وكالات
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية