تتبدد فرحة العيد تحت وطاة المعارك، ويعيش الأهالي على وقع تساقط القذائف وتفشي الفقر واتساع ظاهرة التشرد، تلك ملامح الغوطة الشرقية قبيل أيام من حلول عيد الأضحى المبارك، يحاول السكان الاحتفال به رغم ضيق مساحات الفرح.
تستعد الغوطة الشرقية لاستقبال العيد، في ظل أوضاع معيشية صعبة، تخيم عليها أجواء المعارك وغلاء الأسعار والنزوح، ويعد هذا رابع عيد أضحى يمر على السوريين منذ بدء الثورة الشعبية، فرغم القصف والغارات الجوية يتخلل بين الأهالي الفرح والمحبة والسلام.
وفي جولة لـ"زمان الوصل" في غوطة دمشق، كان صوت الرصاص والقذائف جلياً، خاصة تلك التي تدور في مثلث معارك شرق دمشق "حي جوبر والدخانية وبلدة عين ترما".
الأسواق الشعبية تكاد تكون فارغة بسبب ملاحقة قذائف الهاون للمتسوقين كظلالهم، وفي بعض الأحياء وضعت مجموعة من الألعاب في ساحات العيد للترفية عن الأطفال.

عيد وعزاء
لا يخفي الناشط الإعلامي -أمير موسى- خوفه من المعارك وقذائف الهاون العشوائية التي تحصد أرواح المدنيين ويمكن أن تحول عيدهم إلى مناسبة عزاء، وينبه في حديث لـ "زمان الوصل" إلى ارتفاع نسبة الفقر في الغوطة الشرقية واتساع ظاهرة التشرد في شوارعها بنسبة أكثر من 75%.
ويرى موسى أن "ظروف العيد الحالي أسوأ من الأعوام السابقة، مع تراجع كبير في بيع وشراء مستلزمات العيد من الحلوى وحتى ملابس وألعاب للأطفال بنسبة تتجاوز 40%".
ويضيف: "إن أسواق الغوطة لا تخلو من المتسوقين القلة رغم غلاء الأسعار والخوف من القذائف العشوائية التي تستهدف الأسواق كما أن عمل المقاهي والمطاعم لم يعد كما في السابق ينشط في ساعات متأخرة من الليل".
ويشير أمير إلى أن الأهالي يحاولون الاحتفال بأجواء العيد، وشراء ملابس لأطفالهم، والحلويات الشرقية التي تلقى رواجاً في الأسواق اليوم لدى ذوي الدخل المحدود فقط.
أبو عمر -ناشط في مجال الإغاثة بالغوطة- يرى أن معظم سكان الغوطة غير قادرين على الاحتفال بالعيد بسبب الأوضاع الاقتصادية المتردية والغلاء الفاحش.
يقول:"إن المتسوقين موجودون بقلة في المحلات التجارية وحركة الشراء الفعلية ضعيفة جداً، وأغلب السكان يشترون الملابس المستعملة نظراً لرخص أسعارها مقارنة بالجديدة، بينما ألعاب وهدايا الأطفال باتت حلماً لم يعد في متناول الجميع".
ويبدي أبو عمر استياءه من صعوبة ومخاطر العمل الإغاثي، متابعا:"إن مساعدة العائلات المحتاجة في الغوطة سواء بالمال أو الثياب أو الطعام تعرض الناشطين الإغاثيين لإضافتهم لقائمة الإرهاب لدى أجهزة مخابرات النظام".
معاناة النازحين
ورغم وجود عدد من الجمعيات الخيرية التي تعمل على إعانة النازحين إلى مدن وقرى الغوطة الشرقية القادمين من مناطق الاضطراب على الجبهات فإن آلاف العائلات لا تزال في أمسّ الحاجة للمساعدة خاصة خلال فترات الأعياد، على حد قوله.
أبو محمد -أب لخمسة أطفال- نزح مع عائلته من بلدة المليحة في غوطة دمشق الشرقية، يقول:"إن وضعي المعيشي، كوني عاطلا عن العمل، يجبرني على مد يدي للمؤسسات الإنسانية لتأمين طعام لأسرتي، وطلب الملابس لأولادي من محلات الثياب المستعملة قبيل فترة العيد قاصداً إسعادهم بها".
حتى عائلات الطبقة المتوسطة تأثرت بتراجع مستوى المعيشة، ما أدى إلى تغيير أولوياتها خلال الأعياد والمناسبات.
يقول حسام: "كنت أقضي فترة العيد في منزل بلبنان، لكني عاجز عن ذلك بعد الآن، لأن تكاليف السفر باتت مرتفعة جداً".
ويشير إلى أن بعض العائلات تقصد المناطق الساحلية السورية خلال عطلة العيد سابقاً، ولكن حواجز النظام التي قسمت سوريا، وغلاء تكاليف السفر منعهم التنزه أيام العيد".
عمر الدمشقي ـ ريف دمشق -زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية