أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"الطليعة المقاتلة" وأزمة الانتماء.."الإخوان" خذلوها و"الإسلامية" اشترطت تغيير الاسم للدعم

من شريط مصور يعلن تأسيس "الطليعة المقاتلة"

ترقب السوريون تشكيل فصائل مسلحة قوية وخاصة من كوادر حركة الإخوان المسلمين التي خاضت تجربة كبيرة في ثمانينات القرن الماضي، عقب تحول الثورة السورية السلمية إلى مسلحة بعد قتل قوات النظام للمتظاهرين في الشوارع، لدفعهم إلى حمل السلاح وتحقيق ادعاءاته بوجود تنظيمات "إرهابية"، هي من يقتل المتظاهرين وتهاجم القرى، فتشكلت مجموعات من الثوار لا ترابط بينها في كل منطقة بشكل منفصل ضمن ردّة الفعل على استشهاد أقربائهم، ثم توالت الانشقاقات ليتشكل الجيش السوري الحر، حيث ظهرت كتيبة باسم "عمرو بن العاص" في جبل الزاوية بريف محافظة إدلب سارع النظام في قصفها بالمواد السامة فاستشهد العشرات من الثوار والمدنيين هناك.

ومع تطور الأمور لم يحدث ما انتظره السوريون في ظهور قوة عسكرية بقيادة سياسية، وعسكرية مؤمنة بحرية الشعب السوري، ذات قيادة موحدة، وفصائل منضبطة تحت قيادتها، تقوم حركة سياسية كبيرة بتمويلها وتأمين الغطاء السياسي لها، وتقديم السلاح عبر دول الجوار المؤيدة للثورة الشعبية ثم إدارة المناطق المحررة، وفصل العمل العسكري عن حياة الناس في المناطق المحررة عبر تعيين إدارات مدنية تقدم الخدمات الصحية، والغذائية، والتعليمية ...الخ.

لاحظ الشعب السوري غياب هذه الجهة التي كانت الشريحة الكبرى من السوريين يعتقد بأنها ستكون حركة الإخوان المسلمين، كما وقعت القيادات الثورية بشكل عام في أخطاء جسيمة منها اعتبار الجيش الحر جيشاً نظامياً، ودفعه لمعارك كبيرة بالنسبة للأسلحة المتواضعة التي يملكها، بالإضافة لإقصاء الضباط لمنشقين عن جيش النظام، أو عدم حماسهم للمشاركة بالمعارك على الأرض ما جعل القيادات الكبيرة على الأرض ذات إمكانيات متواضعة جداً بعضها لا يعرف القراءة والكتابة، دون العمل على جذب الشباب السوري للانضمام للجيش الحر بسبب عدم السرية في التفكير السياسي والعسكري، ما جعل النظام على اطلاع بكل تحرك سياسي، أو عسكري للثوار فيعمل على تلافي أخطائه في ما يخص تلك المسألة، ولعل الخلاف السياسي بين تيارات المعارضة التي يرتبط كل منها سياسيا بطرف دولي أو إقليمي معين، فكان وجودها أول أسباب الفشل في تحقيق أهداف الثورة من خلال التناحر السياسي العلني، ما يحتم تجاوزها ليكتب للثورة النجاح.

وبالعودة إلى دور جماعة الإخوان المسلمين في خدمة الثورة السورية، لمس الشعب السوري تشكيل كتائب باسم "درع الأمة" في جميع المحافظات لم تكن على المستوى المطلوب، وكتائب "الطليعة الإسلامية" والمعروفة باسم "كتائب الطليعة المقاتلة" وهي كتائب تأثرت بقلة الدعم المادي، والسياسي، والإعلامي على غير المتوقع، ويرجع البعض الأسباب إلى الاسم الذي حرمها من تبني جهات أخرى لها، في ظل تقصير الجماعة في دعمها، في وقت رفض قادتها على الأرض عرضاً من الجبهة الإسلامية مضمونه الدعم مقابل تغيير الاسم.

ويقول القيادي في الطليعة أبو يوسف لــ"زمان الوصل": تأسست كتائب الطليعة الإسلامية في بداية شهر آب من عام 2012 في حلب، بجهود بعض أعضائها السابقين الذين نجوا من بطش الأسد الأب في الثمانينات، وبدأت العمل بـ 200 مقاتل بقيادة المساعد المتقاعد "أبو الحسن"، ببنية تنظيمية بسيطة تشمل المكتب الإعلامي الذي يضم الإعلام، والذاتية، ومكتب المحاسبة الذي يهتم بكل الموارد المالية الداخلة، والخارجة، ومكتب التسليح، ومكتب للشهداء والجرحى، وخاضت هذه الكتائب معارك في مدرسة المشاة، ومطار منغ، سيف الدولة، والجديدة، وميسلون في حلب، قدمت خلالها عشرات الشهداء.

ويقول علي الخطيب "أبو رضا" القائد العسكري لكتائب الطليعة: "لدي عتب كبير على "جماعة الإخوان" الذين كانوا يساندون "الطليعة"، ثم أهملوها، وخذلوها، في وقت لم نخذل الجماعة، ولم نخذل الشيخ الشهيد "مروان حديد"، ورفضنا الانضمام إلى الفصائل الأخرى التي يصلها دعم غير محدود، وحاربتنا فقط لأننا نحمل اسم "الطليعة"، الذي رفضنا تغييره لنبقى الجناح العسكري لجماعة الإخوان على الأرض.

وأضاف الخطيب: نحن نعيش زمن الثورة، ولا يوجد لدين مشكلة مع أي فصيل آخر، وليس لكتائب "الطليعة" مشكلة مع أي مدني سوري، ولا تسعى لحكم، أو سلطة، إنما هي تتعاطف مع الشعب السوري المظلوم، وتدافع عنه، كما سعت لذلك في عهد الأسد الأب حتى يسقط هذا النظام الظالم، وقتها ستكون الطليعة جزءا من الجيش السوري.

وفقدت كتائب الطليعة اتصالها مع "جماعة الإخوان المسلمين" بعد اختفاء أحد مؤسسيها المعروف بــ "أبو دجانة" وهو أحد أبناء قادة "الطليعة" في الثمانينات، ما جعلها تعيش حالة عزلة، وحالة مشابهة لما عاشته كتائب الجيش الحر بريف الحسكة في عدم تبني جهة ممولة لها، حتى انهارت لتترك الساحة لتنظيم "الدولة الإسلامية"، وكتائب كردية تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، وأحزاب أخرى من هيئة التنسيق الوطنية التي تتبنى هذه الكتائب سياسيا.

زمان الوصل مشاركة من مصدر خاص
(188)    هل أعجبتك المقالة (159)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي