أمر مفرح جدا ويدعو للفخر أن يفوز شاب سوري في مسابقة عربية للتعليق وهو أمر أكثر من طبيعي بالنسبة لقدرات الشباب السوري في كافة مجالات الفن والإعلام ....
بالتأكيد أتكلم عن مضر اليوسف الذي تقدم في مسابقة الجزيرة (مشروع معلق ) ونال المركز الأول فيها وجائزة (10) آلاف دولار وعقد عمل في الجزيرة الرياضية أهم شبكة إخبارية في المنطقة .
بالمقابل لنلقي نظرة على( المشهد التعليقي في الداخل ) إن صح التعبير وهو الذي يزداد سوادا في كل مرة نرى فيها تألق لأحد كوادرنا الوطنية خارج القطر وإلا لماذا لم تخطر في بال احد مسؤولينا الإعلاميين إجراء مسابقة لاختيار موهبة سورية للتعليق بدلا من الاعتماد على أسماء بات الجمهور يعرفها من( شتلاتها ) لا من تميزها .
هل صحيح أن هذه الفكرة الجهنمية لم تخطر على بال المفكرين والمنتظرين لقناة الأسرة والمجتمع التي ستتحول إلى قناة رياضية في القريب العاجل ربما هذا القريب العاجل في 2020 .
لم يعد خافيا على احد أن التعليق في سورية يعاني من مشاكل عديدة طبعا ليس في كل أسماءه لكن في اغلبها .
وأهم ما يعانون منه هو الثقافة الكروية والإعلامية الضحلة إن لم تكن منعدمة وتوقيتهم السيئ في الحرارة والبرودة فتراهم يرفعون من وتيرة التعليق عندما يكون الأمر لا يحتاج لذلك ويصرخون بمفردات لا يستعملها سواهم ويبردون عندما تكون المباراة في اشد تنافسها مما يدفع بأغلب المتابعين إلى (كتم الصوت) فيما لو حُكِموا بمعلق من هذا القبيل .
وهذا ليس رأيّ الشخصي بل أراء العديد من الجماهير التي نصادفها في المنتديات والجلسات الرياضية فمما لا شك فيه أن الأسلوب الكلاسيكي في التعليق لم يعد يشد متابع عمره 10 سنوات.
ولدي كما لدى الكثيرين أمثلة صارخة تناقلها العديد من المتابعين تؤكد ضرورة تطوير التعليق في بلدنا ربما من خلال دورات داخلية وخارجية وربما بالبحث عن مواهب جديدة .
من هذه الأمثلة أن احد معلقي دورينا المحلي قال في إحدى المباريات:
"الجمهور يزداد حضورا نظرا لنقل المباراة على الهواء مباشرة ".
وأخر لازال يقول الكرة في الناحية اليمنى مع اللاعب رقم 16 من فريق نادي الفتوة وكأن المشاهد يحتاج لمعلومة رقم اللاعب .
هل هذا أمر معقول في ظل التطور الهائل لوسائل الإعلام والتسارع الصاروخي لنقل المعلومة وتطوير أدوات التعليق .
احد الإعلاميين الذين زاروا سورية منذ أشهر وعندما سألته عما ينقص الإعلامي قي بلدنا قال:"الشغل على نفسه ..."
-أعتقد جازما بأن مستحثات التعليق السوري كانوا يمتلكون الفرصة الذهبية لتحسين أنفسهم فيم لو أنفقوا بعد الوقت فقط في سماع ملاحظات اللجنة المسؤولة عن مشروع معلق .
- لدي أحد الأصدقاء يؤرشف ( شتلات ) أحد المعلقين على CD وقد وصل إلى رقم قياسي لم يحدث من قبل في عالم التعليق .
- يشير أحد المراقبين العرب إلا أن أحد أهم مشاكل معلقين هي اللهجة العسكرية في تعليقهم على مباريات الدوري العام وكأنهم في درس نظام منضم عليهم الصراخ في كل ناحية .
تعليق على التعليق ....
همام كدر
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية