يبدو أن ظل "الدولة الإسلامية" لا يطول فقط السوريين الذين يسيطر التنظيم على بلداتهم، بل إن طيفه اتسع ليغيّر حياة بعض السوريين الموجودين في تركيا أيضاً.
التنظيم يقتل قصة حب
تفاجأ الشاب "ماجد" أن حبيبته التركية "إيمان" تركته معلنةً أن السبب هو سيطرة تنظيم "الدولة" على قريته في سوريا.
ولما حاول "ماجد" معرفة ذنبه في ذلك، أجابته "إيمان": والدي رفض زواجنا لأن ما يجري في بلدتك قد يحولك إلى مجرم".
ولما حاول "ماجد" الدفاع عن نفسه أوضحت "إيمان": أعرف أنك لست إرهابياً لكن من يتعرض للقتل والذبح لا شك أنه سيحاول الانتقام يوماً ما..ولذلك لا يحبذ أهل "إيمان" ارتباطها بشاب سيسعى –حسب رأيهم- إلى الانتقام من أعدائه المجرمين، فبنظرهم يعيش العديد من الشبان حياة طبيعية يمكن لابنتهم الارتباط بأحدهم، عوضاً عن ربط مصيرها بمصير شاب سوري مجهول المستقبل.
ووفق "ماجد" فإن أهل حبيبته تمكنوا من إقناعها، أن مستقبل أولادهم سيكون مظلماً في حال زواجهما، حاسمين القرار أن أفراد عائلته باتوا مجرمين.
تغرّم لأن جيرانه ذُبحوا
يعمل الشاب "منير" ابن محافظة "دير الزور" في معمل للكرتون في مدينة "اسطنبول" منذ أكثر من عام، وعلى الرغم من أنه اعتاد على تعرضه للاستغلال من بعض زملائه في المعمل، وعلى إعطائه جداول عمل بساعات طويلة جداً دون أن يعترض، إلا أنه مؤخراً تشاجر مع أحد زملائه بعدما سخر الأخير من "منير" واصفاً وطنه بـ"أرض الخراب" ويقول "منير": نجح زميلي "أحمد" باستفزازي، على الرغم من أنه كان يتظاهر بالمزاح.
ولما لجأ "منير" و"أحمد" إلى المدير المسؤول عن العمال، لحل الخلاف بينهما، فرض المدير على "منير" غرامة مالية، بحجة أنه صار عصبيا ومزاجيا، بعد أن تعرض جيرانه للذبح في "دير الزور" على يد تنظيم الدولة، وأنه بحسب ما قال المدير، ليس من واجب زملائه في العمل تحمّل نتائج مشاكل السوريين.
ويضيف "منير": وكأن فاتورة الدم التي ندفعها لتنظيم الدولة ولإرهاب النظام لاتكفي، لذلك نُجبر على تحمل فواتير إضافية في الغربة.
لمى شماس - اسطنبول (تركيا) - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية