أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الرئيس مبارك .. مصر أكبر منكم ... احمد المصطفى


(إن الشرق الأوسط يمثل قلب العالم، وسورية تمثل قلب الشرق الأوسط)
*الرئيس السوري بشار الأسد
يجمع المحللون السياسيون والمعنيون بقضايا الشرق الأوسط، على أن السياسة الأميركية أخفقت في تحقيق أهدافها في المنطقة ، وذلك باعتراف كبار قادة الفكر والمخططين السياسيين ، والاستراتيجيين لإدارة السيد بوش، ما يضفي نكهةً خاصة على هذه الاعترافات أنها جاءت من على منبر مطبخ السحر الأسود الصهيو- أميركي "إيباك".. وخير مثال على ذلك اعتراف اليزابيث تشيني ابنة نائب الرئيس ديك تشيني أمام المؤتمر السنوي لإيباك بأن واشنطن لم تستطع تقديم الدعم والحماية الكافية لأصدقائها وحلفائها في مواجهة سورية وإيران وحزب الله والمنظمات الفلسطينية الذين ازدادوا قوة ونفوذاً مقابل زيادة ضعف الدول العربية الصديقة للولايات المتحدة.
أضافت اليزابيث تشيني "إننا لم نكن على درجة كافية من الفعالية ولم نحقق ما يكفي من النجاح في سياستنا في الشرق الأوسط لأننا لم نكن جريئين للأسف" وطالبت الولايات المتحدة بعدم التنازل عن خطوطها الحمراء التي حددتها إدارة بوش لإيران وسورية وحزب الله والمقاومة الفلسطينية.
بعد ذلك نلمس انفتاحاً فرنسياً على سورية، وتصريحات ساركوزية ترى أهمية سورية كمحرك فاعل في المنطقة وعدم إمكانية تجاوزها.
وفي أتون ذلك كله نستمع الى أخبار "عربية" صاغها مسؤولون وكتاباً "عرباً" تقول بأن الرئيس مبارك لم يحضر القمة المصغرة التي عقدت في ليبيا تجنباً للقاء بشار الأسد، تحاول هذه الأخبار إبراز المسألة وكأنها نصر عربي مظفر يظاهي فتح الأندلس، وما علم أولئك أن التاريخ لا يرحم، وان أقل المطلوب أن يكون الكبار كباراً، فهذه ليست مصر التي نعهدها، ولا قادة مصر الذين عهدناهم، فمصر ُأم الدنيا، كما أنها ُأم العرب، وتستأهل أكبر من ذلك بكثير.
لقد استمعنا الى معزوفتكم حول الخطر الإيراني كثيراً، وتمتعنا باستعراضاتكم حول المد الشيعي والهلال الشيعي أكثر، لدرجة أننا شبعنا وأصابتنا التخمة، كما اطلعنا على فتاوى وُعّاظ السلاطين بشكل أوسع وأكثر تفصيلاً، واطلعنا على كتب الشيعة التي تكفِّر السُنّة، كذلك على كتب السُنّة التي تكفِّر الشيعة، ولم نجد فيها جميعاً ما يقي من برد أو ُيسمن من جوع، لم نجد فيها إلا عقلية بدوية ثأرية لاتعنينا في شيء، فنحن كشباب عربي وإسلامي لا يهمنا إلا أن نعيش حياة هانئة، مستقرة، وأن يكون اقتصادنا مزدهراً، وأدمغتنا تعمل في بلداننا ولمصلحتها، وجميع أراضينا المغتصبة محررة، ولا يستطيع أحد في الكون مهما بلغ شأنه أن يدوس لنا على طرف، أو يسيء لكرامتنا، وإذا أراد مسؤول أجنبي ما زيارة احدى بلداننا، أن يأخذ موعداً قبل شهر على الأقل، وأن يشعر بالغبطة، ويرفع رأسه عالياً كونه حظي بفرصة لقاء أحد زعمائنا، ونمن عليه بذلك، أما قضايا الفصل في المسائل الدينية، فهي من اختصاص الخالق وحده جلّ وعَلا، وعنده وحده يوم حساب ينصف الناس فيه، أم أنكم تجرأتم على الخالق، فأصبحت العدالة الإلهية مثار شكٍّ لديكم؟!!..
هذه سياساتكم واليكم نتائجها، إنكم تلهثون وراء الغرب والشرق، دون احترام أو كرامة، وبلادنا العربية تحتلُّ واحدةً بعد أخرى، يجوع أخوانٌ لنا وأيامى، على تخومكم، فيقول وزير خارجيتكم المظفر أنه سيكسر أقدام من ينتهك "حرمة" الحدود، بينما كنا ننتظر منه أن يحمل لواء تحرير بيت المقدس.
يبقى عارٌ عليكم سيدي الرئيس التهرب من لقاء زعيم دولة عربية، لا يملك أحدٌ كائناً من كان أن يتجاوزها، أو يقفز فوقها، لأن ما صنعه الله، ومن ثم ما صنعته الجغرافيا والتاريخ، فوق طاقة البشر، حتى لو وقفت وراءهم أميركا، و أمدتهم بجرعات منشطة، فالعطار يبقى غير قادر على إصلاح ما أفسده الدهر.
وأُبشِّرُكم غير شامتٍ، أنكم في حال استمريتم وعصبتكم بسياساتكم هذه سيكون حالكم كحال أبو عبد الله الصغير آخر ملوك غرناطة والذي وقع بيده صاغرا على وثيقة استسلام المدينة وسلمها لملك الإفرنجة في اليوم الثاني من كانون الثاني عام 1492 دون أن يذكر مسئوليته المباشرة ورجاله عما حدث.

حينها رددت أمه قولتها الشهيرة حين شاهدته وهو يبكي (أبك كالنساء ملكا لم تصنه كالرجال).

(123)    هل أعجبتك المقالة (136)

نور الدين دعدوش

2008-06-14

سقى الله أيام الكبار..


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي