منذ فترة قصيرة، نفت واشنطن أن تكون في خندق واحد مع بشار الأسد في حربها التي كانت تحضر لها ضد "التنظيمات المتطرفة"، فجاء رد النظام على لسان وزير خارجيته وليد المعلم ليرحب بواشنطن ولندن وكل من يتحالف معهما لمحاربة "الإرهاب" عبر قناة نظامه!
مضت الأيام، وأطلق التحالف الذي كونته وتزعمته أمريكا حربه على "التنظيمات المتطرفة" وباشر الغارات داخل سوريا، لتخرج إحدى أهم الصحف الأمريكية وصحيفة نظام بشار المفضلة، بعنوانين متطابقين في فحواهما، وإن اختلفت مفرداتهما.
فقد خرجت "نيويورك تايمز" وعلى صدر صفحتها الأولى عنوان عريض يقول: "الولايات المتحدة وحلفاؤها يضربون المليشيات السنية في سوريا"، وخرجت على إثرها صحيفة "الوطن المملوكة لـ"رامي مخلوف" ابن خال بشار، لتقول وبعنوان عريض أيضا: واشنطن وحلفاؤها في خندق واحد مع الجيش السوري لمكافحة الإرهاب".
تقاطع العنوانان رغم بعد المسافة بين دمشق وواشنطن، ورغم العداء الظاهري بين "محور الممانعة" و"محور الإمبريالية"، وتطابق إعلام العدو الحليف مع إعلام الحليف العدو!، فطمست الحدود ومحيت كل الخطوط بما فيها تلك كانت تسمى في يوم من الأيام حمراء.
للتذكير: "نيويورك تايمز" هي الصحيفة التي اختارها "رامي مخلوف" بعد قرابة شهرين من اندلاع الثورة السورية عام 2011، ليطلق من خلالها تصريحه الناري السافر الذي عد فيه أمن إسرائيل من أمن سوريا، وربط بينهما برباط لاينفك.
إيثار عبدالحق - زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية