أمطار اسطنبول تكافح تسوّل السوريين

يُسمّي الأتراك المطر بـ"الرحمات" وهم في هذا العام يتمنون لو أن المطر يرحمهم من المتسولين السوريين الذين يفترشون شوارع وأرصفة المدن التركية.

يضطر بائع الشاورما في شارع الاستقلال "جام"، إلى قطع عمله عدة مرات خلال اليوم، والمناداة على أحد مساعديه لإبعاد المتسولين عن واجهة المحل، ويقول "جام": يطلبون مني الحصول على الشاورما مجاناً بحجة أنهم فقراء، مع العلم أنهم يجنون الكثير من المال من خلال امتهانهم للشحاذة.

و"جام" ليس وحده من يبدي انزعاجه من أجساد المتسولين المتكدسة في الشوارع، بل أن معظم سكان اسطنبول صاروا يبدون انزعاجهم من هذه الظاهرة، ولذلك يأمل "جام" أن يطوي شتاء المدينة القاسي صفحتها.

حديقة "غازي بارك" ليست للتظاهر فقط!
يزامن الناشط الميداني فؤاد بين انتشار ظاهرة تجمع المتسولين ونومهم على الأرصفة مع بداية فصل الصيف، موضحاً أن أعداداً كبيرة منهم تتجمع في حديقة "غازي بارك"، التي كانت في السابق تستقبل المعارضين الأتراك وهي اليوم تحتضن المتسولين السوريين.

ويتابع فؤاد: لم تتوقف الأمطار في اسطنبول منذ يومين، الأمر الذي أدى إلى هجرة جماعية لمتسولي حديقة "غازي بارك"، ويوضح الناشط أن أغلب المتسولين اعتادوا على قضاء الليل في الحديقة، كي يتمكنوا من التواجد في شارع الاستقلال، مع موعد عمل الموظفين صباحاً.

ووفق الناشط فإن الأيام القليلة التي مضت تشير إلى أن اسطنبول مقبلة على شتاء قارس، لذلك يعتقد أن متسولي الشوارع سيحاولون إيجاد أساليب جديدة للتسول، عوضاً عن الاستلقاء والنوم على الأرصفة وفي الحدائق. 

ويضيف فؤاد: صدر مؤخراً الكثير من القرارات الرسمية التي تتعلق بالمتسولين السوريين، لكنها مع الأسف لم تدخل حيز التنفيذ بعد.

ويرجع الناشط أسباب تساهل السلطات والشرطة مع المتسولين السوريين، إلى تعميمات رسمية، وهو يروي في هذا السياق، أن إحدى الفتيات المتسولات أمسكت سائحة أوروبية من ثوبها وأزعجتها، لدرجة دفعت الأخيرة إلى الاشتكاء لشرطي كان يراقب مايحدث.

إلا أن الشرطي -حسب الناشط- لم يبعد الفتاة واكتفى بالاعتذار من السائحة بحجة أن الفتاة سورية!

لمى شماس - اسطنبول - زمان الوصل
(226)    هل أعجبتك المقالة (268)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي