تعالت نبرة العداء للاجئين السوريين في لبنان على خلفية ما أشيع عن قتل عنصرين من الجيش اللبناني على يد تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي لم يتبنَّ جريمتي القتل.
وحملت بعض المنشورات، التي تم إلصاقها على الجدران وتداولها ناشطون، تهديدات مبطنة وأخرى تجاهر بقتل اللاجئين السوريين صراحة دون استثناء، كما جاء في التهديد الذي وجهه من أسموا أنفسهم شباب "حي الرضوان" وطالبوا فيه جميع السوريين وبدون أي استثناءات بمغادرة أحد شوارع الحي بمهلة أقصاها 15 أيلول -سبتمبر الجاري، "وقد أُعذر من أنذر".
كما دعا شبان حي الرضوان حزب الله وحركة أمل إلى عدم التدخل بتاتاً حسب ما جاء في نص الإنذار.
أما عائلة مدلج فقد أصدرت بياناً حول مقتل أحد أبنائها (عباس مدلج) على يد تنظيم الدولة يحمل صبغة التحريض على القتل بحق اللاجئين السوريين، وأشار البيان إلى تقصير الحكومة اللبنانية التي كان يؤمل منها بأن تسارع وتنقذ العسكريين، وجاء في البيان: (بعدما تم ذبح "عباس مدلج" اليوم، وبعدما قامت داعش بتهديدنا بذبح جميع العسكريين إذا ما تم المساس بأي نازح قررنا ما يلي: إمهال جميع النازحين حتى الساعة 12 منتصف (ليلة أمس)، إما المغادرة وإما المواجهة حتى الموت و(الله من وراء القصد).
وجاء في منشور آخر (يمنع منعاً باتاً تواجد أي سوري عامل أو مواطن في هذه المنطقة ابتداء من تاريخ 4 /9 /2014 وإلا سيتعرض للإهانة والطرد والضرب هو وكل من يحاول مساعدته.
من جهة أخرى لم تتأخر ردة الفعل المقابلة كثيراً، إذ أصدرت جبهة "النصرة" إنذاراً تحذيرياً في حال قيام من أسمتهم (الروافض) بالتعدي على اللاجئين في لبنان "فإن الرد سيكون قاسياً وسنبدأ بقتل أبنائهم العسكريين المحتجزين لدينا".
وفي هذا السياق اعتبر الناشط الإعلامي أبو الهدى الحمصي أن الحكومة اللبنانية هي التي تتحمل مسؤولية ما يحصل الآن في لبنان من إغلاق للطرقات وتهديد لحياة النازحين وحرق لخيمهم، فهي التي رفضت بداية التفاوض وبعد موافقتها لم تفرج عن السجناء الإسلاميين وحتى أنها لم ترد على مطلب الشعب اللبناني، لأن من يهيمن على قرارات الحكومة اللبنانية -كما قال- هو حزب الله اللبناني الذي كان من أول الرافضين للتفاوض.
وكان تجمع أنصار الثورة السورية قد أصدر بياناً على خلفية التحركات المشبوهة وقطع الطرقات وإقامة الحواجز والتفتيش المهين للسوريين والتعرض لبعضهم بالأذى من قبل أنصار حزب الله وحلفاء نظام الأسد في لبنان وتهديداتهم المتكررة بالتنكيل والترحيل للاجئين السوريين في لبنان، وناشد التجمع أهلنا اللاجئين السوريين بضرورة التزام أماكن تواجدهم والتخفيف ما أمكن من التحرك والانتقال، ما لم يكن ذلك لأمر ضروري، في عموم المناطق اللبنانية وخاصة في البقاع ورياق وبعلبك واللبوة وعكار وفي ببروت في الضاحية الجنوبية ومارمخايل وصور.
وحمّل تجمع أنصار الثورة السورية الحكومة اللبنانية ومؤسسات الدولة الرسمية الأمنية والعسكرية مسؤولية التغاضي عن هذه التصرفات الخطرة وغير المسؤولة والعنصرية من قبل حلفاء نظام الأسد في لبنان وهم شركاء في الحكومة اللبنانية، وطالب الأمم المتحدة والدول صاحبة النفوذ على الحكومة اللبنانية وجميع الفرقاء السياسيين اللبنانيين بالعمل على وقف هذه الممارسات بحق اللاجئين الذين يتعرضون إلى كل أشكال المعاناة المعيشية إضافة إلى ممارسات تخالف كل التزامات دولة لبنان الدولية تجاه مسؤولياتها عن اللاجئين على أراضيها.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية