حمص تتصدر إنتاج "القبار".. نبات طبي مطلوب عالميا، وجامعة "البعث" لم تكتشف فيه سوى الماء والسكريات

انتهت مؤخرا عمليات قطف ثمار القّبار، أو ما يعرف شعبيا (بالشفلّح) في ريف حمص الشرقي، بعد عمل متواصل استمر حوالي 100 يوم ..حيث وفّر محصول القبّار فرص عمل لفئات عمرية متفاوتة، ومن الجنسين، وإيرادات مالية مجزية هذا العام، في ظل انعدام فرص العمل بسوريا حاليا.

وعلمت "زمان الوصل" أن أسعار القبّار هذا العام كانت مجزية ووصل سعر الكيلو منه في الأيام الأخيرة من موسمه إلى دولارين أمريكيين وهو أعلى سعر يصله (القبّار) منذ اكتشافه قبل 15 سنة مضت.

ويعمل سنويا في قطفه طيلة أشهر حزيران-يونيو، وتموز-يوليو، وآب-أغسطس، من كل عام، حوالي 10 آلاف شخص يقيمون في قرى منطقة المخرم بريف حمص الشرقي.

وذكر مزارعون من ريف حمص الشرقي لـ"زمان الوصل" أن دخل بعض الأسر من عمليات قطف القبّار هذا العام وصل إلى نصف مليون ليرة إذا كان في الأسرة خمسة عمال نشيطون يواظبون يوميا على عمليات قطف القبّار صباحا ومساء.

تنتشر في فصل الصيف بمعظم قرى ريف حمص الشرقي ورشات لشراء ثمار "القبّار" من العمال الذين يأتون به من حقولهم الزراعية، أو من الجبال والأودية، ويقوم صاحب الورشة بجمع وفرز حبات "القبّار"، والتي تشبه ثمار الزيتون من حيث اللون والحجم، بانتظار التاجر القادم من محافظات سوريا الشمالية، الذي يقوم بتهريبها إلى تركيا، حيث تصدر من هناك إلى أوروبا والخليج العربي.

يقول أحمد السليمان –صاحب ورشة قبّار بمنطقة المخرم: يذهب العمال إلى جني القبار في الصباح الباكر قبل اشتداد الحرارة ويأتون بما قُطف من (الشفلّح)، ونحن نفرز المنتج حسب حجم حبة القبّار، ووضعة في براميل كبيرة تحتوي على الماء والملح لحفظ الثمار من التلف، ريثما يأتي تجار ويشحنونها إلى تركيا.

وردا على "سؤال لـ"زمان الوصل" هل عمليات جني المحصول تأثرت بالأحداث الأمنية السيئة في سوريا قال السليمان: طبعا تأثرت إلا أن عمليات جمع "الشفلّح" لم تتوقف، والتجار "مدبرين حالن مع الحواجز التابعة للنظام".. وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على القيمة الطبية والغذائية الهامة لثمار القبّار التي تدفع التجار بالمخاطرة والسفر باستمرار على الطرقات بين محافظتي حلب وادلب ومحافظة حمص. 

تقول أوساط زراعية مهتمة في التنوع البيولوجي والحيوي عن نبات

القبّار أو كما هو معروف باللغة المحلية الدارجة بــ(الشفلح)، إن الأخير يستخدم اليوم وعلى نطاق واسع في معالجة حالات تصلب الشرايين، وهو منشط لعمل الكبد تناوله يؤدي إلى تحسين الدورة الدموية، وتكثر استخداماته كمنبه كبدي. وقالت رزان داوود المهندسة الزراعية في زراعة حماه إن جذور القبار يمكن أن يستخلص منها مواد طبية تستخدم لمعالجة حالات فقر الدم والاستسقاء والتهاب المفاصل وداء النقرس.

أما جذوره فتستخدم في صناعة وتكوين المستحضرات التجميلية وتفيد في معالجة التهابات الجلد والحساسية.

وقال مستهلكون للقبار بريف حمص الشرقي لـ"زمان الوصل" سبق أن استخدموه، إنه إذا ما أضيف إلى السمك واللحمة والسلطة، فإنه يزيد من الشهية ويضفي على المأكولات هذه نكهة محببة، كما تعتبر أزهار القبار من أفضل الأزهار التي يلجأ إليها النحل في إنتاج عسله.

مقابل ذلك كله لم تجد كلية الهندسة الغذائية بجامعة البعث قبل خمس سنوات في تحليليها لعيّنة من ثمار القبار سوى احتوائه على البروتينات والسكريات والماء فقط؟! ولو كان تحليل جامعة البعث صحيحا لما غزت نبتة القبار السورية اليوم أسواق أوروبا وبعض دول الخليج العربي!

من جانبه أكد طبيبٌ متخصصٌ في الصحة والغذاء أن نبات "القبار" الصحراوي فعالٌ في علاج السرطان، وذلك بخلاف ما يشاع عن فعاليته في التحفيز الجنسي بدرجةٍ توازي حبة "الفياجرا". 

وتعد شجرة القبار حراجية مقاومـــة للجفاف، ارتفاعها يتراوح ما بين (50-100سم) عن سطح الأرض، تعيش في التربة الفقيرة جدا، تعطي أزهاراً وردية بيضاء كبيرة وجميلة، وثماراً عنبية ذات لون أخضر قطرها من 2.5 إلى 4 سنتمترات، وبعد نضج هذه الثمار تنشطر كاشفة عن لُبّ أحمر لذيذ يحتوي على كمية كبيرة من البـذور.

بقي أن نشير إلى أن شجرة القبار كانت سابقا تشكل مصدر إزعاج للفلاح في ريف حمص الشرقي، فلا يعرف كيف يتخلص منها، مرة باجتثاث جذورها، ومرة بحرقها، أما الآن فأصبح يهتم بها أكثر من اهتمامه بأشجاره المثمرة مثل الزيتون واللوزيات والكرمة، وذلك لمردودها الأعلى.