أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

يا زمان الوصل في.. دمشق ... بسام القاضي

ما زال الفقهاء، من أتباع الآلهة السماوية والآلهة الأرضية، وخاصة ما تحت الأرضية حيث يمكن لأي شيء أن يصير أي شيء، يتنازعون في معنى "الوصل"!
فمنهم من استند إلى أن آدم وحواء هما أصل الحياة، ومن "وصلهما" تشكل هذا الحيوان الماشي على اثنتين والقاتل لبني جنسه بألفين!
ومنهم من أكد أن "وصل" آدم وحواء لم يكن حقيقياً، لأن الشيطان دس نفسه "بينهما" فمضى ما مضى قبل أن يمضي السيف فيرميهما في الأرض اليباب!
ومنهم من أكد أن الوصل يعني أن يتصل المرء بما هو لا مرئي خارج نفسه فيحل (كما يحل الملح في الماء!) في الجماعة أو الطبقة أو الطائفة أو..!
ومنهم من قال إن الوصل هو تلك النبضة الالكترونية التي تقرؤون من خلالها الآن، ويرتعد الأزلام منها اليوم! ومنهم من قال إن الوصل أصله الوصال، أي أن تسقط الصبية الكاعب تحت الجسد المتهدل للعجوز المتصابي صاحب السلطة والمال، أو أي منهما، أو نحن معهما..

وحدها عجوز فرط الزمن أسنانها، تفترش مصطبة أمام منزل متهاو، فقعت من الضحك، وبدلا من أن تشرح بالكلمات، استخدمت ما لا يسمح لنا "منصات" بتنصيصه هنا!

إلا أن ما ثبت بالتجربة القاطعة أن كل هؤلاء فيهم شيء من الحمق (ألم يمت ذلك العبقري وفي نفسه شيء من "حتى"! صدق من قال: فاضيين أشغال!) وهم لا بد عاشوا خارج مركز الأرض، حيث لا بد أن يكون هناك أصل لكل ذي أصل، ولا بد أن يكون هنا مهد لكل من لم يحظ بمهد.
ومنهم حضرتنا! إذ تصرّ والدتي (والدتي؟! ذكروني لأحكي لكم حكاية عن والدتي والداية واسمي!) أنها أرضعتني أكثر من أخوتي وأخواتي جميعاً، وهدهدتني حتى بح صوتها.. إلا أنني أشك في أنها فعلت ذلك لأنني ما زلت أحن إلى الحليب النيدو (مع أنه لم يكن بعد)، وما زلت أغفو على مقعد الحلاق بمجرد أن تبدأ الجزازة الكهربائية بالعمل "مهدهدة" رأسي الطازح..

والحقيقة أن كلامها لا يخلو كليا من الصحة، ففي "هدهدة" من تلك التي لا يبقى فيها عُظيم (تصغير عظم، لا صغر السلطان لكم شأناً، شرط أن تدفعوا بالتي هي أحسن!) لا "يتهدهد"، لم أستطع أن أغفو، بل إنني لم أستطع حتى أن أوقف جعيري الذي تفوّق على جعير ثور يذبح، ودموعي التي أطاحت بدموع بقرة مسكينة تشاهد بعلها.. يذبح..

الحقيقة (هل تذكرون عنوانا كان يضج من المحيط غير الهادئ إلى الخليج المختلف على اسمه: الحقيقة.. كل الحقيقة للجماهير؟ يعني أنا.. يا فرحتي!! عجبك مسيو زياد ابن فيروز؟!) أنّ أصل الوصل وفصله يكمن حيث تمر إحدى نهايات الكبل الذي قرضته السمكة (رغم أنها ليست من القوارض!) قبل عام تقريبا.. حين رقصت حكوماتنا رقص غير المذبوح من الألم، وقررت أن تبني المسامك على طول البلاد وعرضها، ليس لتغذية هذا الشعب العظيم ببعض الفوسفور الذي ينشط ذاكرته- فهذا خارج على السياق، ويخضع لقانون الطوارئ الأبدي- بل تكريماً للجنس الذي أراحها لأيام من ويلات.. المدونين العملاء..

ولا تسألوني رجاء عن اسم تلك "النهاية"..
فوالله، ثم تالله، ثم بالله لا أنصحكن/م بزيارتها، ولا بمعرفتها، ولا بتذكر اسمها، ولا حتى بالتواجد معها على قارة واحدة.. إلا أنها موجودة، غصبا عني، في المساحة الصغيرة نفسها التي أحاول أن أحصل فيها على أقل قدر ممكن من غاز ثاني أكسيد سيارات الدولة التي تحتل أكثر من 30 % من شوارع دمشق!!

إذا، فالوصل، معذرة من الحمامة وطوقها، يقبع في "زمان الوصل".. هذا الموقع الصغير رغم أنه حمصي، يعني حيث يجب أن يمر كل مواطن لستة أشهر على الأقل حتى يتعلم كيف يضحك على نفسه، (طبعا بعد أن يمر لستة أشهر في أحد الأقبية الكثيرة حتى يعرف أن نفسه نفسها هي مجرد.. قمله!)، السوري بامتياز لم يمنحه إياه أحد إلا حبات عرق جبين محرريه ومراسليه، والضائع قليلاً مثله في ذلك مثل يونان حين ضاع في بطن.. البادية.. قد حجب "أخيرا" في بلدي العزيز.. سورية..

"أخيرا"؟!
ولم فغرتم (عن جد.. مو فيها إبداع هي "فغرتم"؟) أفواهكم وقد طبختم حجارتكم اليوم وشبعتم؟
نعم.. أخيرا.. فالحجب في سورية هو قدر كالموت.. (يقولون أن الموت ليس قدراً! يا للخبر التعيس.. مع الموت وننتظر حتى نمل.. فكيف بدونه؟!)..
وإذا كنت صاحب موقع (وهذا يعني موقعا الكترونيا، لا موقعا عسكريا بالطبع. منعا للالتباس)، فما عليك سوى أن تستيقظ كل يوم، وقبل أن تأخذ استراحتك الأولى في الحمام (مهذب! لأن الأصل أن اسمه: بيت الأدب!!) أن تمر إلى كمبيوترك المتهرئ، وتشغله، وتحاول الاتصال (وهذه لا تمت بأي جذر للوصل) بالانترنت، ثم تطمئن أن موقعك لم يحجب.. بعد!
فإذا كان قد حجب، فلا حول ولا قوة إلا بالله.. ولا بأس أن تتفكر إن كان هناك من يساعد الله (استغفر الله العظيم) في مهامه الدنيوية.. حيث الحجب في العالم الافتراضي يساوي، كما تعرفون، الموت في العالم اللحمي..

لكن، أقول لكم؟ (وهذه أيضا لا تمت بأي جذر لـ: الحق أقول لكم!) سبق أن قال مجنون ينثر الحكم كما لو حبات درّ في الرمال: يا فرعون مين فرعنك؟ أجابه فرعون الذي صارت عظامه مكاحل: لم أجد من... يردني!

إذا، هل تعرفون لم "حجب"؟!
رجاء.. إذا عرفتم أخبروني.. لا تدعوني غارق في جهلي غرق المواطن الصالح في طأطأة رأسه.. ولكن/م حسن العاقبة وخير الثواب..
وحتى ذلك الحين، أخطأت يا "زمان الوصل".. فمنذ أن طردنا شرّ طردة من حيث كنا محتلين (وليزعل ابن زياد.. فأنا لم أنصحه، والله، بحرق مراكبه..)، لم يعد من زمان إلا.. زمان الحجب

(107)    هل أعجبتك المقالة (112)

سيدي الكريم

2008-06-09

سيدي الكريم الحجب لغة من لا لغة له فليحجبو ما شاؤوا من مواقع احمد الله ان الهواء هو نعمة من الله وليس منهم .


محمد سويد

2008-06-09

اتمنى من الجميع الوقوف جانب زمان الوصل كما يقف معنا ووقف معنا زمان الوصل هو المنبر السوري والعربي الوحيد للرأي والمقال نتمنى من جميع قراءه وكتابه عدم تجاهل حجبه حتى لو كان مؤقتا .


عاصم

2008-06-11

مرحبا بسام : ألا تلاحظ معي أنه المكان غير المناسب للتحدث فيه أنت شخصيا عن الوصل والوصال( مع علمي أن كلتاهما لا يمتان لبعض بصلة) ما رأيك أن تتحدث عن الوصل والحجب في مكان يحتاجهما أكثر من زمان الوصل.


التعليقات (3)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي