علم مراسل "زمان الوصل" أن نظام بشار الأسد أوفد ممثلين عنه إلى مراسم تشييع 39 سوريا قتلوا في حقل شاعر للغاز، وتم دفنهم اليوم في مقبرة الفردوس بحمص.
واللافت أن النظام اعتبر هؤلاء "مجهولي الهوية" ودفنهم دون أن يحاول التعرف إلى هوياتهم، الذي لا يكلفه سوى فحوص للحمض النووي "DNA".
واللافت أكثر أنه من كان بين الحضور "الرسمي" في مراسم التشييع ممثل عن جمعية البستان، التابعة لرامي مخلوف والتي سبق لـ"زمان الوصل" أن نشرت تقريرا خاصا عنها، يتضمن اتهامات بمسؤوليتها المباشرة عن مقتلة حقل شاعر التي ذهب ضحيتها حوالي 270 من جنود النظام وشبيحته.
وفي ذلك التقرير عرضنا معلومات عن حصول "مخلوف" عبر جمعية البستان على عقد حماية لحقل شاعر بقيمة تناهز 190 مليون ليرة شهريا (قرابة 2.3 مليار ليرة سنويا!)، لكنه رغم هذه الأموال الطائلة التي قبضها لم يكلف نفسه عبء توظيف عناصر حراسة كافية ومدربة لحماية هذا الحقل الحيوي.
وفي 17 تموز/يوليو الماضي، هاجم تنظيم البغدادي حقل شاعر بشكل مباغت واستطاع السيطرة عليه واغتنام كمية من السلاح الثقيل والعتاد، وقتل قرابة 270 شخصا، كانت أعدادهم كافية لإحداث موجة من السخط العارم على النظام عموما، والقيادات العسكرية التي كانت تتولى قطاع "شاعر".
وقد قال موالون إن المتورط الأساسي في المقتلة هو رامي مخلوف، الذي استهتر بحماية الحقل، ووظف للمهمة أعدادا غير كافية، بل وغير مؤهلة، نظرا لاعتماده على مراهقين تحت سن 18؛ لحماية واحد من أهم حقول الغاز السورية.
ورغم أن قيمة العقد كانت تخول "مخلوف" توظيف 1900 عنصر حماية، بمرتب شهري يعادل 100 ألف ليرة، فإن ابن خال بشار المدلل لم يخصص لحماية هذا الحقل ربع أو حتى خمس هذا العدد، وبراتب شهري يقل عن 50 ألف ليرة.
ولتغطية هذا الفساد العريض، استعان "مخلوف" والمستفيدون من عقد الحماية بلوائح صورية لأسماء موظفين "على الورق"، ليس لهم حضور فعلي في حماية الحقل، بل هم مجرد أشخاص يقبضون ولا يعملون من باب "التنفيعة"، أو أفراد يقبض كبار المتنفعين على أسمائهم، مقابل عمولة متفق عليها.
واليوم، جاء خبر تشييع 39 من قتلى حقل شاعر من "مجهولي الهوية" لينكأ جراح المؤيدين، ويصب مزيدا من الزيت على نار السخط الذي يعتمل في صدورهم تجاه نظامهم، حيث اعتبر البعض هذا التشييع فصلا جديدا من فصول استهتار "القيادة" بمن يدافع عنها، مشيرا إلى أن اكتشاف "هويات" الضحايا لم يكن ليكلف "الحكومة" سوى فحص بسيط للحمض النووي، لكن النظام "استخسره" فيهم، وفضل دفنهم "بلا كرامة"؛ ليكونوا مجرد أرقام في سجلات الموت المفتوحة لديه.
زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية