ما يزال تنظيم البغدادي يواصل ما يمكن تسميته "القصف الإعلامي" باتجاه مؤيدي النظام، مستهدفا ما تبقى من روحهم المعنوية التي انهار جزء كبير منها مع توالي المقاطع والصور التي تظهر جثث قتلى النظام على أيدي التنظيم لاسيما في مطار الطبقة.
ولعب تنظيم البغدادي ورقة الإعلام بشكل مؤثر ولافت عقب معركة الطبقة بالذات، حيث ظهرت صفحاته أكثر مصداقية وموثوقية لدى مؤيدي الأسد من إعلام الأسد نفسه، بعد صدمة المؤيدين بحجم الأكاذيب التي كان يضخها النظام عن صمود المطار وجنوده، ثم عن "إخلاء" وإعادة تجميع للقوات المنسحبة "بسلام"، دون أن يأتي على ذكر الخسائر البشرية أو يلتفت لها، أو يوقف برامج إعلامه "الترفيهية" مسايرة لمشاعر ذوي مئات الجنود القتلى في الرقة، بعد أن لم يعد هناك مجال لتكذيب قتلهم من كثرة ما تم توثيقه بمقاطع وصور.
ولعل آخر "غزوة إعلامية" لتنظيم البغدادي تمثلت في بث صور عالية الدقة لقتلى جيش النظام في أرض مطار الطبقة، فضلا عن صور أخرى لغنائم السلاح التي استولى عليها التنظيم من المطار، ما يكشف أكذوبة سحب السلاح التي تحدث عنها النظام، لتضاف إلى أكذوبة سحب الجنود، وتعمق هوة الثقة المفقودة بين المؤيدين –لاسيما الطائفيين- وقيادتهم التي يتزعمها بشار.

وفي هذا السياق، أكد المتخصص في متابعة الحركات الجهادية في سوريا "عبدالله سليم" أن تنظيم البغدادي بات أكثر دراية وخبرة بسياسة من "أين تؤكل الكتف"، وهو يحقق بمنشوراته الإعلامية من بيانات وصور أكثر من هدف على الساحات الداخلية (سوريا) والإقليمية بل والدولية، فمن جهة يقدم نفسه نصيرا حقيقيا للمظلومين المقهورين من السنة لاسيما في سوريا، ومن جهة ثانية يحاول زرع الرعب والشك في صفوف قوات النظام وحاضنته، ومن جهة ثالثة يناكف القوى العظمى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، وهذا ما يعطيه ورقة "اعتماد" جديدة لدى جمهور المنطقة العربية، الذي يحتفي بكل من يناهض أمريكا -ولو ظاهريا-، ويعده "بطلا" حتى ولو أجرم بحق أهله، تماما كما كانت فئة عريضة تعد حافظ وبشار ونصر الله وملالي طهران وأمثالهم، رموزا من رموز البطولة.

وأكد "سليم" في حديثه لـ"زمان الوصل" أن ظروف الإرهاب الذي تمارسه حكومات طهران ودمشق وبغداد وتل أبيب وواشنطن، والتقاء هذه العواصم بالذات على مناهضة حق الشعوب في حكم نفسها ونيل حريتها، أوجد بيئة خصبة جدا يسرت لتنظيم البغدادي نشر أفكاره بدون كثير عناء أو مزيد نفقات، ولو أن التنظيم أنفق المليارات في ظل ظروف غير هذه الظروف، لما حقق معشار ما أنجزه.
وختم "سليم" معتبرا أن "الشام" تشكل في فكر التنظيم "واسطة العقد" التي لا يسعه التفريط فيها، لأن هذه المنطقة لها مكانتها المميزة في الموروث الديني، باعتبارها أرض المحشر والمنشر، وفسطاط المسلمين، وميدان الملحمة العظمى، والتنظيم يحرص على استثمار كل هذه المعاني وإسقاطها على الواقع الذي تمر به سوريا، محاولا أن يعزز من شرعيته "الدينية" بوصفه الحامل "الأنقى" للمشروع، والفئة التي ستتحقق على يديها "بشريات النبوة".
شاهدوا عشرات الصور التي أرشفتها "زمان الوصل"...
صور مطار الطبقة الجزء الثاني
زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية