اكتسبت الحملة التي تشنها المعارضة الإيرانية والمتعاطفون معها ضد نظام الملالي بعدا جديدا، مع تقديمها لمجموعة من صور الإعدام والجلد والصلب التي تنفذها طهران، ومقارنتها بما يقترفه تنظيم البغدادي في العراق وسوريا.
ويمكن تصنيف التوجه الجديد نحو المقارنة بين طهران وتنظيم البغدادي ضمن خانة "إصابة أكثر من عصفور بحجر واحد"، فمن جهة تعد هذه المقارنة نوعا من أنواع "الرد العملي" على نفاق المجتمع الدولي وازدواجيته في تصنيف الإرهاب و"الإرهابيين" الذين يحاربهم، ومن جهة أخرى يتم ترسيخ فكرة التماهي الواضح بين ماتم تعميمه في طهران، وما يخطط لتعميمه في سوريا تحت حكم بشار، فضلا عن أن نشر الصور يجنب الكثيرين الوقوع في فخ لقطات مفبركة، يمكن لنظامي دمشق وطهران وغيرهما أن يستخدمها بوصفها منسوبة لتنظيم البغدادي (وقد سبق لهما فعل ذلك)، فيما هي من طقوس التعذيب الاعتيادية التي يمارسها الملالي ضد الإيرانيين، جهارا نهارا، وعلى رؤوس الأشهاد في الميادين العامة.
وانضمت حسابات عربية إلى حملة المعارضة الإيرانية ضد نظام الملالي، ناشرة عددا من صور انتهاكاته، تحت عنوان "ليست داعش في سوريا أو العراق، بل حكم روحاني في إيران"، في إشارة إلى رئيس إيران حسن روحاني، الذي يحاول تسويق نفسه بصورة الانفتاحي والمعتدل، فيما هو تابع مطيع للمرشد علي خامنئي، الذي يقوم نظامه على قتل وسحل وتعذيب وتخوين كل من يعارض "ولاية الفقيه"، وتمدادتها في العراق وسوريا ولبنان بالذات.
وتشكل المعارضة الإيرانية داعما حقيقيا للثورة السورية، لالتقائهما في محاربة نظامين طائفين دمويين، بينهما تحالف أبعد من استراتيجي، ولكن المعارضة السورية السياسية لم تعمل حتى الآن على استثمار مواقف المعارضة الإيرانية، وتفعيل التنسيق بينهما إلى المدى الذي يثمر عن فعل ملموس، يخدم شعبي سوريا وإيران.
وتفتح مثل هذه الصور التي تواصل المعارضة الإيرانية ومناصروها بثها عن انتهاكات الملالي، باباً أمام المعارضة السورية للعمل مع المعارضة الإيرانية ولو إعلاميا، من أجل "تظهير" صورة الانتهاكات الواقعة بحق الشعبين من نظامين لا يختلفان سوى في الشكليات البسيطة.
زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية