يبدو أن تداعيات الانكسارات المتتالية للنظام وجيشه، لاسيما في الرقة، قد وصلت إلى نقطة "اللاعودة" في صفوف فئة ممن كانوا يحسبون على المؤيدين، لاسيما الملونين بلون طائفي واحد.
فقد بات لهذه الانكسارات ارتدادات في نفوس "الأسديين" أشد من ارتدادت زلزال مدمر، ووصلت ببعضهم إلى إطلاق حملة لتنصيب بديل عن بشار الأسد، الذي يعد أكثر من خط أحمر لدى المتعصبين لنظامه.
فيعد حملة "وينن"، المطالبة بقتلى وأسرى النظام، والداعية إلى محاسبة من قصروا في حمايتهم، وتركوهم نهبا للذبح والأسر، انطلقت حملة "معا لتنصيب سهيل حسن رئيسا لسوريا"، وهي حملة يبدو أنها بدلت اتجاه بوصلة المؤيدين الطائفيين، حيث نقلته من بيت الأسد "المقدسين"، لكنها لم تحرفه تماما، حين رشحت بديلا لايقل طائفية وإجراما عن بشار، فـ"سهيل حسن" هو أكثر من تنطبق عليه جملة "التلميذ الذي تفوق على أستاذه"، لاسيما وأن أياديه السوداء وآثار إجرامه لاتزال ماثلة في عموم أنحاء سوريا، وخاصة حلب، التي أسقط عليها من "جبالا" من البراميل المتفجرة، قضت على الآلاف من سكانها وشردت منهم الملايين، ودمرت كثيرا من حاضر المدينة وتاريخها العريق.
وقد قالت الحملة الداعية لتنصيب "حسن" بديلا عن "بشار"، في فاتحة منشوراتها: بعد كل هذه الخسائر، وبعد 4سنوات من الحرب على سوريا، لابد لسوريا من قائد شجاع، قائد يكون مع المقاتلين، يشعر بشعور جنوده، مللنا من الشعارات الفارغة، مللنا من سرقات المسؤولين، نريد أن نعيش، نريد رئيساً حقيقياً، نريد النمر رئيساً لسوريا.
ويعرف "حسن" بين مؤيديه بلقب "النمر"، وهم لايمانعون في رواية "الأساطير" عنه وتقديمه بصورة "خارقة للعادة"، وبأنه المنقذ والقائد العسكري الذي لايهزم، وذلك تحت سمع بشار الأسد وبعلمه.. أما أن يصل تقديس "حسن" إلى مرحلة ترشيحه بديلا عن "بشار"، فذلك ما لم يمكن التنبؤ بعواقبه على الرجل الذي خدم النظام طويلا وذبح نيابة عنه ما لايحصى من السوريين، وإن كان مصير "انتحار" غازي كنعان ليس ببعيد!
زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية