نقل المسؤول الإعلامي في تنسيقية اللاجئين السوريين في لبنان "صفوان الخطيب" عن والد طفل سوري، أن طفله لقي مصرعه في مخيم للاجئين يتبع إحدى الجمعيات الخيرية في لبنان، إثر دهسه من قبل سيارة تابعة لمفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
ووفقا لما نقل "الخطيب"، فقد وقعت الحادثة ظهر الأربعاء، أثناء وفود عدد من مندوبي المفوضية بغرض توزيع مساعدات، حيث دخلت سيارة بلا لوحات إلى مكان التوزيع، ودهست الطفل السوري "صالح المحمد"، البالغ 5 سنوات، والقادم من بلدة السعن في ريف حمص الشرقي، ما أدى إلى مصرعه في الحال.
وروى "الخطيب" ما سماها مفارقة من المفوضية الأممية، التي حاولت تمييع الحادث عبر محاميتها، حيث تلفظت الأخيرة بعبارات عنصرية، مثل: "يالله.. أساساً السوريين بدهن ولادهن يموتوا"، ثم أضافت بلهجة مترفعة آمرة: "لا أريد أن يعرف أحد أن سيارة المفوضية دهست الطفل".
وقد روى صفوان الخطيب لـ "زمان الوصل" تفاصيل ما جرى، قائلا:
كانت أم الطفل "صالح" في خيمتها بمخيم "الرحمة" الذي يقع في منطقة "ببنين" في "عكار"، وكان طفلها يقف مع مجموعة من اللاجئين السوريين، أثناء تسجيل اللاجئين الواصلين إلى المخيم من عرسال وتوزيع المساعدات لهم. وفجأة دخلت سيارة تابعة لمفوضية الأمم المتحدة دون أرقام بسرعة جنونية، رغم أن السيارات ممنوعة من دخول المخيم.
وتابع "الخطيب": قامت السيارة بدهس الطفل "صالح"، وحين سمعت الأم من خيمتها القريبة أصوات جلبة في الخارج، استطلعت الأمر، ففوجئت بابنها جثة هامدة تحت إطار السيارة، فأغمي عليها، وهنا قامت إحدى اللاجئات في المخيم بالضرب على جانب السيارة محاولة إيقافها، ولكن سائقها لم يتوقف بل صعد على جسد الطفل بالإطار الثاني، وهنا صرخت المرأة اللاجئة في وجه السائق: "نزيل شوف الولد"، فقام بحمل الطفل المصاب بطريقة غير إنسانية وقذفه في السيارة لإسعافه.
وأردف "الخطيب": في المشفى حيث كان يتم إسعاف الطفل المدهوس، بدأت فصول أخرى من مأساة العنصرية بحق اللاجئين السوريين، مع قيام المحامية "رغدة خوري" التي تعمل في المكتب القانوني التابع للمفوضية بتهديد والد الطفل قائلة له: "إياك أن تقول أن سيارة الأمم المتحدة هي اللي دعست طفلك"، وعقبت: "أساسا ًإنتو السوريين بدكن أطفالكن يموتوا"، في اتهام منها للسوريين بعدم رعاية أطفالهم. ولم تكتف "خوري" بما قالت، بل تلفظت بكلمات بذيئة لا تخرج من إنسان متحضر، بحسب ما نقل والد الطفل وكذلك المسؤول عن مخيم "الرحمة"، ممن رافقوا الطفل أثناء إسعافه.
والغريب - كما يقول الخطيب- أن قناة "الجديد" اللبنانية أدعت أن الطفل كان مقتولاً قبل الحادث، وأن أهله وضعوا جثته تحت السيارة، وهو ما فنده "الخطيب" الذي زار عائلة الطفل، وأكد أن التحقيق في القضية لا زال مفتوحاً، وأن هناك مكتباً للمحامين السوريين استلم القضية.
وواصل "الخطيب": بالنسبة للمحامية "خوري" أُخبرنا بأنها ستنال جزاء على عنصريتها، ولكن ذلك ليس صحيحاً، فهذه ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة تلك التي يتعرض فيها السوريون للإهانة، رغم أن الاهانة هنا مضاعفة؛ لأنها تأتي من منظمة تدّعي رعاية اللاجئين وصون حقوقهم.
وأشار "الخطيب" إلى أن المفوضية الأممية تفاوض والد للطفل والمسؤولين في المخيم، وأن نتيجة هذا التفاوض ستظهر يوم الاثنين القادم، وهناك كلام عن نية المفوضية تقديم اعتذار، مضيفا: أتوقع -وأرجو أن أكون مخطئا- أن قضية هذا الطفل، ستكون مثل القضايا التي سبقتها، فالمحامية ستعتذر وتعود لوظيفتها، وتصبح قضية الطفل شهيد اللجوء "صالح المحمد" طي النسيان، بانتظار قضية أخرى!
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية