في إطار تفاعلهم المتواصل مع تنشره "زمان الوصل" تلقت الجريدة مزيدا من التعقيبات والآراء حول ما حل بجنود النظام في الرقة (الفرقة 17، اللواء 93، مطار الطبقة)، ومدى مسؤولية بشار الأسد شخصيا وقادته العسكريين عن مصير المئات ممن قتلوا واسروا في هذه الثكنات العسكرية، لاسيما وأن النظام كان أمامه فرصة واسعة لتلافي ما حدث وإنقاذ جنوده الذي كانوا يقاتلون عنه، لو أراد.
ولعل الفيديو الخاص الذي حصل عليه "الوعد السوري" والذي يظهر مصير مئات أسرى النظام ممن أعدمهم تنظيم البغدادي، سيزيد من حدة النقاش، وسيفتح أعين المؤيدين بالذات على حقائق كانوا يجهلونها أو يتجاهلونها فيما يخص بشار الأسد شخصيا.
لايريدون إيقاف المذبحة
فبعد تلقي "زمان الوصل" عشرات النداءات من أمهات سوريات، وجهنها إلى كتائب الجيش الحر، والكتائب الإسلامية راجين أن تأخذ هذه الكتائب قضية أسرى عناصر النظام ضمن صفقات التبادل، لاسيما من من المجندين الذين تركهم نظام بشار الأسد فريسة سهلة بيد تنظيم "الدولة الإسلامية".
بعد هذا النداء، تلقت الجريدة رسالة من الباحث حمزة مصطفى، يبدي فيه رأيه الصريح بما حدث في مطار الطبقة، ونحن ننشرها هنا من باب فتح الباب للرأي والرأي الآخر، دون أدنى مسؤولية عما ورد فيها:
إذا كان مطار الطبقة قد أخلي من الذخيرة قبل يوم أو يومين من اقتحامه بحسب الصفحات المؤيدة، لماذا لم يتم إخلاؤه من الجنود؟ لماذا تركوا لمصيرهم؛ الذبح أو الأسر، لنترحم عليهم، لنتعاطف معهم وهم ذبحى وأسرى!
لا يوجد سذاجة أو تغرير عندما تترك في مواجهة الموت وحيدا. وإذا كنت أحمقا إلى هذه الدرجة فلا تنتظر أن أتعاطف معك عندما تقتل. ولا تحدثني هنا عن الشجاعة، فمنذ بدء الاقتحام قام ضباط المطار بزرع الألغام من جهات المطار الثلاثة، وتركوا واحدة للانسحاب، وقد تبين أن هذه الجهة غير الملغمة، كانت لسحب الذخيرة والسلاح، أما الجنود فكان انسحابهم عشوائيا، تناثروا في المزارع القريبة، والتقطتهم داعش واحدًا واحدا.
أعرف إنه لأمر مؤلم أن ترى أسرى مهما كانت نياتهم يذبحون، ويجرون كالخراف، لكن عندما تنظر إلى سجلهم المتباهي بالإجرام، وترى سذاجة أهاليهم، لا يمكن أبدا أن تتعاطف معهم، فهم من رضوا أن يكونوا وقودا لنار لاشك أنها ستلتهمهم.
ليس هذا فحسب، فما أشيع عن وقفة احتجاجية تحت عنوان تهنئة لرئيس البلاد، ولإقالة وزير الدفاع، والتي تفاعلت معها صفحات مؤيدة، هذه بحد ذاتها واحدة من أبشع تجليات الصورة، وهي أقبح رد فعل على موت الأبناء، بل هي أشنع فعل يمكن أن يقدم عليه أب يفترض أنه مكلوم أو أم فقدت أبناءها، هي تأجيج للنار وللانتقام...إنهم لا يريدون إيقاف هذه المذبحة، بل يريدون شخصا أشرس، وأكثر رغبة وشراهة في الذبح والقتل والاعتقال والقصف البرميلي والكيماوي.
عندما لا تتعاطف معي، وأنا المذبوح من جزار تعرفه وأنت على يقين أنه جزار، بل تتباهى باستجلاب جزارين أجانب ليساهموا في ذبحي، عندما تعرف أن من ذبحك اليوم، ذبحني أمس برضا وقبول الذابح الأول. أنت مذبوح لا محالة وتقدم نفسك للذبح، فمن تطلب منه أن يتعاطف معك هو مذبوح أو مشروع مذبوح، ولكنه يقاوم.
حمزة مصطفى
هتفوا للتنظيم الذي أعدمهم
وبالعودة إلى مئات جنود النظام ممن تركوا ليلاقوا الأسر على يد تنظيم البغدادي، فقد أظهر مقطع جديد بكل جلاء مصير هؤلاء الجنود الذي خدموا الطاغية، حيث سيقوا شبه عراة وسط الصحراء ليهتفوا ببقاء "دولة الإسلام"، ثم ليقتلوا وتلقى جثثهم في العراء.
وقد أسر التنظيم حوالي 450 عسكريا من ضباط وجنود النظام في مطار الطبقة ومحيطه، منهم من كان يحاول الفرار متنكرا، قبل أن يعدمهم في معمل القرميد قرب مدينة الرقة.
هذا مابثته الإخبارية السورية قبل يوم من سيطرة الدولة على المطار
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية