رفضت حسنا الخروج من بلدة الخرسا في السويداء، أخبرها أولادها أنها قد تلاقي الموت في ظل كل هذا الاحتقان، فأجابت "ابني وهيب بيطل عليي".
وهيب أحد أبناء البلدة، أودع لديه معظم البدو حلالهم قبل أن يتركوا بيوتهم، ويخرجوا منها على إثر الأحداث الأخيرة التي شهدتها قرى اللجاة غربي السويداء.
وتلك كانت قصة حسنا "عمرها 85 عاما" وهي من البدو القاطنين في البلدة الخرسا منذ عشرات السنين، وترفض ترك بيتها، أما وهيب فقال لها: "ما بتطلعي من دارك طول ما أنا طيب".
البدو دخلوا في النسيج الاجتماعي للعديد من قرى الجبل، حيث سكنوا في بلدات عريقة والخرسا مثلاً منذ ما يزيد عن خمسين عاما، حتى باتوا جزءاً منها، ويرفض العديد من الأهالي استمرار خروجهم عن بيوتهم، لذلك بدأت الوساطات من أجل إعادتهم إلى بيوتهم.
في بلدة عريقة بدأت جهوداً جدية للمصالحة وإعادة النازحين عن بيوتهم قسراً إلى بلدات الجبل، لا سيما أنهم تركوها مكرهين بعد أن تعالت بعض الأصوات ومن خلفها "الأمن والشبيحة" للهجوم على تجمعاتهم في "الشقراوية والمقوس".
وحسب مصدر من البلدة، فقد بدأ العمل على إعادتهم إلى بيوتهم، على غرار ما حدث في السويداء، على صعيدٍ ضيق لا تتعدى نطاق المشايخ وشيوخ القبائل خوفاً من ردات الفعل غير المحسوبة من بعض الشبيحة، فلم تكن مصالحة أكثر منها وعد للبدو بالأمان.
في عريقة يبدو الوضع أكثر تعقيداً من السويداء بسبب وجود قتلى من القرية ويعتبر أهلهم أن كل البدو خصومهم، لا سيما بعد حادثة إحراق بيوت البدو القائمة في البلدة.
ويشير المصدر إلى أن هناك بعض العقلاء يعملون للضغط باتجاه قبول الأهالي عودة البدو إلى بيوتهم، وإلى الآن ما زالت الأمور غير محسومة، خاصةً وأن الشبيحة و"الزعران" ما زالوا يهددون، ويؤكد الناشط أن التسليح ما زال مستمراً حتى الآن.
وحول الرأي العام في بلدات السويداء يشير الناشط إلى أن الغالبية يعتبرون أن البدو ليسوا جميعهم مذنبين ومع عودتهم إلى بيوتهم.
والأمر الذي ساهم في تغير اتجاه الرأي العام هو الحادثة التي وقعت في بلدة مجادل قبل شهرين حيث قتل أحد شبان البلدة ووجهت أصابع الاتهام للبدو، حيث قام بعض شبيحة مجادل بخطف شابين من البدو لا علاقة لهما بالحدثة وقتلهما في ساحة البلدة، ليتبين منذ فترة وجيزة أن لا علاقة للبدو بهذه القضية فالقاتل هو أحد الأقارب.
وفي الوقت الذي تجري فيه جهود المصالحة، نشر ناشطون على "فيسبوك" كتاباً موجهاً من أحد شيوخ عقل طائفة الموحدين الدروز "الشيخ حكمت الهجري" طلب عبره من النظام تزويد أطراف المحافظة والمناطق الحدودية بالأسلحة النوعية "الرادع لاعتداءات الإرهابيين" حسب وصفه، كما طالب بتنظيم توزيع السلاح الفردي في المحافظة بإشراف الجهات الرسمية.

زينة الشوفي - السويداء - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية