لم يجد النظام أنسب من مقطع قصير استقاه من شريط أطول لتنظيم البغدادي عن معركة اللواء 93 في الرقة.. ليحرف أنظار منحبكجيته عن الخسائر التي يلحقها بهم والفاتورة التي يسددها من دماء أبنائهم، مقابل بقائه مدة أطول على كرسي الحكم.
وفيما يؤكد موالون قبل المعارضين أن النظام هو من ترك جنوده ينحرون ويأسرون بالمئات في معارك الفرقة 17 واللواء 93 ومطار الطبقة، فقد اختار النظام أن يتاجر بقضية جنديين أسرهما تنظيم البغدادي خلال معارك اللواء 93 ويظهر تحدي أحدهما لعنصر من التنظيم، حين ردّ هذا الجندي على العنصر الذي يردد عبارة "دولة الإسلام"، قائلا: "والله لمنحيا"، كناية عن تحديه ورغبته بالقضاء على التنظيم.
وعلى الفور سارع أعوان النظام ممن تمرسوا في التغطية على جرائمه، وتورطه في ذبح مئات آلاف السوريين من مؤيديه ومعارضيه.. سارعوا لالتقاط هذه الجملة ليصيغوا منها "حملة" تعيد شحن الناس طائفيا، لاسيما أن الجندي الذي ردد "والله لمنحيا" ينتمي إلى منطقة "وادي النصارى" ذات الغالبية المسيحية الساحقة.
وتم لاحقا الكشف عن اسم الجندي "المتحدي" الذي وقف في وجه تنظيم البغدادي، وعاجلهم بكلمة "والله لنمحيا" وهو العسكري طارق شماس من قرية حب نمرة في وادي النصارى بريف حمص.
لكن أكثر ما أثار اهتمامنا أن جميع اطلعت عليه "زمان الوصل" من صفحات خاصة بمتابعة أخبار "وادي النصارى"، ومن بينها صفحات عن قرية "حب نمرة" بالذات، وفيها صفحات ذات نفس طائفي واضح، لم تذكر أي شيء عن مقتل "شماس" على أيدي تنظيم البغدادي، ولا نشرت مقطع إعدامه، بل اكتفت بخبر ينعى مقتله، ونشر بعضها مع الخبر صورا سابقة له، وأخرى من تشييعه.
فيما لم تأت مواقع أخرى تخص وادي النصارى على ذكر مقتل شماس إطلاقا!
وأخيرا فإن ورقة النعوة التي تخص "طارق شماس" لم يذكر فيها أي شيء عن إعدامه على يد تنظيم البغدادي، واكتفت بذكر مقتله عن عمر ناهز 24 سنة، ما يعني في الواقع رفضا من أهالي الجندي "شماس" للمتاجرة بمقتل ابنهم واستخدامه في التغطية على التورط الفعلي للنظام في أحداث الفرقة 17 واللواء 93 ومطار الطبقة، لاسيما أن فرصة تجنيب جنود اللواء 93 ومطار الطبقة الوقوع قتلى أو أسرى كانت سانحة أمام النظام، عطفا على ما شهدته الفرقة 17، لكنه اختار التضحية بهم، ليستثمر مقتلهم إعلاميا، ويصعّد من عملية خلط الأوراق، التي أتقنها وتفنن فيها طوال سنوات حكمه، خصوصا خلال الثورة السورية.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية