شكلت الفتنة التي نشبت مؤخرا بين الدروز وجيرانهم، وحاول النظام صب مزيد من الزيت عليها، مادة حادة للجدل حول حقيقة الموقف الدرزي من النظام، وأهمية ابتعاد "أبناء الجبل" عن مسايرته والانقياد له في حربه على الشعب السوري.
وأدلت شخصيات درزية دينية وثقافية بدلوها في هذا المجال، ومن بينها الدكتور يحيى العريضي الإعلامي المعروف بمناهضته للنظام، ورفضه الصمت على مجازره أو اتخاذ ما يسمى موقف "الحياد" إزاء ما تتعرض له سوريا، بشعبها وأرضها، على يد نظام بشار الأسد وداعميه من الدول والمليشيات.
وقد أكد "العريضي" في لقاء لـ"زمان الوصل" معه إن النظام لم ولن يفلح في جهوده لجر محافظة السويداء وسكانها إلى حرب طائفية.
وقال "العريضي": محاولات النظام لجر السويداء إلى حرب طائفية لم ولن تنتهي؛ ولكنه لم يُفلح ولن يفلح، فقد كان لتحكيم العقل في اللحظات الحاسمة غالباً دور في منع النظام من تحقيق مبتغاه بإشعال الفتنة، وإرسال رسالة مزيفة إلى العالم مفادها أن الأقليات (التي تواليه وتحظى بدعمه) مستهدفة.
واستدرك "العريضي": لكن الخشية من حدوث ما ليس متوقعاً، أمر يتعلق بالعِرض مثلاً، أو ارتكاب فعل دموي يتجاوز طاقات الاحتمال.
وحول تزايد الاحتقان الأهلي في محافظة السويداء ضد ممارسات النظام ورجاله، ومدى مساهمة ذلك في حدوث "انفجار" ضد النظام، رد "العريضي": لو كان الانفجار سيحدث، لحدث. ضبط الأمور حتى الآن يأخذ مفاعيله، ويبدو أن هناك مصلحة لكثيرين أن لايقع هذا الانفجار، فهناك من لا يريد لمحافظة السويداء أن يكون لها دور في الثورة، كما إن هناك من يريحه أن تبقى السويداء مأوى لحوالي ربع مليون سوري من مختلف المحافظات السورية.
وعن رؤيته لغياب صور بشار وأبيه حافظ في تشييع من قضوا في أحداث قريتي "داما" و"دير داما" مؤخرا، مقابل رفع صور "سلطان الأطرش وراية "الموحدين الدروز"، قال "العريضي" إن هذا التصرف يقلق النظام جدا، وإن الفتنة التي أراد أن يشعلها عادت عليه صفعة مضاعفة، فغاب حضوره البشع عن الموقف.
ونبه "العريضي" بالمقابل أن النظام لن ييأس وسيستمر بمحاولات إشعال الفتنة، وقد يكون هناك مزيد من الدم، ولكن الأمل والسعي دائما نحو دوام فعل وفاعلية العقل والحكمة، لأن ذلك كفيل بإفشال محاولاته.
سارة عبد الحي - السويداء - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية