أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"المجزرة الصامتة" بين إحياء لذاكرة العالم وسلمية الثورة

"لسنا هنا ليأتي الإعلام وينقل الصور والخبر لأنه كما أعتقد فقد تأثيره الأخاذ والبارق في الرأي العام وفي صنع القرار وتحول إلى كماليّة أفلاطونية لم يعد باستطاعتها الوصول إلى عمق المأساة، الإعلام اليوم عبارة عن حلبة من الفوضى الكل يحاول إثبات أنه الأقوى ..." هكذا تقول الناشطة في مجال حقوق الإنسان سوزان سمية من قلب الاعتصام أمام السفارة السورية في عمان إحياء لذكرى مجزرة الكيماوي.

وتتابع الساعية لحماية الأسرة في بلاد اللجوء نحن هنا لنكرس ذاكرتنا للتاريخ القادم لتبقى ذاكرتنا مخضبة في كل عام جديد بسؤال يقول: "ماهي تفاصيل قتل أكثر من ألف وأربعمئة سوري نائم بين طفل وامرأة ورجل كانوا مدنيين هؤلاء كانوا سوريين ممن يمكن وصفهم بــ "الدراويش وعلى باب الله" فكيف استطاع مطلق الصاروخ المحمل بالموت الكيميائي إطلاقه وهل هو سوري فعلا؟!"
عشرات السوريين نزلوا وتظاهروا وهتفوا ليس فقط إحياء لذكرى هولوكوست كيماوي القرن الواحد والعشرين وإنما إنعاشا لذاكرة العالم المتحضر الغافل عمّا يحدث واستذكارا لسلمية الثورة وأولى هتافاتها "الشعب يريد إسقاط النظام" مع بعض كلمات وجب إضافتها بحكم تصاعد الجرائم من ضرب المتظاهرين بالرصاص إلى ضرب النائمين بالكيماوي وبحكم النقلة النوعية لنظام الأسد من اتهام الثوار بالسلفية إلى محاربتهم وضربهم بالقاعدة وداعش من قبيل، "الشعب يريد إسقاط النظام الكيماوي" و"النظام وداعش إيد وحدة".

الصحفي إيلاف قداح من الهيئة السورية للإعلام يقول لـ"زمان الوصل" إن هؤلاء المعتصمين قدموا للتعبير عن استنكارهم للصمت العالمي على أكبر جرائم التاريخ المعاصر وهي واضحة بما فيه الكفاية خصوصا أنها تمت على بعد كيلومترات قليلة من مقر تواجد المراقبين الدوليين آنذاك، جميع السوريين يتمنون في هذا اليوم أن لا ينقضي عام جديد وهم في بلاد اللجوء، ويتابع قداح قائلا: وسائل الإعلام لم تلعب الدور المنوط بها في إيصال الصورة الصحيحة للرأي العام العالمي وهو اليوم لا يعرف الكثير عن مجزرة الكيماوي وليس متأكدا من هوية المجرم ... ويجزم الصحفي السوري قائلا "هناك من يحمي هذا المجرم إعلاميا".

أما المواطن السوري ابن مدينة زملكا إيهاب العتر يقول إن بشار الأسد سيكون مخطئا إن اعتقد أن جريمة الكيماوي ستبدو صغيرة أمام جرائم داعش، لم أعد أؤمن بدور الأمم المتحدة ... لا يوجد أمم حتى تكون متحدة أصلا، لأن الأمم لها مقومات منها التحضر والإيمان بحق الإنسان في العيش مطمئنا أنه لن يموت خنقا بغاز السارين.

انتهت الفعالية الثورية دون وقوع اضطرابات رغم منع الدرك الأردني لمجموعة من الفنانين السوريين من رفع لافتة تضم صورا أكثر من 50 ألف شهيد سوري دون إيضاح الأسباب الدافعة للمنع، ما دفع الفنانين السوريين لمغادرة الاعتصام.

التقينا المحلل السياسي محمود حلواني داخل الاعتصام الذي أكد "لزمان الوصل" أن الشعب السوري لن ينسى شهداءه وما بذلوه هؤلاء الأبرياء وما أعطوه في سبيل حرية البقية الذين يعاهدون بدورهم الشهداء أنها حرية ستتحقق دون أدنى شك.

وعند سؤاله لماذا استطاعت الأمم المتحدة تجريد المجرم من أداة جريمته دون محاسبته على جرمه قال الحلواني:
"الأمم المتحدة متآمرة، أين أصدقاء الشعب السوري؟، ألف وخمسمئة طفل قتلوا وهم في ثياب النوم على أسرّتهم غافلون ... أصدقاء الشعب السوري ومؤتمراتهم لم تفعل شيئا، وبشار لو يعرف أنه سيعاقب لما تجرأ على هذا القتل المشين، في كل الأحوال إن هذه الجريمة دليل ضعف لو أنه يشعر بالقوة لما كان بحاجة لإرهابنا بالكيماوي، أنا متأكد أن لديه ما هو أكثر من الكيماوي، تجريده لا يعني شيئا ولكننا واثقون من أننا وشرفاء العالم سنحقق ما نصبو إليه من دولة مدنية أهم أسسها الحرية المواطنة والعدالة".

نبيل شوفان -زمان الوصل
(117)    هل أعجبتك المقالة (100)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي