أعلنت "نافي بيلاي" المفوضة السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة أن عدد القتلى جراء النزاع في سوريا ارتفع إلى أكثر من 191 ألفا، وذلك خلال الفترة من آذار 2011 حتى نيسان 2014.
وانتقدت بيلاي حالة الشلل التي يعاني منها المجتمع الدولي، في تعامله مع المأساة السورية.
وفي تقرير صدر عن مكتبها في جنيف اليوم الجمعة، أشارت "بيلاي" إلى أن أعداد الضحايا تم توثيقها وجمعها من 5 مصادر مختلفة، 3 منها غطت ضحايا القتل على مدى سنوات الصراع الثلاثة، بينما غطى المصدران الآخران -وبينهما حكومة النظام- فترة من النزاع فقط.
وأكد التقرير أن العدد النهائي الموثق للقتلى في سوريا، بلغ تحديدا 191 ألفا و 369 شخصا حتى الثلاثين من شهر نيسان الماضي، أي على امتداد 3 سنوات.
ورجح التقرير أن العدد الذي تم التوصل إليه (191 ألفا) يقل عن العدد الفعلي لضحايا النزاع في سوريا، وأن هناك احتمالا قويا بوجود عدد كبير من حالات القتل التى جرت في سوريا، دون أن يتم الإبلاغ عنها أو توثيقها على الإطلاق .
وأشار التقرير الى أن أكبر عدد من عمليات القتل الموثقة وقعت في محافظة ريف دمشق، حيث بلغ العدد 39 ألفا و393 شخصا ، تلتها حلب بـ31 ألفا و932 شخصا، ثم حمص بــ28 الفا و168 شخصا، وإدلب بـ20 ألفا و40 شخصا، ثم درعا بـ18 ألفا و539 شخصا ، وحماة بـ14 ألفا و690 شخصا.
ونوه التقرير الأممي إلى أن نسبة 85.1 % ( حوالي 162 الفا و925 شخصا) هم من الضحايا الذكور، بينما تبلغ نسبة الإناث بين الضحايا 9.3 %، أي حوالي 17 ألفا و795 ضحية، معتبرا أنه لم يكن ممكنا التمييز بين المقاتلين وغير المقاتلين.
وذكر التقرير أن عدد القصّر بين الضحايا بلغ 8 آلاف و803 قاصرين، بينهم 2165 طفلا دون العاشرة، وأن العدد الحقيقي للضحايا من الأطفال ربما يكون أكبر، خاصة وأن حوالي 83.3 % من الحالات لم تقم بتسجيل عمر الضحية الحقيقي.
وقالت المفوضة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي فى التقرير، إنه برغم وجود هذه الأعداد من الجرحى والمشردين والمعتقلين في سوريا، إضافة إلى جميع أقارب من قتلوا ومن هم فى عداد المفقودين، فان الأمر لم يعد يجذب الكثير من الانتباه الدولي إلى المعاناة الهائلة لهؤلاء.
وقالت "بيلاي": من الخزي أن يجري السكوت على ذلك، وسيظل وصمة اتهام للعصر الذي نعيشه ليس فقط بسبب السماح لما يجري بالاستمرار مدة اطول، ولكن أيضا بسبب عدم بروز حل في الأفق، منوهة بالتاثير المرعب للنزاع السوري على مئات الآلاف من الأشخاص عبر الحدود في شمال العراق وامتداد العنف إلى لبنان.
وأكدت "بيلاي" أن القتلة والمدمرين والجلادين في سوريا زادت جرأتهم بسبب شلل المجتمع الدولي، وفي الوقت الذي توجد ادعاءات خطيرة بأن جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية قد ارتكبت مرارا وتكرارا في سوريا، يستمر الافلات من العقاب مع فشل مجلس الأمن في إحالة القضية السورية إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وطالبت المفوضة السامية حكومات ودول العالم بالعمل على وقف القتال في سوريا، وعدم مد المتحاربين بالأسلحة والتجهيزات العسكرية.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية