أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الحاكم و الرعية .... في الأمة العربية ... عقبة البطاح


8 / 6 / 2008
تأملت هذه الحياة التي هي أشبه ما تكون بالبحر المتلاطم الأمواج و تخيلت مشقة عمل هذا الربان الذي يقود السفينة إلى بر الأمان و النجاح و ما يعانيه من مشقة و محنة لماذا إن نجت السفينة لا يشكر أو يعتبر أن هذا واجبه و مطلوب رغما عن انفه إيصالها و إن أوشكت على الهلاك لا يكفر و لا يتحمل النتائج إلا الربان هل الربان بمفرده المسؤول عن السفينة لا طبعا, فطاقم السفينة كبير جدا و ما هو إلا فرد تصدر منصة القيادة و القيادة عمل بسيط إذا مهد له الطاقم سبل النجاة من سرعة المياه و ارتفاع الأمواج و الجهات و المسافات حاله حال الحاكم الذي يقود الدولة إلى المجد و الرخاء و الاستقرار إذا أكرمه الله بطاقم ( بطانة ) صالحة و تعينه و تحثه و تجمل له غير ذلك .
و لكن رغم ما نعانيه من متاعب و مشاق في هذه الحياة لا يزال الأمل موجودا في أبناء هذه الأمة البررة و الذين يدعون لإصلاح حال الرعية قبل الراعي و لكن خطأنا نحن العرب و منذ العصر العباسي إلقاء اللوم و تحميل المسؤوليات الجسام على عاتق الخليفة و الأمير و الحاكم .
إن الحياة تتقدم يوما بعد يوم و المدنية غزت العالم و طغت على الحضارة و العلم جعل من العالم قرية صغيرة جدا و الذين حكموا و قادوا الأمة في القرن الأول الهجري هم أشخاص و بشر مثلهم مثل هؤلاء الأشخاص الذين يحكمون اليوم لم يكونوا ملائكة و لم يكونوا من أمم أخرى و اعتلائهم منصة الحكم له نفس الظروف الحالية فقد كان هناك مؤيد للوالي و كان هناك المعارض و هناك من اعتزل الحياة السياسية من يأتي أهلا و من يذهب برفقه الله و عقول البشر كبصمات الأصابع مختلفة يصعب تأمين حاكم يعمل ما يتمنى الجميع فالواقع غير الخيال فالأب مع أبناءه الذين يعدون على أصابع اليد الواحدة قد يختلف مع أحدهم بأمور شتى و هذا لا يعني عدم حب الأب بأبنائه أو تمييز أحدهم على الأخر إنما يكون تمييز الأب بتقدير و مكافأة من يقدم ما لا يستطيع تقديمه الآخرين إكراما لولده و حثه على السير قدما إلى الإمام و تشجيع الآخرين مثله مثل الحاكم الذي يتمنى أن يكون أبناء شعبه أفضل الشعوب فنجاحهم يزيده قوة و عزة و رفعة
للأسف الشديد المواطن العربي تاركا وراء ظهره كل ما يستطيع انجازه و ملقيا باللوم على النظام فإذا ارتفعت أسعار المواد الغذائية تشتم النظام و إذا ازدادت البطالة تشتم النظام و إذا ارتفع معدل القبول الدراسي تشتم النظام و لا يعي إن بناء الدولة مسؤولية جماعية و ليست مسؤولية نظام و إن انتشار الرفاه و السعادة إنما هو بالعلاقة الجيدة مع النظام فما هو مكسب الحاكم من ارتفاع الأسعار و ما المردود العائد له من انتشار البطالة كلها هموم تؤرقه و هموم تلاحقه ليل نهار لأنها تزلزل أركان دولته و تجعله بموقف الضعيف داخليا و خارجيا و هذا ما لا يرضاه فالحاكم يسعى بكل جهده إلى أن يكون المواطن بأحسن حال و انعم بال .
و الحاكم فرد من أفراد الشعب امتحنه الله بالسلطان لا يستطيع قيادة و تأمين مطالب أمة عددها الملايين إلا بمشورة و توجيه ( البطانة ) فمشكلة الشعوب العربية مشكلة بطانة و ليست مشكلة نظام أو نحمله القليل من المسؤولية لعدم المبالغة بسبب عدم استبدال هذه البطانة
عندما كنا نصنع البطانة الوطنية كان الحال على ما يرام فالبطانة الوطنية كما يقال بالعامية ( جلدها متين ) لا تخجل و لا تستحي فقد كانت تردع حتى عمر ابن الخطاب و ما أدراك ما ابن الخطاب ترتعد من أسمه جبابرة الفرس و الروم هذه البطانة صنعها الاستعمار و قدمها لمحبيه أثناء فترات الظلم و الاستبداد و يبدو إنها ذات عمر طويل و لا تبلى بمرور الزمن ( غسيل و لبس ) و أقنع الاستعمار بوجهه الآخر الشعوب العربية إن الحكم لديكم فردي مطلق و إنه الملاك المخلص لكم مما تعانون .
يا أحباءنا و أخواننا في بقاع الوطن الحبيب من المحيط إلى الخليج رحم الله من قال لا تسبوا الولاة فإنهم إذا أحسنوا كان لهم الأجر وعليكم الشكر و إذا أساءوا فعليهم الوزر و عليكم الصبر و إنما هم نقمة ينتقم الله بها ممن يشاء فلا تستقبلوا نقمة الله بالحمية و الغضب و استقبلوها بالاستكانة و التضرع
اسألوا الله أن يرزق حكامنا و جميع حكام المسلمين مساعدون أكفاء و قادة شجعان و وزراء محنكين و رجال علم و ورع يأخذون بيدهم إلى الطريق الصحيح أن نسوا ذكروهم و أن تذكروا أعانوهم و الله على ما يشاء قدير

كاتب سوري _ القاهرة
(95)    هل أعجبتك المقالة (118)

عمر اديري

2008-06-06

نعم الكاتب عقبة البطاح و نعم القدوة أحمد الهواس شكون جمعكم على بعض و الله الا تشيطنون مصر.


محمد الخاير

2008-06-06

عقبة كتاباتك حلوة و موضوعية أنا كنت اقرا لاحمد الهواس بالفرات و بعدين انقطعت اخباره هو شغال بمصرترك سوريا.


عمر

2008-06-06

ريت زمان الوصل يعود يا أبو عكاب ما تكتب عني كم مرة عزمتك ليش مصر عم تاكل حمام و ارانب و ملوخية.


ثائر البدري

2008-06-07

أصبت و أخطأت و لكن كفى بالمرأ فخرا ان تعد معايبه البطانة لا اسهل من تغيرها قلة ناس صالحين بالبلاد العربية يكونون بطانة.


التعليقات (4)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي