أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"زمان الوصل" تتابع".. النظام يرفض تسليح الدروز، وسط انتقادات متصاعدة لطائفيته البغيضة، وتحذيرات من مكيدة لجر الشباب إلى جيشه

تفاعلت أحداث السويداء الأخيرة، لاسيما الاشتباكات في بلدة "دير داما"، مع ورود أنباء إلى دعاة حمل السلاح في وجه "البدو" وجيرانهم من قرى درعا بأن النظام رفض فكرة تسليح الدروز، ووصفها بأنها عبثية وكارثية، مطالبا كل من يريد الدفاع عن السويداء بالالتحاق بأقرب شعبة تجنيد ليتم ضمه إلى "الجيش السوري"، وهناك يدافع عن بلده وفق الأصول!

ونقل أحد المشايخ (أصحاب اللفات) المهتمين بمسألة التسليح عن أحد مسؤولي النظام قوله إن السلاح بيد المدنيين لاسيما غير المدربين يعد كارثة، وهو لا يقدم شيئا على أرض الواقع.

وفور وصول كلام المسؤول إلى الشارع، ترددت أصداء الانتقادات بل وحتى الشتائم بحق النظام، فيما حذر البعض من أن الفتننة التي أشعلها النظام بين البدو والدروز، واستخدم فيها بعض "أصحاب اللفات" إنما كان من أهدافها جر من لم يستطع جره سابقا للالتحاق بالجيش.

ومعلوم أن نسبة لا بأس بها من شباب السويداء استنكفوا عن الانضمام لجيش النظام مخافة أن يزجهم في جبهات خارج محافظتهم مضحيا بهم على مذبح كرسيه، فيما بقيت الأغلبية المنضمة إلى جيش النظام مصرة على أن تبقى داخل المحافظة، وقد حاول النظام مرارا أن يسحب هذا "الامتياز"، لكن محاولاته قوبلت برفض شديد صاحبته في بعض الأحيان احتجاجات قادها "مشايخ"، كادت تؤدي إلى إشعال نار انتفاضة درزية ضد النظام.

وبالعودة إلى رفض النظام تسليح الدروز وتفاعلاته في الشارع السويدائي، فقد اتهم البعض نظام بشار صراحة بالطائفية البغيضة، التي دفعته لتسليح كل بيت وكل شاب بل وفتى في القرى العلوية بالساحل وحمص وغيرهما، وجعلته بالمقابل يستنكف عن تسليح الدروز.

ولم يذهب آخرون بعيدا، متسائلين عن سر تسليح التجمع الشيعي في بصرى الشام التي لا تبعد سوى كيلومترات عن حدود السويداء بأسلحة متوسطة وثقيلة، فيما يتم منع السلاح عن الدروز، بحجة أنهم غير مدربين وأن تسليحهم سيفضي إلى كارثة.

وتوقف البعض ملياً عند دعوة شباب الدروز للانضمام إلى جيش النظام، بحجة الدفاع عن الدروز ومناطقهم، معتبرا أن النظام لا عهد له ولا ذمة، ولن يتأخر في نقل من يلبون دعوته إلى محافظات أخرى ليقدمهم حطبا في محرقة الحرب التي يشنها على السوريين، ثم ينقلهم في توابيت إلى أهاليهم متباكيا عليهم، ومدعيا أنهم قتلوا في مواجهة "الإرهاب والتطرف".

وأشعل النظام قبل أيام فتنة اقتتال بين البدو والدروز، تدخلت فيها "جبهة النصرة"، واحتدمت إثرها اشتباكات في عدة قرى أهمها "دير داما"، راح ضحيتها قرابة 15 شخصا من الدروز، نصفهم تقريبا من "أصحاب اللفات" الذين لوحوا برايات التجييش الطائفي، في محاولة لحشد أكبر عدد من الشباب وإلقائهم في مهلكة الاقتتال مع جيرانهم.

وكان "مشايخ" دعوا من أمام مقام عين الزمان التاريخي لتسليح الدروز، متوعدين بمحو جيرانهم من الوجود، ومستخدمين شعار "إلى السلاح، إلى السلاح" الذي رفعه سلطان الأطرش ضد الفرنسيين رمزا لحملتهم، التي لاقت بالمقابل رفضا وتحفظا من الأصوات المتعقلة داخل المجتمع الدرزي.

زمان الوصل
(137)    هل أعجبتك المقالة (100)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي