بعد أن هتفت به غازي عينتاب.. "ارحلوا" طلبٌ يُخشى أن تهتف به اسطنبول للسوريين أيضاُ

"لم يرد السوريون حسن الضيافة، بحسن السلوك".. جملةٌ بدأت تنتشر بين الأتراك في مدينة اسطنبول، بعد أن تأكد من صحتها أتراك غازي عينتاب، وذلك بعد جريمة القتل التي ارتكبها لاجئ سوري في عينتاب بحق مواطن تركي على خلفية رفض الأخير تأجير السوري منزله، الأمر الذي أدى إلى اتساع دائرة المضايقات التي يمارسها الأتراك ضد سيارات السوريين وممتلكاتهم، علهم يفهمون أنه لم يعد مرحبا بهم.
ويحكي أحمد أحد المقيمين السابقين في مدينة غازي عينتاب، كيف أقدمت مجموعة من الشباب الملثمين على تحطيم سيارته لمجرد كونها تحمل نمرة سورية.
ويضيف أحمد: من المؤسف أن يُجبر معظم السوريين المقيمين في عينتاب، على حمل أوزار التصرفات المسيئة التي صدرت عن بعضهم، ووفق أحمد فإن الإساءة غالباً ما تعمم، ولذلك صار الأتراك في عينتاب يصفون جميع السوريين بأنهم سيئيون، ويوضح أن الكثير منهم كانوا يتحرشون بالفتيات، ويرفعون صوت الأغاني في سياراتهم.
وبعد أن وصلت لأحمد عدة تهديدات، اضطر إلى ترك عمله، وهو اليوم يبحث عن عمل في اسطنبول.
ووفق أحمد، يرجع معظم الأتراك اللوم في تمادي بعض السوريين بسلوكياتهم، على السلطات التركية التي أرخت لهم الحبل بأوامر من حكومة أردوغان المتساهلة كثيراً مع السوريين، ولذلك بدأت السلطات مؤخراً باتخاذ إجراءات لترحيل السوريين الذين تحت خط الفقر إلى المخيمات، إلا أنه حسب وصف الأتراك في عينتاب "فات الأوان".
وأحمد ليس وحده من غير وجهة نزوحه من غازي عيناب إلى اسطنبول، بل إن عددا كبيرا من السوريين فعلوا مثله، ويعلق أحمد على ذلك بقوله: أخشى أن تصدر من السوريين تصرفات سيئة في اسطنبول أيضاً عندها "الله يكون بالعون".
ووفق الموظفة التركية في أحد المقاهي المحيطة بساحة تقسيم عائشة، فإنهم يلاحظون انتشار أعداد كبيرة من السوريين خلال المساء في الساحة، حيث يفترش السوريون الأرض، ويرمون فضلاتهم في الأرض..وتضيف عائشة: بعض الشباب السوريين يضايقون الفتيات وهم يتجمعون بكثرة في الجهة القريبة من حديقة "غازي" في تقسيم.
وتستدرك عائشة، مؤكدة أنه لايمكن الحكم على جميع السوريين بسبب تصرفات البعض، إلا أنها وجميع زملائها لاحظوا بأن طبيعة الطرقات التي يتواجد فيها السوريون تغيرت عما كانت عليه قبل قدومهم بطريقة سلبية.
لمى شماس - اسطنبول - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية