أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

السويداء.. استنفار مسلح وتجييش طائفي ساهم فيه بعض "أصحاب اللفات" وكانوا أول وقوده

من صور التجييش أمام مقام عين الزمان

شهدت قرى درزية في السويداء تصعيدا خطيرا في الساعات الماضية، تمثل في استنفار مسلح تزامن مع تجييش طائفي كبير، ساهم فيه "مشايخ" من موقعهم الديني في الطائفة، وكان بعضهم أول وقوده.

فبعد أن نجح أهالي حوران واللجاة خصوصا في إطفاء شعلة الفتنة التي أوقدها النظام عدة مرات، وفوتوا عليه فرصة حصول اقتتال عريض ومذابح طائفية، عاود نظام بشار ومخابراته في المنطقة محاولتهم عبر النفخ في نار الخلافات الموجودة أصلا بين "البدو" و"الدروز"، والمتراكمة بفعل ألاعيب النظام عبر عقود.

إلى السلاح!
وإلى جانب التجييش الطائفي الذي مارسه "شيوخ" من أمام "مقام عين الزمان"، كان لافتا استخدام شعار "إلى السلاح.. إلى السلاح" الذي افتتح به سلطان الأطرش خطابه إلى السوريين في الثورة الكبرى ضد الفرنسيين، ولكن الشعار استخدم هذه المرة لصب مزيد من الزيت على النار، وإشعال قتال ضار بين "الجيران" من قرى حوران والبلدات الدرزية، التي لا تخلو من وجود للبدو بين سكانها.

وقد تطورت أحداث الاشتباكات والقتال لتدخل قوات من المعارضة (في مقدمتها جبهة النصرة) على الخط، ويتم اقتحام قرية "دير داما"، حيث نجم عن المعارك سقوط 15 قتيلا نصفهم تقريبا من "مشايخ" الدروز (7 أشخاص)، ومن أبرز هؤلاء "المشايخ": أدهم فرج، دانيال الشبلي، سامر جمول، علاء البلعوس.

وكما جرت العادة، لم يكن الاحتقان سيد الموقف في الميدان وحده، بل كانت صفحات مواقع التواصل مرتعا خصبا له، حيث عاينت "زمان الوصل" درجة عالية من التجييش والدعوات إلى الذبح والقتل وليس الاقتتال فقط، وهو ما يصب أولا وأخيرا في خدمة النظام الذي لم يوفر جهدا لإيقاظ الفتن، وكان على ما يبدو أول الفرحين بأن يغدو البدو والدروز حطبا لها، بعيدا عنه وعن شبيحته.

ورغم أن البعض اعترف بأن البدو، لاسيما من أهل البستان، آووا وهرّبوا نساء وأطفالا من "دير داما" إبان اقتحامها، فإن الأغلبية انساقت مع التحشيد الطائفي، ودعوات التسلح تمهيدا لـ"مسح الطرف الآخر من الوجود".

وقد نشر الصحافي "جديع دوارة" بيانا شخصيا عبر فيه عن أسفه لنجاح النظام في "جر مجموعات من أبناء السويداء بينهم "مشايخ" إلى اقتتال مع جماعات من المعارضة، متخذا من الاحتقانات والمشاكل مع البدو ذريعة.

صفحات مشبوهة
واعتبر دوارة أن النظام غرر وتركهم يقتلون في وعر اللجاة، ووعدهم بأن المؤازرة من الجيش قادمة ولم تأتِ، مشيرا إلى التحشيد الطائفي الذي يتم أمام مقام عين الزمان ويتصدره "أصحاب اللفات"، تحت شعار "عطونا سلاح لنمسحهم عن الوجود".

وتابع "دوارة": السؤال المطروح على كل أبناء المحافظة وأبناء منطقتي وأهلي في اللجاة خاصة، من المستفيد من الاقتتال مع البدو الذين يسكنون بيننا منذ عشرات السنيين، لماذا كنا طيلة كل تلك السنوات قادرين على حل أي إشكال معهم!، إن كان هناك قاتل أو معتد من البدو فما ذنب الآخرين.. ألا يوجد عشرات الزعران والقتلة والسرسرية من أبناء محافظتنا.

ورأى "دوراة" أن "قتال البدو أو المعارضة لن يؤدي إلا إلى المزيد من الضحايا، فدماء الآخرين أيضا ليست رخيصة والعنف سيجر العنف، موجها نداءه إلى الدروز: إن كنتم لا تريدون إدانة وقتال نظام مجرم فلا تدعوه يستخدمكم وقودا في معاركه ضد إخوتكم من السوريين، هناك صفحات مشبوهة تتكلم باسمكم "بني معروف" وتدعو الى السلاح، وهي تريدكم طعما لإنقاذ نظام ساقط عاجلا أم آجلاً.

زمان الوصل
(98)    هل أعجبتك المقالة (102)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي