أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

المؤسسة السورية للتوثيق والنشر في الأردن.. مشروع يرمّم ما فتته الحرب

في غرفة صغيرة مقتطعة من شقة سكنية بمدينة أربد الأردنية يدير عدد من المتطوعين السوريين (المؤسسة السورية للتوثيق والنشر) التي تبدو كخلية نحل لا تهدأ منطلقين من مقولة جوهرية مؤداها:( أمة بلا توثيق أمة بلا تاريخ ) في توثيق الهوية السورية وترميم ذاكرة الشعب التي عملت على تفتيتها الحرب، وتتولى هذه المؤسسة إصدار وثائق للعائلات السورية بما فيها من شهداء وأرامل ومعتقلين وذوي الأعضاء المبتورة والمفقودين وذوي الإعاقات الدائمة والبيان العائلي وما إلى ذلك من وثائق تحتاجها العائلات السورية في بلد اللجوء .

حول فكرة المؤسسة والغرض من إنشائها يقول مديرها الأستاذ " عدنان إسماعيل أبوعون" لـ " زمان الوصل":
أنشئت المؤسسة في العام 2012 بناء على رؤية سابقة لتوثيق كافة الانتهاكات والجرائم والمجازر التي قامت بها قوات النظام، بالإضافة إلى التدمير المنهجي وكل ما يحصل في سوريا، ويردف أبو عون قائلاً : في فترة إنشاء المؤسسة - كانت كافة جهات المعارضة بعيدة عن العمل المؤسساتي، وكان هدفنا من فكرة المؤسسة تقديم قتلة المدنيين والذين يدمرون البنية التحية لسوريا إلى العدالة الدولية بحيث لا تضيع القضية السورية كما ضاعت القضية الفلسطينية، ويوضح أبو عون أن المؤسسة تنبهت لأمر هام وهو أن أغلب الوثائق يمكن أن تختفي أو تحترق أو تدمّر أو تصبح تحت الأرض بسبب عمليات التدمير الفظيعة التي يقوم بها النظام مستخدماً فيها كافة الأسلحة المحرّمة دولياً، ومنها البراميل المتفجرة التي جلبها من الروس لتدمير البنية التحتية في سوريا وقتل المزيد من المدنيين، وهذا أدى تدريجياً لضياع الهوية السورية ودوائر النفوس والأحوال المدنية كافة، وهو ما حصل فعلاً لذلك أنشأنا هذه المؤسسة وبدأنا بتحقيق الحالات للوقوف في وجه النظام لعدم إدخال أية عناصر غير سورية على الشعب السوري، ويوضح مدير المؤسسة هذه الفكرة قائلاً أن النظام كان يقوم بحرق أحد مراكز الأحوال المدنية وبجمع عدد كبير من الهويات والأوراق ليعطيها لبعض أعضاء حزب حالش أو الإيرانيين أومواليه الآخرين من غير السوريين، كالمجموعات العراقية الإرهابية أوالأجنبية فينسبها للشعب السوري، وبموجب ذلك تحصل على وثيقة سورية، ولذلك قمنا بالتواصل مع أهلنا في الداخل والخارج واللجان والمنظمات والإعلاميين وكافة الأطراف السورية، كما تواصلنا مع كافة الجهات السورية المعارضة كالائتلاف السوري والحكومة المؤقتة ومجلس القضاء الأعلى في تركيا ومجلس المحافظات عارضين تعاوننا معهم ولكنهم أحجموا للأسف عن التعاون معنا أو مساعدتنا لخوفهم من العمل المؤسساتي الشفاف والدقيق فعندما يكون عمل المؤسسة مكشوفاً فهذا يعني أن الحقوق ستصل إلى أصحابها دون وسيط وهذا لا يناسب طبيعة عمل تلك الجهات للأسف. 

وعندما نقلت " زمان الوصل " للسيد "عدنان أبو عون" تساؤلات البعض حول وجود انحياز في عمل المؤسسة لإفادة أهل درعا تحديداً على حساب أبناء المحافظات الأخرى انفعل قائلاً: كنت في عمان يوم أمس ضمن اجتماع عمل خاص بالمؤسسة ضم 14 شخصية من أهالي حمص، وبناء على هذا السؤال من المفترض أن لا أعرف إلا جغرافيا حوران، بينما أحدد لك وأنا ابن درعا : حمص القديمة الوعر، جورة الشياح، جورة العرايس، بابا عمرو، الصفصافة، مكسر الحصان، مقبرة تل النصر، الرستن الفوقاني، الرستن التحتاني، ورداً على كل من يتكلم هذا الكلام لدينا إحصائية للوثائق الصادرة لعائلات حمص ولغيرها من المحافظات السورية فالمؤسسة تتوجه في عملها لكل مكان من سوريا بمافيها حوران والوثائق التي نصدرها لكافة المحافظات السورية، والغرض من المؤسسة هو الحفاظ على الهوية السورية عموماً وعدم ضياعها في خضم ما يحدث في سوريا اليوم دون تمييز أو انحياز لمكان جغرافي دون آخر. 

حالات التوثيق
وبدوره شرح الناشط " إسماعيل الزعبي " معاون مدير المؤسسة بدايات تأسيسها قائلاً: أنشئت المؤسسة السورية للتوثيق والنشر قبل سنتين بناء على فكرة بسيطة جداً وهي توثيق أسماء العائلات في القرى والبلدات التي نعرفها على الورق ثم تطورت الفكرة بعد الحصول على كمبيوتر وطابعة صغيرة من فاعل خير واستمرينا بهذا العمل إلى ما يقارب العام وتم اعتماد المؤسسة من قبل جمعية التكافل الاجتماعي في مدينة الرمثا الأردنية. 

وحول الحالات التي يشملها توثيق المؤسسة يوضح الناشط الزعبي قائلاً : 
في البداية كان عمل المؤسسة مكرّساً لتوثيق حالات الشهداء والآن لدينا 11 ملفاً يتضمن حالات الأرامل ممن أزواجهن ليسوا شهداء وأصحاب الأطراف المبتورة وإعاقات النظر، والإعاقات الدائمة سواء كانت خُلقية أو في الثورة والنساء اللواتي بلا أزواج ( فوق الثلاثين ) وغير المتزوجات، والنساء بلا أزواج ( ممن هن منفصلات عن أزواجهن ) والنساء المطلقات والمعتقلين ولهم ملفان في وثائقنا: معتقل موجود في سجون النظام وأهله يعرفون أين هو موجود ( يعطى ذووه وثيقة معتقل ) ومعتقل موجود في سجون النظام وأهله لا يعرفون عنه فهو بمثابة المختفي قسرياً، ومجهول المصير إن كان قد استشهد أم لا زال على قيد الحياة، وهناك ملف للمرابطين على الأرض، ملف للأيتام تحت الوصاية (الأب والأم شهداء) وملف العائلات التي يكون للأب أو الأم أكثر من ابن شهيد وتم توثيق 6 شهداء لأم واحدة.

وحول آلية عمل المؤسسة وكيفية التوثيق يقول الزعبي : لدينا أربعة خطوط هاتف نقوم من خلالها باستقبال اتصالات أصحاب الحالات ونأخذ منهم معلومات أولية كاستبيان( بيانات كاملة عن الحالة ماهي: شهيد، معتقل اختفاء قسري ...إلخ ) ويتم التحقق من البيانات من خلال عدة جهات وعدم الإعتماد على جهة واحدة، وعند التأكد من المعلومة يأتي مندوب من البلد أو متعمد من قبلنا من البلدة أو القرية التي يتبع لها صاحب الحالة فيشاهد الوثيقة ويدققها، ويوقّع عليها، وبعد مراجعة الوثيقة والتأكد من المعلومات من قبل قسم التدقيق يتم إدخال هذه المعلومات على الكمبيوتر وتصدر بعدها قال الوثيقة لتعطى لصاحبها. 

80 % من عائلات الحراك موجودة في الأردن!
المتطوع منذر قداح مندوب مدينة الحراك في الريف الشرقي لمدينة درعا قال لـ"زمان الوصل" : 
تعاونت مع المؤسسة السورية للتوثيق نظراً لأني أعرف جميع العائلات الموجودة داخل مدينة الحراك وساهمت ولا أزال بتوثيق جميع الحالات الموجودة فيها علماً أن 80 % من هذه العائلات موجودة في الأردن بسبب ظروف الحرب.

ويقول الناشط الإعلامي أبوعمر من تنسيقيات حوران:
منذ حوالي الشهر اتفقنا مع إدارة المؤسسة على إنشاء مكتب إعلامي تابع للمؤسسة السورية للتوثيق والنشر ولدينا كادر إعلامي هنا في الأردن وكادر آخر في الداخل، وسنبدأ بصفحة على فيسبوك نعرض فيها الوثائق الموجودة في المؤسسة وصولاً إلى موقع الكتروني كامل للمؤسسة، وأضاف أبو عمر أن المكتب المذكور سيكون من مهامه التنسيق لتوثيق الحالات الإنسانية في الداخل والخارج و توثيق الجرائم المرتكبة بحق المدنين من قبل النظام والمعارضة فهناك تجاوزات من قبل الجيش الحر وإن كانت فردية ولكن سنوثقها لوضع حد لها ولمحاسبة مرتكبيها مستقبلاً.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(137)    هل أعجبتك المقالة (117)

منيرقداح

2014-08-24

صحيفة الوصل صحيفة سياسية اجتماعية انسانية ..ذات مصداقية.


عبدالعزيز فالح لبش ابازيد

2014-08-25

جزاكم الله خيرا اعلام حر ينقل الحقيقة والواقع من ارض الحدث مباشر.


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي