انتقل سيناريو "التعفيش" من حمص وقلعة الحصن إلى قرى عشيرة "الشعيطات" التي خاض أبناؤها معارك شرسة مع "داعش" خلال الأسابيع الماضية أدت إلى مقتل وأسر العشرات وتشريد الكثيرين من أبناء هذه القرى. ونقل ناشطون أن عدداً كبيراً من مناصري "داعش" من القرى المجاورة للشعيطات قاموا بنهب كل ما وجدوه في البيوت التي تركها أهلها بعد مهاجمة "داعش" لهم، ونُشرت صور لبعض السيارات محملة بالأدوات المنزلية والأثاث والأبقار.
وأشار الناشط "محب محمد" لـ"زمان الوصل" أن بعض أنصار داعش من عشيرتي البكير وعشيرة القرعان قاموا بسرقة كل ما وجدوه في منازل ومحلات الشعيطات في "غرانيج" و"أبو حمام" و"الكشكية" من أغراض خفيفة وثقيلة كالبرادات والغسالات وحتى الأبقار التي كان يعتاش الأهالي منها حملوها في شاحنات، بعد تشريد أهالي هذه المنازل إلى القرى والبلدات المجاورة كـ "هجين" و"الشعفة"و "البوكمال" و"البحرة".
وأضاف الناشط محمد أن تنظيم "داعش" بعد أن أفتى باعتبار الشعيطات ناقضين للعهد كبني قريظة أيام الرسول (صلى الله عليه وسلم) استحلوا أموالهم ودماءهم وقاموا بتهجير وسبي وقتل كل من هو فوق الخامسة عشر من عمره، كما استباح مناصروهم من بعض أبناء عشيرة البكير وعشيرة القرعان والعقيدات سرقة منازل الشعيطات علماً أن أهالي هذه المنازل لم يكونوا فيها، وذكر لنا شهود عيان أنهم رأوا سيارات قاطرة ومقطورة مملوءة بالأدوات المنزلية والأثاث متوجهة من دير الزور إلى الرقة.
وحول سبب معاداة أبناء هذه العشائر للشعيطات واصطفافهم مع "داعش" ضدهم يؤكد الناشط "محب محمد" أن بعض العشائر في القرى المجاورة للشعيطات يكرهونهم ولديهم ثارات قديمة لأن لديهم نفطا ولأنهم "رجال" -بحسب تعبيره- وبعض هذه العشائر خانت الشعيطات وسهّلت دخول "داعش" إليها.
ويضيف إن هذه العشائر لم تتكلم بكلمة واحدة حينما اغتصبت فتاة في مدينة الميادين من قبل مهاجر تونسي مع اثنين من المغاربة، بل حاولوا التستّر على الجريمة، ولكن الله فضحهم واضطروا لرجم التونسي وتركوا البقية، ومن أبناء هذه العشائر للأسف من قاتل مع "داعش" ضدنا وقدم الدعم المادي والسلاح لهم.
وعن المعلومات التي ترددت عن عزم داعش على تصفية 700 شخص من الشعيطات قال الناشط "محب محمد":
سمعنا بهذا الخبر وهذا ليس بغريب على من قتل العشرات من أبنائنا بدم بارد، علماً أن لدى "داعش" الكثير من الأسرى الذين اعتقلوهم أثناء مهاجمة قرى الشعيطات وهم الآن مأسورون في "حقل العمر" وفي "الأنبار" بالعراق.
ويضيف الناشط محمد: تواصلت مع أحد أنصار "داعش" بخصوص هؤلاء الأسرى لمعرفة ظروف اعتقالهم، فذكر لي أن ملفهم أُغلق ولا مجال للتفاوض بشأنهم، وأضاف أن من عليه شيء من هؤلاء الأسرى سيقتل ومن ليس عليه شيء سيُفرج عنه، ولكن هذا الكلام لا أساس له من الصحة فهم يقتلون من عليه شيء ومن ليس عليه، ولم يفرجوا إلا عن القليل من المعتقلين لديهم، مع العلم أن العديد من الوجهاء حاولوا التفاوض مع "داعش" ولكنها رفضت التفاوض، وما أريد أن أضيفه هنا أن "داعش" هي دولة لقتل المسلمين وليست دولة إسلامية كما تدعي، وراية اإسلام باقية و"داعش" زائلة بإذن الله تعالى.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية