أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"الانغماسيون" و"الذبِّيحة".. رعب "الدولة الإسلامية"

أبوبكر البغدادي في خطبة الجمعة بأحد مساجد الموصل - ارشيف

يعتمد تنظيم "الدولة الإسلامية" في معاركه التي يخوضها ضد خصومه في كل من سوريا والعراق على أسلوب فرض الرعب على الطرف الآخر، متخذا من "الانغماسيين" و"الذبِّيحة" ذراعين أساسيتين لتحقيق هذا الأسلوب.

ويحاول التنظيم الذي يقول مراقبون إن عدد مقاتليه لا يتجاوز 15 ألف عنصر دون عدد المتحالفين معه، تعويض النقص العددي لديه مقارنة بخصومه، حيث يعمل على تصوير مقاتليه على أنهم مستعدون للموت عبر القيام بما يسميها "عمليات استشهادية" ينفذها "الانغماسيون" ضد الأعداء.

كما يلوح لأعدائه أيضاً بأن مصيرهم يتعدى الموت في المعارك معه، وإنما سيواجهون الذبح وقطع الرؤوس الذي ينفذه بعض العناصر المتخصصين لديه والذين يلقبهم العوام في كل من سوريا والعراق بـ"الذبِّيحة" بتشديد الباء وكسرها، بحسب المفردة العامية هناك التي تدل على كثرة القتل ذبحاً.

فمن هم "الانغماسيون" و"الذَّبِّيحة" الذين يعمل تنظيم "الدولة الإسلامية" على إرعاب خصومه بهم، وفرض بفضلهم سيطرته على ما يقارب نصف مساحة العراق وأكثر من ثلث مساحة سوريا؟.

أولاً- "الانغماسيون":

برز خلال الأشهر القليلة الماضية اسم كتائب "الانغماسيين" في معادلة الصراع في سوريا ضد قوات النظام الذي دخل عامه الرابع، كإحدى أقوى التشكيلات وأكثرها صلابة، حيث يكلف عناصرها بتنفيذ المهام الصعبة وقيادة عمليات الاقتحام وخلق ثغرات في صفوف العدو التي تمهد لعملية الاقتحام والسيطرة على معاقله.

وتحول هذا المصطلح الذي يعتمده تنظيم "الدولة الإسلامية" وبعض الفصائل الإسلامية المعارضة إلى مصدر "رعب حقيقي" لقوات النظام السوري وسبباً لفرار عناصرها من مواقعهم لمجرد سماعهم بوجود "انغماسيين" بين صفوف القوات التي تهاجمهم، الأمر الذي تكرر في المعارك الأخيرة التي خاضها التنظيم ضد الجيش العراقي وقوات البيشمركة (جيش إقليم شمال العراق).

ويطلق التنظيم تسمية "الانغماسيين" على العناصر الأكثر اندفاعاً وشجاعة فيه، والتي تقوم بتنفيذ عمليات الاقتحام للنقاط الاستراتيجية والمحصّنة للعدو، وهم يوازون ما يُطلق عليه عناصر "كتائب الاقتحام" أو "القوات الخاصة" في الجيوش النظامية، والذين يتمتعون بقدرات بدنية وتدريبية عالية.

ويرفع "الانغماسيون" الراية السوداء المكتوب عليها باللون الأبيض "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، وهي الراية الموحدة التي يرفعها التنظيم في كل من سوريا والعراق.

يمتلك "الانغماسي" عقيدة قتالية "استشهادية"، حيث يقوم باقتحام مواقع شديدة الحراسة والتحصين للعدو بأسلحة فردية خفيفة، كما أن ارتداءه الحزام الناسف أو قيادته عربة مفخخة لتفجيرها يُثبت تلك العقيدة، ويقوم عادة بتوديع أصحابه وكتابة وصيته وتحديد مكان دفنه أحياناً، قبل خروجه للقيام بعمليته "الانغماسية".

ويختلف "الانغماسيون" عن "الاستشهاديين" أو "الانتحاريين" كونه لا يشترط أن ينفذ "الانغماسي" عملية استشهادية أو انتحارية تودي بحياته، وحصل عدة مرات أن قام "انغماسيون" بقيادة عربة ملغومة إلى هدف تابع للعدو وتفجيرها عن بعد، بعد تمكنه من الانسحاب منها عقب ركنها في المنطقة المستهدفة، وذلك للقيام بعملية أخرى، بحسب ما صرّح عدد منهم في مقاطع الفيديو التي بثها تنظيم "الدولة الإسلامية" لتوثيق عملياته.

ثانياً- "الذبِّيحة":

بالإضافة إلى "الانغماسيين"، اعتمد تنظيم "الدولة الإسلامية" خلال الفترة الماضية على أسلوب ذبح عناصر من الطرف الخصم بعد وقوعهم أسرى بين يدي مقاتليه خلال المعارك والاقتحامات التي يقومون بها.

ويتعمد التنظيم تصوير عملية الذبح بتفاصيلها وبالصوت والصورة، ابتداء من سوق الأسير إلى المكان المنوي ذبحه فيه ومن ثم وضع السكين على رقبته وحزّها بعد إطلاق تكبيرات من قبل "الذبِّيح" وباقي عناصر التنظيم الذين يشهدون العملية، ليلي ذك تعليق الرؤوس بعد قطعها في ساحات عامة بغية فرض رعب للأعداء، ولمن تسول له نفسه مناصبة العداء للتنظيم مستقبلاً.

ونفذ تنظيم "الدولة الإسلامية" خلال الأسبوعين الماضييين عمليات ذبح جماعية لعناصر من قوات النظام السوري بعد سيطرة التنظيم على الفرقة 17 واللواء 93 بريف محافظة الرقة شمالي سوريا، وقام بتعليق الرؤوس المقطوعة في دوار النعيم وسط مدينة الرقة التي تعد المعقل الرئيس للتنظيم في البلاد.

ويرجع مراقبون اندحار قوات الجيش العراقي وقوات البيشمركة  من المناطق التي كانوا يسيطرون عليها أمام "الدولة الإسلامية" خلال الأسابيع الماضية، وقرب إخماد التنظيم لـ"انتفاضة" عشيرة الشعيطات في سوريا، دليلاً على نجاح أسلوب الرعب الذي يلوح به ضد خصومه الذين يفقدون نتيجته جزءاً كبيراً من الروح القتالية لديهم، ويجعل شبح الموت نحراً يخيّم عليهم.

الأناضول - زمان الوصل
(121)    هل أعجبتك المقالة (103)

عبد الرحمن

2014-08-15

عندما اصطدمت داعش بالناس وبالكتائب في سوريا كانت منذ البداية تحاول بث الرعب في قلوب الناس بارتكاب أشكال من الجريمة غريبة في معارضيها أو من تتوهم معارضتهم لها، وكانت هذه سياسة مقصودة واعية الهدف منها شل الناس والمجاهدين عن مواجهتها لأنها ليس لديها من المقاتلين ما يمكنها من خوض معارك مباشرة مكلفة وطويلة مع الكتائب. فكانت هذه الأساليب لتوفير الجهد عليها في قمع الناس والمجاهدين وليفكر المعارض مرارا قبل معارضتها. ويختصر هذه الفكرة كلها ما كتبوه تحت الصور التي نشروها عن جرائمهم مؤخرا : فشرد بهم من خلفهم. وكان ينبغي للكتائب والمجاهدين من البداية أن يتوحدوا في مواجهتها ويعكسوا حملة الرعب عليها بالتفوق عليهم في التنكيل بهم وبأسراهم لدينا وجعلهم عبرة لمن يعتبر . ولكن مقاتلينا رحموهم وعاملوهم بالحسنى وبالتهاون وقالوا عنهم: مغرر بهم واسلامنا ينهانا عن الاساءة للأسرى وكنا نصور أنفسنا ونحن نعتني بجرحاهم ونفخر بحسن معاملتهم ونعجب الناس منها مقارنيها بما يفعلونه بأسرانا ومن يقبضون عليه منا! وهذه هي النتيجة المفجعة الآن! فلا تلوموا إلا قادتنا الأغبياء غير المؤهلين للقيادة والذين لا يتمتعون بأي بعد نظر! يقول الله سبحانه وتعالى: ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم. ويقول المثل القديم: البادي أظلم. فلا يحرم شرعا لا خلقا أن نفعل بهم ما فعلوا بنا بل الحكمة وبعد النظر يقتضيان أن نزيد عليهم في ردنا ردعا لهم ولأمثالهم ولا يؤاخذنا في ذلك لا الله عز وجل ولا خلقه! ولا نقل أن مقاتلي هذا التنظيم مغرر بهم، لأن المغرر به منهم يفعل في النهاية ما يفعله غير المغرر به حتى إذا أسرناه قال : آسف! كنت مخدوعا! ولكننا كنا حمقى لم نعالج قضيتهم بما ينبغي لها ورحنا نتساهل معهم ظنا منا أن هذا هو الأسلوب الأمثل في التعامل مع فصيل مجرم له مشروعه الخاص ولا يمت للجهاد بصلة إلا اتخاذه أداة لتحقيق هذا المشروع، وكان هذا ظاهرا فيهم منذ البداية عندما بدأوا في الاستيلاء على المناطق المحررة وترك الجهاد إلا ما لا يكاد يذكر بين الحين والآخر! ولو أننا تأملنا منذ البداية في أعمال هذا الفصيل واطلعنا على أسلوبه في العمل عندما كان في العراق لعرفنا حقيقته وكيف ينبغي أن نتعامل معه. فقد كان هذا الفصيل السبب الرئيس في فشل الجهاد في العراق أيام الأمريكان حيث كان يبث الفتن بين المجاهدين ويقتل قادتهم ويقتل العلماء الذين عارضوه وينكل بالمدنيين ورؤساء القبائل والوجهاء تحت نفس الحجج التي يستعملها معنا لحملهم على الخضوع له! وأدى هذا في نهاية المطاف إلى تفكك الكتائب المجاهدة وتلاشيها ولجوء الناس إلى الأمريكان عدوهم للخلاص من طغيان هذا الفصيل فتحول الجهاد بعد أن كاد يفلح إلى صحوات للتخلص من أذاهم وتم القضاء عليهم بثمن غال ألا وهو استباب الأمر للأمريكان والشيعة في العراق! ولم ينتعش هذا الفصيل مجددا مرة أخرى إلا مع الثورة السورية التي أتاحت له الدخول إلى سوريا خلال الفوضى وعدم وجود حارس على الحدود وانشغال الناس بالجهاد وبالمصائب النازلة ! وخرج علينا علماء ودعاة أغبياء يحاولون الإصلاح بيننا وبين هذا الفصيل إحسانا للظن بهم عن جهل يأمروننا بالتساهل معهم ومعاملتهم بالحسنى والصبر على أذاهم ظنا منهم أنهم مجاهدون. بينما الأعمى لو حكيت له عن أعمالهم ولم يرها لقطع بأنهم لا علاقة لهم بالجهاد بله الإسلام. وصرنا نتورع عن تكفيرهم على عملهم ونتورع عن قتالهم حتى استولوا على نصف سوريا أو أكثر وفتنوا العباد واستحوذوا على موارد سوريا الاقتصادية وازدادوا قوة وعددا بما جندوا وفتنوا من أبنائنا! والطامة العظمى أنهم وهم المستحقون للكفر بعملهم واعتقاداتهم الباطلة صاروا يكفروننا ولولانا ولولا ثورتنا لما وجدوا مدخلا إلى بلادنا. وكان ينبغي علينا أن نأخذ في تعاملنا معهم بالرأي الشرعي الأقوى بأنهم مرتدون ونلقن مقاتلينا ذلك ليتجرؤا على قتالهم والغلظة عليهم لا أن نأخذ بالرأي المتساهل الأضعف القائل بأنهم مسلمون وإن قاتلونا وكفرونا! فالشيخ بن باز رحمه الله قال عندما سئل عن الخوارج القدماء الذين كانوا أشرف من داعش بعشر مرات قال: بأنهم كفار على الرأي الراجح الذي تعضده الأدلة والتي منها: قول النبي ص: يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية - أي يخرجون من الدين خروجا كاملا، وقوله ص: لو أدركتهم لقتلتهم قتل عاد - أي لأستأصلتهم كما استأصل الله عادا قوم هود قبل الإسلام. فهل بعد هذا نريد دليلا على كفرهم. ولكننا آثرنا الرأي الأضعف فيهم؛ وهذه هي النتيجة!!! فما لم يتوحد المجاهدون في قتالهم ويأخذوا بالرأي الراجح فيهم ويضعوا خطة محكمة لقتالهم مبنية على قواعد ثابته لا مكان للعاطفة السخيفة فيها ولا للرحمة المهلكة الوخيمة العاقبة ولا للورع البارد فإن جهادنا كله وتضحياتنا كلها ستضيع أدراج الرياح ويعود التمكين لعصابة بشار، لأن عصابة بشار لا تخشى هذا الفصيل إن انفردت به بعد القضاء على جهادنا لأنه ليس صاحب الثورة في سوريا ولا مصلحة له وجودية فيها ولا الشعب يؤيده وسيجد بشار كل العالم معينا له للقضاء على هذا التنظيم الذي لصقت به صفة الإرهاب حقيقة لا مجازا، كما حصل في العراق سابقا. ولا يغرنكم أنهم ينتصرون على عصابة بشار في بعض المواطن مثل الفرقة 17 وغيرها فهم حاربوا قوات بشار بعد أن أنهكها المجاهدون السابقون وبسمعة إجرامهم التي بثت الرعب في قوات بشار المنهكة وبالسلاح الأجود من سلاح المجاهدين وهم لا يحاربون قوات بشار الآن جهادا بل تحقيقا لمشروعهم الذي دخلوا سوريا من أجله. هذا إن أحسنا الظن بهم ولم نقل أنهم متواطئون مع بشار ينسقون معه! ولا يغرنكم أيضا ما تسمعونه عن انتصاراتهم في العراق فهي 90 بالمئة منها كذب ومبالغات يروجها المالكي وإيران وأمريكا لوئد الثورة الشعبية العراقية بحجة الإرهاب! وأذكركم أن الرسول الكريمص كان من أرحم الناس وكان يحب العفو حتى عن أعتى أعداءه ولكنه تصرف بقسوة هي عين الرحمة في حادثات معدودة كان فيها غدر قبيح وتهديد للأمة وأمنها لا يقلان عما تفعله داعش بنا التي تستحل الغدر وتسميه خدعة حرب -بينما كان الرسول يرسل سراياه لمقاتلة الكفار ويقول: لا تغلوا ولا تغدروا - وتستحل الكذب وفبركة الفيدوهات المكذوبة عن بطولاتها في قتال النظام من الباب نفسه ومن باب التغرير بالشباب ليلتحقوا بها ولجمع التبرعات من المغفلين في الخارج الى آخر الطوام. فمن هذه الحادثات حادثة بني قريظة الذين هددوا بغدرهم المجتمع المسلم أثناء غزوة الأحزاب، الذين لو تم لهم غدرهم لتم القضاء على المسلمين؛فحكم عليهم الرسول بقتلهم جميعا إلا النساء والأطفال بينما لا تتورع داعش عن قتلهما أيضا بمفخخاتها وقصفها للقرى الآمنة إذا أرادت احتلالها. ولا تقولوا أنهم يهود فهو لم يحكم عليهم بالقتل لأنهم يهود بل لغدرهم وتهديدهم المجتمع المسلم في وقت الخطر إذ كان قد عفا في السابق عن قبيلتين أخريين من اليهود ولم يحكم عليهما بالقتل بل اكتفى بإخراجهما من المدينة! إلى حادثات أخر لا داعى للإطالة بذكرها. ويكفي في حق الخوارج أمثالهم أن الرسول الكريم أمر بقتلهم وقال: شر قتلى تحت أديم السماء، وخير قتيل قتيلهم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي