بدأت رابطة إعلاميي الثورة في حمص مؤخراً بإنتاج سلسلة وثائقية بعنوان "دماء منسية" بهدف تسليط الضوء على عدد من المجازر التي لم تأخذ حقها من التغطية الإعلامية مع توثيق كامل لتفاصيل كل مجزرة منها وقصص ضحاياها والناجين منها.
وتأتي هذه السلسلة الوثائقية بالتزامن مع حملة تقوم بها الرابطة المذكورة تتضمن منشورات توعوية حول هذه المجازر وأماكنها وأرقام ضحاياها تُوزع في المناطق المحررة وإنجاز لوحات قماشية ضخمة مكتوب عليها أسماء المجازر يتم تعليقها في الساحات العامة بالإضافة إلى وقفات صامتة إحياء لذكرى هذه المجازر وأناشيد ثورية حولها تقوم بإعدادها فرقة الإنشاد في الرابطة.
حول فكرة هذا المسلسل الوثائقي يقول الناشط "سليمان أبو ياسين" عضو رابطة إعلاميي الثورة في حمص لـ"زمان الوصل":
ضمن سلسلة الحملات التي تقوم بها رابطة إعلاميي الثورة في حمص كإستراتيجية عمل إعلامي انطلقنا في حملتنا الثانية من حملاتنا بملف هام جداً لم ينل نصيبه من التغطية الإعلامية وهو ملف المذابح أو المجازر الجماعية التي ارتكبتها عصابات النظام في محافظة حمص، ولذلك آلينا على أنفسنا أن نوثق "تاريخ الدم" في حمص.
ويضيف أبو ياسين: إن تذكيرنا وإثارتنا لهذا الملف بالذات يأتي في مرحلة حساسة يحاول النظام فيها أن يظهر وجهاً مغايراً تماماً لما عرفناه عنه من حقد وإجرام ويحاول أن يضرب الحاضنة الشعبية التي أُجهدت من خلال فتح باب التسويات والمصالحات معه وإدراج مصطلح خبيث هذه المرة هو "العودة إلى حضن الوطن"، وبعد أن عجز أن يقضي على الثورة عسكرياً يحاول بخبث ودهاء أن يبرز كطرف يميل للسلم مستغلاً بعض التجاوزات المسيئة في صفوف الثوار، لذلك ارتأينا أن نذكّر شعبنا وأهلنا بطريقة سريعة بإجرام هذا النظام الذي يستحيل التعايش معه والذي وصل حداً من الإجرام والطائفية لم يصله أحد قبله.
ويوضح الناشط أبو ياسين أن الهدف من هذه الوثائقيات هو تذكير الناس بالمجازر التي ارتكبها النظام بحق أهلنا، وتوجيه رسالة غير مباشرة لمن تسول له نفسه الارتماء بأحضان النظام وعقد مصالحات أو تسويات معه، وتسليط الضوء على عدد من المجازر التي لم تأخذ حقها في التغطية الإعلامية، والتذكير بالتضحيات التي قدمها الشعب السوري عامة ومحافظة حمص خاصة، وفتح ملف الجرائم والمذابح الجماعية التي ارتكبت بحق السوريين على أساس طائفي، والإشارة إلى تقاعس وتخاذل المجتمع الدولي الذي يتبجح بالدفاع عن حقوق الإنسان أمام مثل هذه المذابح الجماعية والتي لم يفعل شيئاً لردعها سوى التنديد والشجب.
كي لا ننسى !
وحول اختيار "دماء منسية" اسماً لهذه الوثائقيات يضيف الناشط أبو ياسين أن هناك جزءاً من الحاضنة الشعبية كان قد نسي فعلاً هذه المجازر أو حاول أن يتناساها ويركز على شماعة إساءات بعض الثوار ليعود ويتصالح مع هذا النظام..وأيضاً لتذكير التشكيلات العسكرية وقاداتها بهذه الدماء والأرواح التي أزهقت ولم يحاسبوا مجرميها بل جلسوا في مناطقهم وصنعوا إمارات وبات همهم حكم هذه المناطق ونسوا أهدافهم التي من بينها محاسبة عصابات النظام ودحرها.
وفيما إذا كانت هناك صعوبات تعترض فريق العمل وكيف يجري التغلب عليها يرى الناشط أبو ياسين أن هذه الصعوبات منها ما هو متعلق بظروف الإنترنت والكهرباء وأجهزة الكمبيوتر التي تعطلت نتيجة للظروف التي واجهتنا في الحصار والتي عطلت كل بطاريات أجهزتنا فلم تعد تعمل إلا بكهرباء مباشرة ومن الصعوبات أو العراقيل على الأصح تجاهل الائتلاف السوري لنا وعدم تقديم أية مساعدة لنا من أي كيان، مما سبب ولا زال يسبب تأخيراً بعرض هذه الوثائقيات أيضاً، ومن الصعوبات الخارجة عن الإرادة -بحسب أبو ياسين- مشكلة الحصول على وثائق وشهادات لبعض المجازر وبخاصة تلك التي يسيطر النظام على المناطق التي شهدتها ومنها مجزرة الحصوية.
وعن تفسيره للجوء شبيحة النظام إلى حرق الأماكن أو المنازل بعد ارتكاب المجازر فيها، يؤكد أبو ياسين أن شبيحة النظام يلجؤون لهذا الفعل الشنيع لأسباب منها تطبيقاً لقولهم (الأسد أو نحرق البلد) وذلك من باب إرهاب من انتفض بوجه نظام الظلم والفساد والإجرام، ففي مجزرة دير بعلبة بالذات حرقوا الجثث وذلك لأن رائحتها قد وصلت إلى حواجزهم ولم يعد بوسعهم الجلوس في المنطقة، فأحرقوها واتصلوا بسكان الحي ليدفنوا من لم يحرقوا جثته من الشهداء وكانوا أيضا يحرقون الجثث والأمكنة أيضاً بهدف إخفاء جرائمهم في حال دخلت لجنة أممية أو حقوقية.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية