
كيف اغتيل حجي مارع... د.ناصر النقري يكشف لـ"زمان الوصل" حقيقة اختطافه ومحاولة قتله في اسطنبول

تعرض المعارض السوري الدكتور "ناصر النقري" الذي ينتمي إلى الطائفة العلوية إلى عملية اختطاف ومحاولة قتل من قبل من أسماهم "عصابة منظمة أسدية تضم ضباط مخابرات وآخرين يدّعون أنهم معارضون ومنشقون"، وذلك منذ أسبوعين، ما أدى إلى إصابته بمشاكل جزئية في الذاكرة بعد إصابته بكسر مغلق في الصدغ الأيمن مع ارتجاج دماغ شديد.
وكشف الدكتور النقري على صفحته الشخصية في "فيسبوك" أن المجموعة التي احتجزته وحاولت قتله كانت تتواصل مع "حافظ مخلوف" أثناء تعذيبه وهي نفسها من قتل الحج مارع في المشفى في تركيا وفق كلام الملازم أول في الأمن العسكري "أبو يزن" الذي روى له ذلك كي يقنعه –كما قال- أنهم قادرون على الوصول إلى أي شخص وفي أي مكان!
وذكر النقري الأسماء الكاملة لمن احتجزوه وعذبوه ومنهم "حسين ديركي" وهو كردي علوي من ركن الدين في دمشق يخفي أنه علوي زوجته محجبة! الذي اعترف له بأنه قتل 10 معارضين، وكان يضربه وهو مقيد، و"أحمد محمود الحسن" الذي ذكر أنه كان قنصلاً سابقاً للنظام وهو من صافيتا ويسكن في حمص، ويقدم نفسه على أنه على صلة وصل بين الثوار وأوربا ولديه إقامة في كردستان العراق، وهو من يستلم الأموال من سوريا من الأمن! وهناك أبو يزن وهو ملازم أول في الأمن العسكري، معروف جيداً في يبرود حيث بقي و"أحمد الحسن" هناك مع الثوار 6 أشهر وكانوا يزودون النظام بالأهداف الجوية لقصفها -حسب كلامه.
وأورد النقري الأسماء الأولى لبعض من تناوبوا على احتجازه وتعذيبه كـ "منذر" و"ثائر" شقيق "أبو يزن"، وشخص أردني لم يعرف اسمه وأشخاص آخرين، وكلهم هربوا إلى اليونان.
بقية القصة
ونشر النقري صور من اختطفوه وحاولوا قتله من عملاء مخابرات النظام السوري كما أسماهم.
وكان المهندس "بديع أبو حلاوة" قد روى على صفحته في "فيسبوك" وتحت عنوان (شخصية وهمية تزعج النظام القاتل) قصة احتجاز صديقه الدكتور "ناصر النقري" من قبل من سمى نفسه الديبلوماسي "أحمد الحسن" الذي يدعي أنه معارض علوي ويحمل إقامة في باريس، وهو منشق عن النظام ويدعم الفكرة من أجل سوريا وتخليص الطائفة العلوية من مصير مجهول.

وفي اليوم الذي اطلع فيه الدبلوماسي على اسم أحد الناشطين في الداخل والذي يعمل على عقد اجتماع مناطقي في الساحل لاختيار خمسة أشخاص ليمثلوا المعارضة العلوية في المؤتمر تم اعتقال ذلك الشخص في اليوم التالي.
ويضيف د. أبو حلاوة إنه بعد إجهاض حركة ممثلي الداخل العلوي، بدأت خطة استثمار صديقي "النقري" ليكون فخاً لبعض الشخصيات الوطنية ومنهم الشيخ "نواف الفارس" السفير السابق المنشق من بغداد.
وأردف إن النقري ذهب برفقة العميل "أحمد الحسن" إلى جنيف لترتيب عقد المؤتمر ثم عادا إلى اسطنبول.
ويقول المهندس أبو حلاوة واصفاً ما جرى بعد ذلك: "بعد العودة ومساء يوم 27 تموز -يوليو/ 2014م وفي إحدى الشقق في اسطنبول التي يقيم فيها العميل وصديقي، تم تسليمه للضابط أبو يزن وخليته الأمنية، فاكتشف صديقي أنه وقع في الفخ الأمني، وبعد ضربه والتحقيق معه بطريقتهم ليلاً، طلبوا منه التخلي عن نشاطه "الفيس بوكي" وإغلاق صفحته والتعامل معهم لصيد شخصيات وطنية ناشطة وأولها السفير "نواف الفارس" بسبب تواصله معه واطلاعه على فكرة عقد المؤتمر، وأيضاً قام الدبلوماسي العميل بنفس الليلة باستعمال حساب صديقي والدردشة معي شخصياً بانتحال شخصيه -د. ناصر- والحديث بيننا مازال حياً على الرسائل.
ثلاث رسائل أنقذتني!
في صباح اليوم التالي من احتجازه وتعذيبه تمكن الدكتور "ناصر النقري" من الهرب من الشقة، وطلب من صديقه أبو حلاوة –كما قال- مساعدته حيث إنه في الشارع ومرهق من الضرب والتعذيب وإنه يتصل عبر "فيس بوك" من بقالة في الشارع، لأنهم أخذوا هاتفه النقال أيضاً وليس لديه أية وسيلة سوى وسائل التواصل الاجتماعي، وقص عليّ ما حصل فلم أصدقه فعلا لأن شكوكاً وإحساساً تشكّل عندي من خلال مكالمة الليل من الدبلوماسي العميل من خلال تشكيل الجمل وتكوينها واللغة التي لم أعتد عليها من الدكتور ناصر، وخاصة أنه يكتب باستعمال كيبورد غير معرّب بحيث يجد صعوبة في البحث عن الأحرف.
واتصل النقري بصديق لنا وأخبره بأنني لم أفهم عليه ولم أصدقه وطلب المساعدة، بادر صديقنا بالاتصال بالدكتور "نصر الحريري" أمين عام الائتلاف الذي ذهب إلى الموقع مشكوراً وأحضره إلى مقر الائتلاف والاتصال بالجهات المختصة التي بدأت تعالج الأمر بطريقتها حتى الآن.
"زمان الوصل" اتصلت بالدكتور "ناصر النقري" فذكر أثناء المحادثة أنه عائد من الأمن التركي الآن، وأن احتجازه الذي دام لـ7 ساعات كان في منطقة الفاتح التركية مؤكداً أن المدعو "أحمد الحسن" أحد محتجزيه أصبح بيد العدالة التركية وأن البقية سيتم إلقاء القبض عليهم قريباً.
وحول معرفته بخاطفيه قال الدكتور النقري للأسف من قاموا بخطفي واحتجازي وتعذيبي كانوا من أصدقائي، سافرنا معاً إلى جنيف وظلوا يتواصلون معي لثلاثة أشهر بصفتهم معارضين علويين للنظام وعندما أحسست بخطرهم وقبل دقائق قليلة أرسلتُ ثلاث رسائل لأصدقاء لي أخبرهم فيها أنني في خطر، وزودتهم بالأسماء والصور وربما هذا التصرف هو ما أنقذ حياتي -بمشيئة الله طبعاً- وإحدى الرسائل أرسلتها للدكتور "بديع أبو حلاوة" والثانية للمعارض ملهم الدروبي، أما الرسالة الثالثة فكانت لشخص في أمريكا وكانت الخطة البديلة أن يتواصلوا باسمي لثلاثة أيام مع أصدقائي ويخبروهم بأنني اعتزلت السياسة… الخ.
ويُذكر أن الدكتور النقري تعرض لمحاولات اغتيال من خلال دهسه بسيارة في تركيا منذ أسابيع على خلفية دعوته لإقامة مؤتمر يضم أقطاب المعارضة العلوية في الداخل، وظل متكتماً على موعد المؤتمر وتفاصيله إلى ما قبل الإعلان عن اختطافه من قبل أشخاص ينسبون أنفسهم إلى المعارضة.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية