حكم غريب من نوعه أصدرته دار القضاء التابعة لجبهة "النصرة" بحق مواطن سوري في بلدة خان شيخون بمحافظة إدلب عندما أمرت بجلده 80 جلدة لأنه لاتهامه بسب "دين الكهرباء".
وأظهر شريط فيديو بث على مواقع التواصل الاجتماعي عدداً كبيراً من عناصر جبهة النصرة الملثمين وهم يحيطون بالمدعى عليه "معتصم عبد الكريم دحروج" الذي يبدو عاري الظهر ومعصوب العينين، وبعد أن يتلو شخص داكن البشرة يرتدي زي الفصائل الإسلامية (الزي الباكستاني) حكم القضاء، يقوم عنصر آخر ملتحٍ بضرب ظهر المتهم بسوط صغير ضربات خفيفة وسط حشد كبير من أهالي البلدة، ونشرت جبهة النصرة نص الحكم الصادر عن دار القضاء والموقّع من القاضي "أبو أسامة المهاجر" وجاء فيه: "أثناء قيام عناصر المحكمة بإزالة مخالفات الكهرباء في قرية اللطامنة تدخّل المدعى عليه "معتصم دحروج" وقام بسب الدين قائلاً: "يلعن دين الكهرباء" وعندما تم استجواب دحروج من قبل المحقق، اعترف بأنه سب الدين بالقول "يلعن دين الكهرباء"، وعندما أحضر المدعى عليه إلى المحكمة الجزائية كرر قوله بأنه كفر بدين الكهرباء.
وجاء في بيان المحكمة بخصوص الحكم المذكور أن المدعى عليه أقدم على سب الدين وهذا العمل ردة عن دين الله يُخرج صاحبه من الإسلام إلى الكفر والعياذ بالله فيكون حده القتل إذا لم يرجع عن ذلك ويعلن توبته على الملأ وتبرؤه من هذا العمل، مما دعا محكمة دار القضاء إلى اتهام المدعى عليه دحروج بجرم الردة عن دين الله تعالى مناط الردة سب الدين واستتابته على الملأ يوم الجمعة 8/ 8 /2014 بعد صلاة الجمعة لأن جرمه كان في العلن والتوبة منه تستلزم أن يكون في العلن كما كان الجرم، وذلك مصداقاً لقوله تعالى (إلا الذين تابوا وأصلحوا وتبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم) *البقرة (160).
وبذلك يكون قد عصم دمه وماله إلا بحق الله وحسابه على الله، وأوضح بيان المحكمة أن جرم السبب لله عز وجل أو الدين أو النبي عليه الصلاة والسلام إذا تكرر من المدعى عليه يكون حكمه زندقة لا توبة له ويكون حده القتل، وأردف بيان المحكمة محذراً المدعى عليه دحروج أنه إذا لم يعلن توبته من سب الدين يوم الجمعة 8/8 / 2014 بعد صلاة الجمعة، وامتنع عن ذلك يكون مصرّاً على ردته مستكبراً مهدرَ الدم وحده القتل، ولا يغسل ولا يكفن ولا يُصلى عليه ولا يُدفن في مقابر المسلمين ولا يورث وماله يعود لبيت مال المسمين، ولم يكتفِ القاضي أبو أسامة المهاجر بجلد "ساب دين الكهرباء" ثمانين جلدة على الملأ في قريته. بل أمر بأن يتم حلق شعر رأسه تعزيراً (تعنيفاً له)، وحبسه ثلاثة أيام من تاريخ توقيفه تعزيراً وأن يصور وتوضع صورته في الأرشيف على أن يخلى سبيله في 8/ 8/ 2014 الموافق 12/ 10 / 1435 هـ.
وكان الشيخ والداعية "عبد الله المحيسني" قد علّق على هذا الحكم الذي يُعد سابقة قائلاً: (تداول كثير من الأحبة مسألة الحكم بالجلد والردة على رجل (سب دين الكهرباء)، فأقول مستعيناً بالله أما من قضى في هذه المسألة، فهو شيخ فاضل من خيرة الإخوة نحسبه والله حسيبه، ولايمنعنا ذلك من قول الحق، فالدين النصيحة، فأما الحكم بردة من تلفظ بقول (يلعن دين الكهرباء) فهو خطأ بيّن ..فالكهرباء من الجمادات والجمادات لا دين لها .. وأما قول إن الجمادات تسبح بحمد ربها فهو قول لايستقيم، ولو قلنا بذلك فهي شبهة تدفع عنه الحد، وإذا كان سب الدهر ليس كفراً كما صرح بذلك العلامة العثيمين وغيره، فمن باب أولى سب دين الجمادات،ىوأما القول بتحريم ذلك لكونه وسيلة للكفر وهو سب الدين فهو قول وجيه وبذلك أفتت اللجنة الدائمة وغيرها.
وأضاف المحيسني أن القاضي قد أخطأ -غفر الله له- في مسألة الحكم بردة قائل ذلك، كتب الله أجر الجميع وأعانهم على تطبيق شرعه.
ويُذكر أن جبهة النصرة المتهمة بالتشدد والمدرجة على لائحة الإرهاب الأمريكية والدولية وهي الفرع المعترف به لتنظيم القاعدة في سوريا، تقول إنها تسعى لتطبيق أحكام وتعاليم الشريعة الإسلامية في المناطق التي تخضع لسيطرتها، وذلك من خلال المحاكم والهيئات الشرعية التي تم تشكيلها في تلك المناطق.


فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية