أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مرسوم إحداث جامعة حماة رشوة أسدية لتراجع حراكها الثوري في العامين الأخيرين

أثار ما يسمى بالمرسوم 19 الذي أصدره رأس النظام بشار الأسد قبل الانتخابات الرئاسية المزعومة.. إشارات استفهام عديدة عن المغزى الحقيقي الذي يرمي من خلاله النظام من إصداره لهذا المرسوم وهو الذي عرف عنه اختياره للأوقات التي يراها مناسبة لإصدار قراراته ومراسيمه والتي تخدم أهدافه ومخططاته على المدى المنظور والبعيد..

وبحسب ما يشير مراقبون على اطلاع بشؤون التعليم العالي في سوريا، فإن لا أحد ينكر أن مدينة أبي الفداء التي قدمت في عام 1982 الكثير من أبنائها شهداء على مذبح الوطن، تستحق أن يصار إلى إحداث جامعة فيها.
ولكن ليس الوقت مناسبا لذلك وفقا للظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد.

*مغزى التوقيت
ويتساءل الكثيرون عن المغزى من من هذا التوقيت بالذات خاصة وأن إحداث جامعة في ظل استمرار الثورة وتدفق شلالات الدم السوري، وتدهور الاقتصاد السوري إلى مستويات متدنية بل ومرعبة ناهيك عن أن مثل هكذا مشروع يكلف خزينة الدولة مليارات الليرات السورية، لاسيما إذا علمنا أن أغلب الجامعات الحكومية القائمة حاليا لم تكتمل أبنيتها ومشاريعها حتى الآن..! ومنها جامعة البعث في حمص والتي كانت تتبع لها كليات حماة، فجامعة البعث والتي تأسست عام 1979 ما يزال الكثير من منشآتها حبيس الأدراج والدراسات والمخططات ولم يرَ النور، فما بالك بجامعة تحدث في عام 2014 أي في ظل حرب طاحنة يشنها نظام الأسد على شعبه منذ أوائل عام 2011 أحرق خلالها، في سبيل بقائه على كرسي الحكم، الأخضر واليابس ودمر البشر والحجر ...!
فإحداث جامعة ليس بالأمر السهل.. لأنه يتطلب الكثير من المباني التدريسية والتعليمية والمخابر والمنشآت والإدارية.

هذا فيما أشار مواقع إلكتروني معارض للأسد إلى أن المرسوم المذكور يظهر ﻛﻤﺎ ﻟﻮ أﻧﻪ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﻟﺤﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﻴﻦ ﻓﻲ ﺣﻤﺎﻩ، ﺇﺫ ﺍﺟﺘﻤﻊ بشار الأسد ﻗﺒﻞ ﻧﺤﻮ ﺃﺳﺒﻮﻉ، ﻛﻤﺎ ﻧﻘﻠﺖ ﻭﻛﺎﻟﺔ "ﺳﺎﻧﺎ" الرسمية ﻣﻊ ﻭﻓﺪ ﻳﻀﻢ ﻣﻤﺜﻠﻴﻦ ﻋﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺣﻤﺎﻩ، ﻭﻧﺎﻗﺶ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ "ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻭﺍﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻷﻫﺎﻟﻴﻬﺎ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ ﺗﻀﻢ ﺍﻟﻜﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﺣﺎﻟﻴﺎً ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻛﻠﻴﺎﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ". 

ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ كما يقول الموقع على سببل التهكم انعققد ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻓﻲ ﻗﺼﺮ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺩﻣﺸﻖ ﻻ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺣﻤﺎﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﺎﺻﺮﻫﺎ ثوار اﻟﺮﻳﻒ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻋﻦ ﺳﻴﻄﺮة النظام، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻄﺮﺡ ﺗﺴﺎﺅﻻﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻋﻦ ﺍﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﻲ، ﻭﻋﻦ ﺳﺮ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺊ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺑﺘﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﻄﻼﺏ.

ﺇﺫ ﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﺃﻫﻤﻠﺖ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻧﻈﺎﻡ "ﺍﻟﺒﻌﺚ" ﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺗﻪ، ﻭﺧﺼﻮﺻﺎً ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻲ ﻟﻤﺎ ﻳﺸﻜﻠﻪ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴﻮﻥ ﻣﻦ ﺧﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺑﺤﻜﻢ ﻭﻋﻴﻬﻢ ﻭﻧﺸﺎﻃﻬﻢ. ﻫﻜﺬﺍ ﺗﺠﺎﻫﻞ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﺘﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ، ﻭﺍﻣﺘﻨﻊ ﻋﻦ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺟﺎﻣﻌﺎﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﺴﺘﻮﻋﺐ ﺃﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺰﺍﻳﺪﺕ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﻦ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﻴﻦ. ﻭﻓﻀّﻞ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﺍﻟﺴﺨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻭﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻀﺨﻤﺖ ﻭﺗﻮﺳﻌﺖ ﺃﻓﻘﻴﺎً ﻭﻋﻤﻮﺩﻳﺎً. ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺣﻜﻢ "ﺍﻟﺒﻌﺚ"، ﻭﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺗﻘﻮﻳﺾ ﺣﻜﻤﻪ، ﻓﻜﻴﻒ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﻫﻮ ﻳﺨﻮﺽ ﺣﺮﺑﺎً ﻣﺪﻣﺮﺓ، ﺃﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﻣﻘﺘﻞ ﻭﺍﻋﺘﻘﺎﻝ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺁﻻﻑ اﻟﻄﻼﺏ، ﻭﺇﻟﻰ ﺧﺴﺎﺋﺮ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻲ، ﻳﺒﺪﻭ ﺟﻠﻴﺎً ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺰﺩﺍﺩ ﻳﻮﻣﻴﺎً.

*لعبة خبيثة
الناشط أبو حذيفة الحموي أشار لـ"زمان الوصل" إلى أن إحداث جامعة في حماة في ظل هذه الظروف ما هي إلا لعبة خبيثة قام بها النظام لزرع بذور الكراهية بين أبناء مدينة وأخرى وكأنه يقول إن حمص التي خرجت عن طاعة النظام دمرناها وشردنا أهلها..و ها نحن نكافئ مدينة حماة بجامعة لطالما انتظرها أبناؤها الذين توقفوا عن الحراك الثوري الفاعل والمؤثر داخل المدينةبشكل شبه تام، فلم يعد أحد يسمع حتى بمظاهرة طيارة تخرج في أحد أزقة مدينة النواعير.

وهي التي خرج الآلاف من أبنائها في بداية الثورة ضد النظام وملؤوا ساحة العاصي بشعارات وأهازيج تنادي بإسقاط الأسد..!
مراقبون من داخل مدينة حماة أفادوا بأن الحركة التجارية فيها ازدهرت كثيرا نتيجة لتعطل الحياة الاقتصادية في جارتها الكبرى مدينة حمص منذ أكثر من عامين مع تهجير النظام لأكثر من 350 ألفا من سكان حمص المدينة فقط، البالغ عددهم نحو 2 مليون نسمة، إلا أن الكثير من الناشطين في ريف حمص الشمالي وبخاصة منطقة الحولة يقرون بأن حماة لها دور مهم في سر بقائهم صامدين حتى هذا الوقت، فمن أسواقها يشترون ما يحتاجونه من طعام وغذاء يساعدهم على الصمود في وجه الحصار الذي يفرضه النظام علبهم عبر قواته وبمساعدة شبيحة القرى الموالية المحاذية لها.

مأمون أبو محمد -زمان الوصل
(129)    هل أعجبتك المقالة (124)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي