ناشطون من دير الزور يروون لـ "زمان الوصل" حقيقة المعارك بين "داعش" و"الشعيطات"
نشر المكتب الإعلامي لولاية الخير في دير الزور على صفحته في "فيسبوك" صوراً مروّعة لعشرات المعتقلين والأسرى والقتلى الذين قضى عليهم مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية ومعظمهم من عشيرة الشعيطات ممن خاضوا أول انتفاضة قبلية ضد سيطرة داعش على شرقي سوريا.
ودارت اشتباكات عنيفة في قريتي "غرانيج" و" أبو حمام" بالقرب من الحدود مع العراق ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا، إن مسلحي التنظيم استعادوا السيطرة على ثلاث قرى تابعة لعشيرة الشعيطات يوم أمس الأحد بعد أن طُردوا منها الشهر الماضي.
وروى ناشطون من دير الزور لـ"زمان الوصل" تفاصيل ما جرى هناك وحقيقة المعارك الدائرة في قريتي "غرانيج" و"أبو حمام"، حيث أكد المشرف على صفحة شهداء غرانيج، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، أن عناصر تنظيم الدولة الإسلامية جاؤوا إلى منطقة الشعيطات في الريف الشرقي لدير الزور، فقام الأهالي بمبايعتهم لإنهاء الخلافات، ولكنهم قاموا فيما بعد بالتمادي وقتلوا ثلاثة شبان لـ"عدم تركهم التدخين" كما ادعوا، فقام ثوار الشعبطات رداً على ذلك بقتل 5 عناصر، وأسر عناصر الدولة 27 مدنياً وذبحوهم بالسكاكين والرصاص ورأى العالم من خلال وسائل الإعلام فظاعة هذه الجريمة، ثم أسر الثوار منهم 31 عنصراً لا زالوا أحياء لم يتم قتلهم حتى الآن بينما قامت "داعش" بقتل 8 أشخاص آخرين دون سبب.
وحول بداية الصدامات بين الشعيطات وداعش يقول الناشط الشعيطي: منذ البداية كان هناك نزاع بين أولاد عم من أبناء الشعيطات ثم أتى عناصر داعش إلى بيت الرجل ليأخذوه بالقوة ولكنه أطلق عليهم الرصاص فقتلوه وأخويه، فقام الثوار بقتل عنصرين منهم وحرق مقرات لهم، وبعد أن بدأ قتلاهم بالإزدياد أسروا 27 عاملاً في شركة النفط، ودخلوا إلى "غرانيج" متسللين وبدأوا بذبح الأبرياء وتهجير النساء والأطفال، وقاموا بأخذ كل الأسلحة الثقيلة من القرية، ولم يبق سوى الأسلحة الفردية الخاصة بالأهالي، أما سلاح الجيش الحر فتم تسليمه لهم بعد مبايعة بعض الفصائل والكتائب لهم.
ويضيف الناشط الشعيطي للأسف خانت بعض القرى المحيطة بنا ولم يبق إلا الشعيطات تحارب داعش.
وحول تفسيره لخيانة بعض القرى المحيطة بالشعيطات يقول الناشط "محب محمد" من أهالي "غرانيج": خان أهالي هذه القرى وباعوا عرضهم لأنهم خائفون من قطع الروؤس ومنهم من انضم إلى "داعش" وبعضهم سهّل الهجوم وسمحوا لهم بنصب الهاون على جبل "الجهفة" الذي يفصل بين "غرانيج " وبين القرى المجاورة لها، فأصبحت داعش تقصف الشعيطات من هذا الجبل وتمت محاصرة "غرانيج" و"أبوحمام" من 4 جهات الجبل ومن أمامهم وخلفهم ومن جهة البرية.
وحول مهاجمة داعش لقرية "غرانيج" يؤكد الناشط "محب محمد" أن عناصر داعش هاجموا القرية بعد أن أرسلوا إليها مفخخة ورتلاً قادماً من البوكمال مؤلفاً من 20 سيارة فدخلوها وقتلوا واعتقلوا العشرات من الأهالي ممن شوهدت صورهم على مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات الإنترنت.
وعن اتهام البعض للشعيطات بأنهم يحاربون نيابة عن النظام، أوضح الناشط محمد أن الشعيطات هم أكثر من حرر المناطق التي كان يسيطر عليها النظام، وأردف: أن "الدواعش" عندما جاؤوا وجدوا اأرض جاهزة وممهدة لهم، وهذا هو سبب التأخر في تحرير دير الزور، علماً أن الشعيطات خسروا من أبنائهم الكثير، وما عجز النظام عن قتلهم قتلهم "الدواعش" الذين أدخلهم النظام إلينا لكي نحبه ونرجع إليه.
ويُذكر أن داعش بدأت بتوظيف آيات القرآن في محاربة مناوئيها فتحت عنوان (فَشَرّدْ بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ 2) أشارت صفحة (المكتب الإعلامي لولاية الخير) إلى ما أسمته غدر مُرْتدُّي الشعيطات ببعض جنود الدولة الإسلامية، مما استدعى أن تَرُدَّ رداً قاسياً ورادعاً على هذا الغدر، شردهم تشريدا بِمنْ خَلْفَهم، جزاءَ بغيهم ورداً على طغيانهم (فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنذَرِينَ) فتمت السيطرة على كل المناطق التي كانت بحوزتهم والله أكبر والعزة لله).
وفي هذا إسقاط تاريخي على قصة نقض بني قريظة لعهدهم مع المسلمين، وورد في تفسير الجلالين لهذه الآية (فإن واجهت هؤلاء الناقضين للعهود والمواثيق في المعركة، فأنزِلْ بهم من العذاب ما يُدْخل الرعب في قلوب الآخرين، ويشتت جموعهم؛ لعلهم يتذّكرون، فلا يجترئون على مثل الذي أقدم عليه السابقون).
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية