أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الكاتب عمر شحرور لـ"زمان الوصل": معظم مسؤولي "وزارة التربية" موظفون بالمحسوبية والشللية

الكاتب عمر شحرور

انتقادات كثيرة طالت ما سمي بـ"مناهج الثورة" التي وضعت على عجل لأطفال لمخيمات والمناطق المحررة وأماكن اللجوء من قبل الهيئة السورية للتربية والتعليم دون مراجعة أو تدقيق فاحتوت على أخطاء فادحة وتجاوزات لا يمكن السكوت عنها ليس آخرها تضمين كتاب للصف السابع مقولة حول الشهداء لـ "حافظ الأسد". 

المؤلف والكاتب السوري المعارض "عمر شحرور عمران" الذي كان من أوائل منتقدي هذه المناهج وخاض مع القيّمين عليها معارك مطولة أدت إلى قرار بسحب 17 كتاباً من التداول ومنها كتب التاريخ والاجتماعيات والجغرافيا والبيولوجيا تحدث عن قصة اعتراضه على هذه المناهج لـ"زمان الوصل" قائلاً:
من المعروف أن هيئة علم (الهيئة السورية للتربية والتعليم) هي التي طبعت كتب التعليم لأبنائنا، وهيئة التعليم الوطنية في الائتلاف السوري هي التي دققت هذه الكتب وأشرفت على تعليمها في المناطق المحررة وفي مخيمات الشتات، وعندما رأيت فداحة الأخطاء التي تضمنتها هذه الكتب لم أستطع التزام الصمت فطالبت بسحبها، وفعلاً صدر قرار من قبل مشرف هيئة علم د. "عبد الرحمن كوارة" بتاريخ 19 / 1 / 2014 بسحب 17 كتابا من التداول بين الطلبة –ومنها كتب التاريخ والاجتماعيات والجغرافيا والبيولوجيا– ولكن هذا القرار بقي بعد أكثر من سبعة أشهر حبراً على ورق ولم يتم تطبيقه إلى الآن، وعندما سألت الدكتور كوارة عن سبب عدم تنفيذ القرار قال لي بالحرف الواحد: أنا لست شرطياً وليست من مهمتي الإشراف على قرار اتخذته!
بين "مشاكل الثورة" و"أنظمة اليونسكو" !

وحول تفسيره لوجود هذه أخطاء علمية في المناهج وهل هي أخطاء مقصودة أم عن جهل يقول الكاتب شحرور:
لا تفسير لذلك إلا التسرع والجهل والغباء وقلة الخبرة، فأغلب من وضع هذه المناهج لم يؤلف أحدهم كتاباً ولا يعرف طريقة التأليف، علاوة على أن معظم المسؤولين اليوم وبعد إنشاء ما سمي بـ"وزارة التربية" موظفين بالمحسوبية والشللية ومفروضين ومعينين مسبقاً، ويردف شحرور: لم يسمح لي بالعمل في مؤسسات الائتلاف ولا في وزارة حكومة الشعب تطوعاً لأني خضت معركة ضدهم في مسألة الكتب التي تحتوي كماً كبيراً من الكذب والتضليل، وانتصرت فيها بحمد الله، وعندما قدمت لمعظم الوزارات طلباً للعمل كمتطوع دون راتب لم يسمحوا لي ! لأني لست فاسداً مثل معظمهم، ولأنني فضحتهم وكشفت تجاوزاتهم واتهمني البعض منهم بأني عميل لحكم العصابة الأسدية، وهاجمني آخر بأني أخلق المشاكل في الثورة وثالث ادعى أنني لا أعرف أنظمة اليونسكو التي لا تسمح بتعديل أكثر من 20 %. لكن تحديّتهم جميعاً أن يكتبوا حرفاً عني، على العكس يكذبون ويعدون بتعديل الأخطاء وإرسال الكتب لي بعد تعديلها للاطلاع عليها ولكنهم لم يفعلوا. 

الحيادية والتجرد !
ويدعو الكاتب المعارض عمر شحرور إلى تعديل المناهج بحيث يأخذ هذا التعديل بعين الاعتبار الخصائص الدينية والثقافية والاجتماعية للشعب السوري بمكوناته المختلقة في إطار الحضارة الإسلامية العظيمة التي شارك في بنائها جميع شعوب وقوميات وأتباع الأديان المختلقة.

ويضيف: على كتب هذه المناهج أن لا تتعارض مع وحدانية الله وقدراته (الكليات الإلهية)، ومع الدين الإسلامي الحنيف كما يجب أن لا يساء للأديان جميعها وأن توصف بالعموميات وبما يمثل قاسماً مشتركاً بينها، فمعظم العلماء يؤكدون أن الاكتشافات الحديثة لا تتعارض مع الدين في كلياته والأصول ولا قي جزئياته ولا في الفروع ومنها المقاصد وغيرها. 

ومن جانب آخر يوضح شحرور أن على كتب مناهج الثورة أن تعتمد المعايير العالمية التي تؤكد موضوعية العلم وحياديته في البحث في ظواهر الأشياء وبواطنها، وأن يتجرد مؤلفوها ومدققوها من آرائهم المسبقة وأحكامهم الجاهزة وأن يعملوا على تقديم المعلومة الصحيحة في إطار نسبية المعلومة في الإطار العام وتغيراتها في الزمان والمكان دون المساس بالثوابت الكونية الإلهية.

ويُشار إلى أن للمهندس عمر شحرور عمران حضورا مؤثرا في الثورة السورية منذ بداياتها، وكان من أوائل من دعوا للنشاط السلمي، كما كتب بيانات الثورة الأولى وهو حالياً الرئيس المؤقت لحزب العدالة والتنمية السوري الذي يضم ألوف الأعضاء وكتائب وضباط وأصدقاء ومؤيدين وأنصارا في الداخل السوري وخارجه، ألف كتاباً حول حماية حلب القديمة وكتابين حول البناء والعمارة في تركستان والفنون الإسلامية في آسيا الوسطى وهما قيد الطباعة في اللغة العربية، وكتب عشرات الدراسات والمقالات حول دور الأتراك في الحضارة الإسلامية والشباب السوري والثورة والعلاقات التركية العربية في التاريخ.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(139)    هل أعجبتك المقالة (147)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي