أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

امتداد داعش إلى لبنان إرتداد لجرائم حالش في سوريا ... المحامي صدام عكاش

ما حدث بالأمس الأول في عرسال اللبنانية ليس متوقعا فحسب بل كان أمراً واقعا لا محال ، وإن اعتقال السوري عماد جمعة ليس السبب الوحيد في الأحداث الأخيرة ، إنما هناك أسباب عديدة تلف الحدث اللبناني منها : ما نفاه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السيد وليد جنبلاط في تصريحه "عدم اعتبار تدخل حزب الله في سوريا عسكرياً سبباً لما يحدث في الجانب اللبناني من جرود عرسال " ، وقد جاء هذا التصريح بعد لقائه مع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ، وعند جنبلاط الأسباب الخاصة للإدلاء بذلك . ولكن لا يمكن نكران ما أحدثه حزب الله الشيعي في تحالفه مع النظام الأسدي العلوي بدعم ايراني ضد الشعب السوري ذو الغالبية السنية . ولا يمكن تجاهل الغضب العربي السني المستشيط الذي خلفه هذا التحالف الأصفر القاتل الذي يكرس مخطط الأذرع الايرانية في المجال الجغرافي العربي . كما أن سلوكيات المؤسسة العسكرية اللبنانية " الجيش اللبناني " الذي كان يشاهد صواريخ الحزب تنطلق من الهرمل لتدك القصير دون أن يتخذ أي إجراء ولو على سبيل العتب . الجيش الذي يرى بأم عينه الطائرات الأسدية تقصف السوريين من الأجواء اللبنانية دون أن يطلق عليها نظراته خشية أن يصيبها بالعين . الجيش الذي لم يفعل شيء للحافلات التي تغص بعناصر الحزب بعتادهم الكامل وهم يمرون عبر حواجزه في طريقهم إلى الأراضي السورية لقتل السوريين ، ويترك الحدود مباحة أمام تحركاتهم ويضيّق الخناق على الثوار السوريين . ويترك الشاحنات المحملة بأطنان البارود من مصنع الكورة في شمال لبنان تمر مرور الكرام عبر حواجزه إلى النظام الأسدي ليصنع منها براميله القاتلة ويمطر بها الشعب السوري هي سبب آخر لما يحدث في لبنان اليوم . كما أن سياسة النأي بالنفس الكاذبة وانحياز معظم المؤسسات اللبنانية إلى جانب نظام الأسد وتقديم الدعم اللوجستي واسع النطاق له ، في حين منعت المعارضة حتى من النشاط السياسي على الأراضي اللبنانية وحوصر النشطاء وهددوا ورُوُعوا بتسليمهم إلى الأجهزة الأمنية الأسدية ، بالإضافة للتعامي عن جرائم الخطف والترحيل القسري الذي مارسته السفارة الأسدية وأعوانها من الأحزاب والأشخاص ، كما أن تجاهل انتهاكات نظام الأسد الـ 632 لسيادة لبنان الشكلية وزعزعة أمنه المتشظي بين طوائفه واستقراره المرتبط بالعوامل الجوية ، و انحياز الجيش والأمن اللبناني لهذا النظام الغادر وحزب الله الحاقد الأمر المخالف لإعلان بعبدا هو أيضاً من الأسباب التي جعلت النيران تمتد الى لبنان . 


يبقى السبب الأهم من ذلك كله هو هزيمة حزب الله المتعثر بقتلاه في القلمون مؤخراً إثر كمائن الأبطال السوريين الذين يتنفسون بعرسال الرئة النظيفة هناك ، استدعت منه زج الجيش اللبناني في مغامراته التي تكلف دائماً لبنان الغالي والنفيس ، ليغطي قصفه عرسال السنية بصواريخه الشيعية ، وتكون الحرب على عرسال وليس على داعش تحت عنوان كلنا مع الجيش اللبناني . تماما كما فعل معه في معركة عبرا لإنهاء حركة الأسير وأنصاره ، لاسيما وأنه لا يستطيع أي لبناني مهما كان متعاطفا مع الثورة السورية وناقماً على حزب الله إلا أن يكون إلى جانب الجيش اللبناني في معركته مع عرسال .

يبقى الخاسر الأكبر مما يحدث في عرسال هو الشعبين اللبناني والسوري . كما لن يكون حزب الله والأسد وايران الرابح الأكبر . ولكن ثمة جائزة ملوثة بالدم تلوح في الأفق للرابح الأصغر قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي رئيساً للجمهورية اللبنانية .
4/8/2014

(148)    هل أعجبتك المقالة (155)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي