أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

آثار سورية تبحث عن زبون في سوق اسطنبول السوداء

سليمان القانوني

"للجادين فقط: لوحة نادرة للسلطان العثماني سليمان القانوني، تبحث عن زبون يقدر ثمنها ومشقة تهريبها من سوريا إلى تركيا..".

إعلان لأحد القطع الأثرية السورية، يتبادله السماسرة في الكواليس. 
وفي قصة اللوحة أنه تم تهريبها لتصل إلى أيدي إحدى عصابات تهريب الآثار في مدينة اسطنبول، غير أنَّ مسلسل "حريم السلطان" لم يشفع للوحة السلطان؛ بطل المسلسل كي تجد زبونا، ولذلك وسعت العصابة شبكة اتصالاتها، وبدأت برحلة بحث عمن يشتري اللوحة، الأمر الذي أدى إلى وصول الخبر إلى "زمان الوصل".

ووفق الناشط وخبير الآثار السورية "أبو يامن"، فإن أغلب القطع الأثرية الموجودة في المناطق المحررة باتت مهددة بالسرقة والتهريب، ويوجه الناشط أصابع الاتهام في تهريب وسرقة الآثار إلى بعض الكتائب المسلحة، التي لا يعرف عناصرها قيمة الآثار ومكانتها التاريخية، موضحاً أن عمليات التهريب تتم بمعظمها عبر الحدود السورية التركية، لتباع القطع الأثرية بالسوق السوداء.

ولا يعتقد الناشط أن التبليغ عن السمسار الذي أوصل "زمان الوصل" إلى خيط حكاية لوحة السلطان، سيساعد في الوصول إلى رأس العصابة، إذ يصف أبو يامن العصابة بـ"المافيا المحمية"، ناصحاً إيانا بعدم تتبع خيوط العصابة، ومرجعاً الحل في إيقاف السرقات إلى المصدر أي إلى الكتائب المسلحة، التي إن لم تكن تسرق وتهرب الآثار، فهي على الأقل تقصر في حمايتها..

ويضيف: "حماية تاريخ سوريا لا يقل أهميةً عن تحريرها؛ بلد بلا ماضٍ هي بلا مستقبل".

ويشرح أبو يامن، أن قصف المباني والصروح الأثرية، جريمة بحق الإنسانية، ولكن عوضاً عن محاولة التخفيف من نتائجها هناك من يزيد الطين بلة ويسرق ويهرِّب القطع الصغيرة التي يسهل حملها.

وبحسب "أبو يامن"، فإن ما يزيد من بشاعة جريمة سرقة الآثار، هو جهل الضالعين بها، لأنهم لا يتوانون عن تكسير القطع الكبيرة وتحويلها إلى قطع صغيرة لا تعيقهم خلال تهريبها، الأمر الذي يعني، بحسب خبير الآثار، أن تاريخ سوريا لم يسرق فقط بل تفتت إلى قطع صار جمعها شبه مستحيل!

يجدر التنويه بأن "أبو يامن" رفض التصريح عن اسمه الحقيقي، خوفاً من ملاحقة سماسرة عصابات سرقة الآثار!.

لمى شماس - زمان الوصل
(134)    هل أعجبتك المقالة (121)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي