أصدر "حزب الجمهورية" السوري المعارض بيانا خاطب فيه العناصر الشرفاء ضمن الجيشين السوري الحر والنظامي في يوم عيدهم الذي صادف أمس الجمعة 1/آب-أغسطس.
وأشاد البيان، الذي حصلت "زمان الوصل" عليه، بالجنود والضباط الذين رفضوا الانصياع لأوامر النظام في استهداف أهلهم السوريين فانشقوا عن الجيش أو الذين بقوا فيه وآثروا عدم الالتزام بأوامر النظام و"الاحتيال" على خططه ومشاريعه، أو من خلال "مساعدة أبناء شعبنا في المناطق كافة على الابتعاد عن نيران النظام وشبيحته ومجموعاته الطائفية، أو من خلال مساعدتهم لإخوتهم المنشقين، لكن هذا البعض لم تسعفه أحواله الخاصة أو المحيطة في الانشقاق على النظام".
وفي مايلي نص البيان:
"إلى جنود الحرية والاستقلال
بمناسبة عيد "الجيش الوطني السوري"
اليوم هو عيدكم
الجنود الشرفاء، جنود الحرية والاستقلال، موجودون في الجيش الحر وفي الجيش الذي يسيطر عليه النظام
سوريا التي أحببنا وضحينا لأجلها جميعًا لم يكتب تاريخها رئيسٌ أو زعيم، فحضارتها الغائرة في التاريخ صنع أمجادها أبناؤها بكدهم وحكمتهم ودمائهم. اليوم، ذكرى الأول من آب عام 1945، شاهدٌ على ذلك، إنه ذكرى اليوم الذي سلمت فيه دولة الاحتلال، فرنسا، ثكنات الجيش الفرنسي للسلطات السورية، وبذلك تأسس "الجيش الوطني السوري". لم تسلم فرنسا هذه الثكنات طواعية، بل سلمتها عنوة نتيجة نضالات آبائنا وتضحياتهم، سلمتها بعد أن قصفت دمشق بالمدفعية والطيران، مرتكبة مجازر بشعة، لكن آباءنا الذين لم يعرفوا الخنوع، كرسوا قواهم كافة من أجل الهدف السامي، فانتزعوا الاستقلال عنوة، بإيمانهم وثباتهم ووفائهم. اليوم هو عيد الجنود السوريين الشرفاء، إنه عيد الساعين للحرية والكرامة، إنه عيد السوريين، كل السوريين.
أصبح اليوم عمر ثورتنا نحو أربع سنوات، قدم خلالها شعبنا أعظم التضحيات في سبيل نيل حريته وكرامته، وقد قدم بعض الجنود السوريين مثالًا ناصعًا في الإخلاص للمهمة الأساسية التي تشكل من أجلها جيشنا الوطني السوري، أي الدفاع عن الشعب والوطن. فلم يقبلوا الانصياع لرغبات نظام مستبد وأرعن أراد أن يضعهم في مواجهة شعبهم، فيطلقون النار عليه من أجل أن يبقى متحكمًا بأرواحنا وثرواتنا وحياتنا. وبعد انشقاقهم عليه لم يبخلوا بدمائهم في سبيل الدفاع عن شعبهم، ولم يهابوا نيران النظام ودباباته وطائراته، ولا المجموعات الطائفية التي استجلبها من خارج البلاد لتقاتلهم وتقتل شعبهم.
وقدم البعض الآخر، الذي لا يزال ضمن جيش النظام، مثالًا في التضحية والمجازفة بحياته من خلال عدم الالتزام بأوامر النظام و"الاحتيال" على خططه ومشاريعه، أو من خلال مساعدة أبناء شعبنا في المناطق كافة على الابتعاد عن نيران النظام وشبيحته ومجموعاته الطائفية، أو من خلال مساعدتهم لإخوتهم المنشقين، لكن هذا البعض لم تسعفه أحواله الخاصة أو المحيطة في الانشقاق على النظام.
لقد جرّ النظام بشكل أساسي، ودول خليجية وإقليمية، ودول كبرى، ثورة السوريين إلى الذهاب في طريق العسكرة التي رفضها شعبنا وقواه كافة، ثم زاد النظام الأمر سوءًا ففتح الأبواب للمتطرفين باسم الإسلام من كل نوع وملة، داخل البلد وخارجه. الواقع يقول اليوم إن العسكرة تملأ البلد، والجماعات المقاتلة متنوعة من داخل البلد وخارجه، وثمة جيش حر فضفاض وغير محدد، وجيش نظامي مشتت ومنهك وبلا عقيدة وطنية، فلا يمكن البقاء والحالة هذه في سياق خطاب وهمي شتَّام ضد العسكرة، بل لا بد من أخذ الواقع الراهن بالاعتبار واجتراع الحلول التي تصب في مصلحة وجود جيش وطني سوري موحد ذي عقيدة وطنية كضمانة لاستقلال سورية ووحدتها وحريتها، وهو الأمر الذي سيظل أمرًا مشروعًا وضروريًا مهما طال الزمن، ولا شك أن قوامه سيكون مؤلفًا من جميع الجنود الشرفاء أينما كانوا اليوم.
سنوات أربع مرت، ولا تزال معاناة شعبنا مستمرة في تعاظمها، ويومًا بعد يوم يسحق المستبد أزهار الوطن ويشرِّد أهله، ويوقع البغضاء بين السوريين، وإزاء ذلك ثمة مسؤولية كبيرة على الجنود الشرفاء أينما كانوا، وفاء لأرواح أبناء هذا الوطن، تكمن في وحدتهم ومحاربة ظواهر التشتت والفساد، والتحلي بأخلاقيات الشرف العسكري، وحماية الأسرى، والتزام حقوقهم، والتنزه عن الصراعات الشخصية وأطماع تقاسم "الغنائم"، ونبذ ممارسات النظام المستبد في القتل والتعذيب، وممارسات الجماعات المتطرفة التي لا تمت بصلة للإسلام أو لثقافة الشعب السوري، والابتعاد من كل خطاب طائفي أو عنصري، والانتصار للوطن السوري والشعب السوري والمواطن السوري.
أيها الجنود الشرفاء أينما كنتم:
إن المعركة متعددة الأركان والمستويات، لكنها في الحصيلة معركة واحدة. فالمعركة ضد الطغمة الحاكمة والمجموعات المتطرفة، سواء التي برزت داخل البلد أو التي جاءت من الخارج، والمعركة من أجل استعادة الجولان ومناصرة أشقائنا الفلسطينيين، والمعركة من أجل محاربة ظواهر الفساد والإفساد داخل صفوف المقاتلين في الجيش الحر والجيش الذي لا يزال يتحكم به النظام، هي معركة واحدة، إنها معركة الحرية والاستقلال.
تحية للشرفاء في الجيش الحر
تحية للشرفاء الموجودين في الجيش المغتصَب
عاش الجنود السوريون الشرفاء أينما كانوا
عاشت سورية موحدة، حرة، كريمة
حزب الجمهورية
الأمانة العامة 1 آب / أغسطس 2011"
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية