دمشقي يتبرع بإحدى كليتيه لمن يحتاجها... صافي لـ"زمان الوصل": الإنسانية أن تعيش بنقص لتكمل حياة عائلة

عرض شاب من دمشق استعداده بالتبرع بإحدى كليتيه لمن يحتاجها وليس لديه المال، كما جاء في البوست الذي نشره على صفحته الشخصية في "فيس بوك".

وخص المتبرع "خالد صافي"، الذي يحمل شهادة العلوم، بالذكر اللاجئين أو النازحين، وتأتي هذه الدعوة الجريئة في وقت فقد فيه مئات السوريين كِلاهم من آثار القذائف أو الشظايا التي أصيبوا بها ومات الكثيرون من جراء الإصابة بها.

حول حول دوافع هذا القرار الشجاع تحدث صافي لـ"زمان الوصل" قائلاً:

أصيب والد صديقي بشظية أدت إلى إتلاف إحدى كليتيه ولم يجد أحداً يعطيه كلية، فتوفي متأثراً بإصابته لأن كليته الثانية كانت تعاني من عجز صحي نوعا ما، ولم يكن صديقي قادراً على مساعدة والده لأنه كان مطلوباً للنظام، وبكيت كثيراً لأنني لم أستطع مساعدة والد صديقي لعدم تطابق الأنسجة والزمرة الدموية ولكن هذه القصة كانت حافزاً لي باتجاه التبرع بإحدى كليتي لمن يحتاجها.

وحول شعوره حيال التبرع بإحدى كليتيه ومالذي يعنيه له هذا القرار على المستوى الشخصي قال صافي: عندما عرضت التبرع بإحدى كليتّي انطلقت في هذا الخيار من أنني يمكن أن أعيش بنقص صحي، ولكن هذا النقص يمكن أن يكون سبباً في حياة عائلة كاملة مع إيماني بأن الموت والحياة بيد الله، ووجدت أنه من الإنسانية أن تعيش بنقص لتكمل حياة غيرك، وهذا كمال بحد ذاته، وأنا الآن جاد وعازم على هذه الخطوة، وأتتني رسائل عديدة وسأجري التحاليل المطلوبة وأختار من المحتاجين من هو مسكين ومظلوم وبريء ليأخذ كليتي، مع يقيني بأن هذه الكلية وسائر أعضاء جسدي هي ليس لي وإنما ملك الله، وكلنا عباد الله.

ولدى سؤاله إن كان قد أجرى فحوصات طبية تثبت مؤهلاته الصحية لمثل هذه الخطوة قال الشاب خالد صافي: بصراحة جسدي هزيل وغير مؤهل لهذه الخطوة التي تتجاوز نسبة الخطورة فيها الـ 60 % في حال تخليت عن إحدى كليتي كما أفاد الأطباء ولكن قناعتي أن أحدنا يمكن أن يموت ليعيش وطن هي التي تدفعني باتجاه هذه الخطوة.