أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مبادرة الخطيب الثالثة... خليل المقداد*

الشيخ معاذ ومن خلال مبادرته الأخيرة يحاول أن يظهر كتيار ثالث، هذا التيار الذي أصبح وسيكون لاحقا مطيّة الرماديين ومن ارتبطت مصالحهم بالنظام، أو الذين لم تتضرر مصالحهم بعد بل وحتى لتيار النظام الشعبي نفسه، أعتقد أن هؤلاء سيكونون أسعد الناس بها، فهي طوق نجاة لهم في حال استمر تقدم الفصائل الجهادية الإسلامية على الأرض وهو ما أرعب النظام وأنصاره حقا فلأول مرة بدأنا نرى الرعب في وجوههم.

الشيخ معاذ ينفي صفة المبادرة عن دعوته تلك، عندما أسماها بالعيدية ولا أدري ماذا يقصد بهذه التسمية "معايدة للشعب السوري"، هذا الشعب الذي عانى الأمرّين على مدى 4 سنين من القمع والتنكيل والتهجير، دعوة الخطيب هي محاولة للعودة إلى الساحة السياسية كزعيم يحرص على مصلحة السوريين، ما يثير التساؤل هو توقيتها والجهات التي التي دفعت باتجاه عودة الخطيب بهكذا مبادرة.

شخصيا لا أستطيع أن أفصل هذه المبادرة عن التقدم الساحق الذي تحققه دولة العراق والشام على الأرض، وما أثارته من رعب في نفوس فئات عديدة ليس آخرها النظام، هذا الخوف من سيطرة الجماعات الإسلامية على الساحة وطرد الجميع من المشهد برمته.

البعض ذهب إلى جهة أن معاذ الخطيب تلقى رسالة النظام الذي ثبت نجاح العطار كنائب للرئيس في مغازلة منه للأسر الدمشقية العريقة، وهو ما لا أراه صحيحا، فنجاح لا قيمة فعلية لها وقد ردت إلى أرذل العمر لكي لا تعلم بعد علم شيئاً.

حقيقة الأمر أن الشارع السوري يتكون من أربعة تيارات وليس ثلاثة 

الأول: هو التيار الثوري الشعبي الذي دفع فاتورة الدم حتى الآن ... الثاني: هو تيار النظام ومناصروه ... الثالث: هو المعارضة المتسلقة المرتهن قرارها للخارج والتي باتت تملك القرار والمال وإن من الخارج ... أما التيار الرابع: فهو التيار الرمادي الذي ينتظر رجحان كفة أحد التيارات كي ينحاز إليها في الوقت المناسب بحثا عن حماية مصالحه ..... لا أقول إن الشيخ ينتمي للتيار الرمادي ولكن يمكنني أن أعتبر أنها مبادرة فردية عاطفية لاعقلانية منفصلة عن الواقع وتصب في مصلحة التيار الرابع وبجدارة.

كان يمكن للشيخ أن يستثمر شعبيته بمبادرة حقيقية فاعلة ومدعومة من العديد من التيارات الشعبية وتلبي مطالب الشعب الثائر، فمبادرته بصيغتها الحالية حتى وإن كانت دعوة أو عيدية أو حتى جسا للنبض لن يكتب لها النجاح لأنها بعيدة عن الواقع، فاللاعبون المؤثرون على الأرض كثر ومعاذ ليس منهم على الأقل في الوقت الراهن، وهو بمبادرته هذه يستهلك نفسه وينسف ما تبقى له من شعبية لدى الشارع الثائر مقابل صعوده شعبيته لدى تيار النظام الشعبي الذي سيندس لاحقا فيما يسمى التيار الثالث بحثا عن طوق نجاة من خلال تشكيل رأي عام ضاغط بدأنا نرى مفاعيله على الساحة الإعلامية.

*سياسي سوري
(151)    هل أعجبتك المقالة (157)

حسان طحان

2014-07-30

تضحيات الثورة لا تثمن بثمن... فهي تسمو على كل شيء... الثورة السورية العظمى.. هي أن تكون سورياً حراً ومع ثورة الكرامة والحرية.... أو تكون إلى صف النظام مجرماً تطالك يد العدالة والشعب لا حقاً ؛ أما الرماديين فهؤلاء لا أمان لهم... هم نرجسيين أصحاب المصالح الخاصة أولاً وجبناء ؛ ومن المنطقي أن لا يشاركوا بأي حل أو منصب سياسي... يتركون على الهامش..


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي