اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي يوم الثلاثاء إن نشطاء غزة الذين تسللوا إلى إسرائيل عبر نفق قتلوا خمسة جنود إسرائيليين في معركة بالأسلحة النارية قرب قرية نحال عوز القريبة من الحدود مع قطاع غزة.
ورفع الحادث الذي وقع أمس إلى 10 عدد القتلى من الجنود الإسرائيليين في يوم واحد.
وفي أحدث التطورات قالت وزارة الداخلية في غزة إن طائرة إسرائيلية أطلقت صاروخا على منزل اسماعيل هنية القيادي بحركة حماس قبيل الفجر يوم الثلاثاء فأحدث أضرارا ولكن لم يصب أحد بسوء.
ولم يكن لدى متحدثة باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي تأكيد للنبأ لكنها قالت إنها تتحرى بشأن التفاصيل.
وقصف جيش الاحتلال الإسرائيلي في اليوم 22 للعدوان على غزة أهدافا في قطاع غزة في ثاني أيام عيد الفطر بعد أن قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن على إسرائيل أن تكون مستعدة لحملة ممتدة على قطاع غزة الأمر الذي يبدد أي أمل في نهاية سريعة للعدوان.
واستشهد 11 فلسطينيا في هجوم على منزل في مخيم البريج للاجئين في مدينة غزة، حيث قصفت القوات الإسرائيلية أهدافا في أنحاء القطاع في ليلة شهدت أوسع الهجمات انتشارا في القطاع الساحلي حتى الآن.
وقالت حركة حماس إن محطة تلفزيون الأقصى ومحطة إذاعة الأقصى التابعتين لها استهدفتا أيضا لكن المحطة واصلت البث وتوقف بث محطة الإذاعة.
وقال نتنياهو بتعابير وجه مقطبة في كلمة أذاعها التلفزيون إن أي حل للأزمة سيستلزم نزع سلاح قطاع غزة. وأضاف نتنياهو "لقد كان يوما عصيبا ومؤلما.. إننا بحاجة إلى أن نكون مستعدين لحملة ممتدة. وسنواصل التحرك بقوة وسرية لحين استكمال مهمتنا."
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي لن يغادر غزة قبل أن يدمر شبكة أنفاق حماس. وتابع نتنياهو إن أي حل للأزمة سيحتاج إلى تجريد حماس من أسلحتها.
وتسبب العدوان على غزة في تدمير 1960 وحدة سكنية، وتضرر 22600 وحدة سكنية أخرى بشكل جزئي، منها 1680 وحدة سكنية "غير صالحة للسكن"، وفق معلومات أولية صادرة عن وزارة الأشغال العامة الفلسطينية.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته القناة العاشرة ان غالبية كبيرة من الإسرائيليين تؤيد استمرار الهجوم على غزة إلى أن يتم "نزع سلاح" حماس.
وحينما حل الليل على غزة أضاءت الطلقات المضيئة التي أطلقها الجيش السماء وسمع دوي قصف مدفعي مكثف.
وأطلق عدد من الصواريخ من غزة صوب عدة مناطق في جنوب إسرائيل ووسطها. واعترض نظام القبة الحديدية صاروخا واحدا على الأقل من هذه الصواريخ. ولم ترد أنباء عن وقوع أضرار أو إصابة أحد بسوء.
وقد استشهد نحو 1087 من أهالي غزة معظمهم مدنيون في العدوان، كما قتل 53 جنديا إسرائيليا وثلاث مدنيين آخرين في القصف الفلسطيني.
*مساع للتهدئة
وتصاعدت الضغوط الخارجية على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حيث دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما ومجلس الأمن الدولي إلى وقف فوري لإطلاق النار يسمح بوصول قوافل المساعدات إلى 1.8 مليون فلسطيني يعقبها مفاوضات بشأن وقف مستمر للأعمال القتالية.
وتطالب إسرائيل بضمانات تفيد بأنه سيتم تجريد حماس من الأنفاق ومخزونات الصواريخ. وهي تشعر بالقلق خشية أن تستثمر الحركة الإسلامية محادثات الهدنة التي توسط فيها أصدقاء في قطر وتركيا لتخفيف الحصار الإسرائيلي والتدابير الأمنية المشددة التي تفرضها مصر على الحدود مع غزة.
واتهم نتنياهو الذي تحدث إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون أمس مجلس الأمن بالانحياز إلى جانب حماس.
وقال نتنياهو "البيان... يتعلق باحتياجات جماعة إرهابية قاتلة تهاجم المدنيين وليس لديه رد على الاحتياجات الأمنية لإسرائيل -ومن بينها نزع سلاح قطاع غزة".
ونقل مكتب نتنياهو عنه قوله "إسرائيل قبلت مقترحات الأمم المتحدة بهدنة إنسانية وحماس انتهكتها جميعا".
وفي نيويورك استنكر بان ما سماه افتقارا للإرادة لدى كل الأطراف في الصراع. وقال للصحفيين "إنها مسألة إرادتهم السياسية. يجب عليهم ان يظهروا إنسانيتهم كزعماء سواء الإسرائيليين أو الفلسطينيين".
وزار وزير الخارجية الأمريكي جون كيري المنطقة الأسبوع الماضي في محاولة لوقف نزيف الدم وسهّلت مصر وتركيا وقطر والرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يدعمه الغرب إتصالاته مع حماس التي تقاطعها واشنطن رسميا.
وفشلت المفاوضات المتكررة التي تقودها الولايات المتحدة على مدى 20 عاما في التوصل إلى اتفاق سلام دائم. وانهارت أحدث جولة من المفاوضات في نيسان-أبريل، حيث الفلسطينيون غاضبون من بناء مستوطنات يهودية في الضفة الغربية المحتلة والإسرائيليون في أشد الغضب لأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس شكّل حكومة توافق مع حماس.
وقال وزير الخارجية القطري خالد العطية لقناة الجزيرة الفضائية إن إسرائيل لم تحترم وقف إطلاق النار الذي أنهى حرب عام 2012 وأن الوقت حان لرفع الحصار عن غزة.
وقال "أكدنا مع وزير الخارجية الأمريكية أن نصل إلى نتائج ملموسة وجيدة والإخوة فى حماس عملوا بروح إيجابية جدا ولكن من الذى رفض ورقة كيرى.. إنها إسرائيل".
وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في غزة إن أكثر من 167 ألف فلسطيني نزحوا إلى مدارسها ومبانيها بعد دعوات إسرائيل المتكررة للمدنيين لإخلاء أحياء كاملة قبل العمليات العسكرية.
وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم حركة حماس تعقيبا على تصريحات نتنياهو "تهديداته لا تخيف حماس أو الشعب الفلسطيني والاحتلال (الإسرائيلي) سيدفع ثمن مذابحه ضد الأطفال والمدنيين".
زمان الوصل -رويترز
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية