أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مكاتب للخادمات السوريات..مهنة جديدة تغزو دمشق

برزة دمشق - عدسة شاب دمشق

"الشغل مو عيب"؛ هكذا تقول نهى وهي تحاول ابتلاع غصتها، فنهى التي كانت سيدة منزل في حلب، اضطرت إلى تسجيل اسمها في أحد مكاتب الخادمات السوريات التي باتت منتشرة بكثافة في دمشق مؤخراً. 

وتحكي نهى لـ"زمان الوصل" قصتها: "استشهد والدي وأخي بسبب برميل متفجر اختار طيار النظام، إلقاءه بالقرب من منزلنا، وجدت نفسي أهرب من أقاربي إلى دمشق، دون أن أستوعب حجم المأساة التي أصابتني".

وتضيف: في الشام الأسعار مرتفعة جداً، ولا أحد يقوى على مساعدة الآخر، فالجميع بحاجة إلى مساعدة، لذلك قررت مساعدة نفسي بنفسي، ولم يكن متاحاً أمامي سوى العمل كخادمة، لأكسب رزقي بعرقي.

عملت نهى بنصيحة صديقتها الحمصية التي جمعتها بها جدران مدرسة في حي الشاغور الدمشقي تستقبل النازحين من المحافظات المنكوبة، فسجلت نهى اسمها في مكتب الخادمات السوريات، حيث يربط المكتب بين الخادمات والأسر المحتاجة لها، ويضمن للخادمات الأمان في الإقامة بعد التأكد من سمعة وحاجة الأسر..

كما تستفيد الخادمات السوريات، وفق نهى، من ترحيل أعداد كبيرة من اليد العاملة الفلبينية والسيرلانكية.

وبحسب نهى، تقبض الخادمة من الأسرة في كل ليلة 1500 ليرة سورية، تتقاسمها مناصفةً مع المكتب، وبرأيها فإن الراتب عادل كون المكتب يضمن لها الأمان، فلو أنها تعمل لوحدها لكانت تعرضت -كما تقول- إلى خطر الخطف وربما الاغتصاب بعد أن هجر الأمان وجه العاصمة دمشق.

ووفق نهى، فإن طلبيات الأسر تتنوع بين الحاجة إلى ممرضة تسهر على صحة مريض، أو إلى مربية أطفال تقضي يومها في رعاية أطفال يضطر أهلهم إلى العمل لساعات طويلة. 

وغالباً ما تراعي الأسر، كما تحكي نهى، وضعها كون الخادمات السوريات، هن ممن جار عليهن الزمان بسبب الظروف التي تشهدها المحافظات السورية، ولذلك فإن الأسر تتعامل بلطف وكرم معهن، وبغض النظر عن بعض الاستثناءات فإن الأسر غالباً ما تعطي نهى وزميلاتها الكثير من الملابس والطعام.

وتختم نهى بقولها: الظروف الصعبة تمر على كل السوريين دون استثناء، لذلك لايمكن لأحد أن ينتظر المساعدة المجانية من أحد. وتتابع: يبقى العمل الشريف هو السبيل الوحيد للعيش بكرامة.

لمى شماس - زمان الوصل - خاص
(195)    هل أعجبتك المقالة (201)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي